إطلاق مؤسسة «AIM» لتحقيق طموحات الاستثمار العالمي

أبوظبي: «الخليج»
ضمن فعاليات منتدى الاستثمار العالمي في دورته الثامنة، تم إطلاق «مؤسسة AIM» العالمية، في خطوة تهدف إلى تأسيس حقبة جديدة وإعادة رسم خارطة مشهد الاستثمار العالمية.
وتستعد مؤسسة AIM العالمية، وهي مؤسسة دولية مستقلة، لرفع مستوى الاستثمار العالمي إلى مستويات جديدة من خلال العمل على تعزيز استراتيجيات الترويج الفعّالة وفتح آفاق جديدة لجدوى الاستثمار. وتلتزم المؤسسة الفتية من خلال قدرتها على استشراف المستقبل، بأن تكون شريكاً قوياً لأصحاب المصلحة والمعنيين في صياغة مسار استثماري مشرق وتوفير كل سبل الدعم للمؤسسات على الصعيدين، المحلي والعالمي.
وتهدف مؤسسة AIM العالمية إلى دعم الشركات ورجال الأعمال الذين يسعون إلى تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة، وقادرة على المنافسة، من خلال التعامل مع التحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي يواجهها العالم بأسره.

• داعم أساسي

أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن مؤسسة AIM العالمية سيكون لها دور بارز في تعزيز مفهوم الاستثمار العالمي المستدام، وداعم أساسي للتعاون بين جميع الأطراف. وقال إن دولة الإمارات تتبنّى المبادرات الرائدة التي تحفز دائماً على تحقيق التقدم الاقتصادي والاستدامة، انطلاقاً من إدراكها لأهمية تبنّي واحتضان المبادرات المحورية والطموحة الساعية إلى رسم معالم الاستثمار العالمي، بما يضمن انسجامها مع أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف الزيودي: «إن انطلاق مؤسسة AIM العالمية من دولة الإمارات يرسخ مكانتها الرائدة في تعزيز التعاون الدولي الذي يحدث تأثيراً إيجابياً مستمراً طويل الأجل، ويساهم في تحفيز النمو الاقتصادي العالمي».

• رؤية جماعية

بدوره أشار داوود الشيزاوي، رئيس مؤسسة AIM العالمية، إلى أهمية دور المؤسسة في هذا العصر الذي لا يقتصر فيه الاستثمار على رأس المال فقط، بل يمتد إلى الالتزام بمستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. وقال: «تأتي مؤسسة AIM العالمية لتكون شاهداً على نجاحنا ورؤيتنا الجماعية. فتحت سقف منتدى الاستثمار العالمي الثامن، نبدأ رحلة طموحة، نسعى فيها إلى تحقيق عالم يكون فيه الاستثمار العالمي دافعاً لتحقيق التقدم المنشود».
وأكد الشيزاوي أن مؤسسة AIM العالمية ليست مجرد مبادرة، بل هي التزام راسخ تجاه المجتمع العالمي، لضمان أن كل استثمار هو خطوة نحو تحقيق مستقبل مزدهر ومتناغم للجميع. معرباً في الوقت نفسه عن تطلعه إلى رؤية الازدهار في المشهد الاستثماري العالمي، وثقته بقدرة AIM على تحقيق هذا النجاح.

• تأثيرات إيجابية

تضع مؤسسة AIM العالمية، مفهوم تعزيز الشراكات عبر مجموعة متنوعة من القطاعات في صلب أولوياتها، وتسعى بقوة لتحقيق تأثيرات إيجابية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. وترسم رؤيتها على أساس بناء مجتمع عالمي، يتعاون بشكل شامل لمواجهة التحديات، العالمية والإقليمية. وكجزء من أهدافها الاستراتيجية أيضاً، تعمل بشكل حثيث على تعزيز التعاون وضمان الاستفادة الفعّالة من الموارد لتحقيق نتائج مؤثرة في القضايا الحيوية. وتتبنى في رسالتها ثقافة الإبداع والابتكار بمواجهة التحديات الماثلة والمساهمة الفاعلة في تحقيق التغيير الإيجابي. وفي هذا السياق تركز مؤسسة AIM العالمية استراتيجيتها نحو الاستثمارات التي تعزز التأثير الإيجابي على الصعيدين، الاجتماعي والبيئي.
يذكر أن مؤسسة AIM العالمية ستتيح لأعضائها الوصول إلى مجموعة من الفرص، مثل المعلومات الحصرية المتعلقة بتطور الشركات الناشئة وشبكة واسعة من الخبراء الاستشاريين وخدمات المسؤولية الاجتماعية للشركات. إلى جانب برنامج اجتماعي يتيح للأعضاء التفاعل مع زملائهم. وتمتد الفوائد لتشمل قائمة طويلة من المستثمرين، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية والأسهم الخاصة والمكاتب العائلية والبنوك، وغيرها.

• أربع فئات

توفر مؤسسة AIM العالمية أربع فئات عضوية متنوعة مصممة لتلبية الاحتياجات المختلفة للمؤسسات الحكومية والمستثمرين والشركات العالمية والأفراد والمنظمات الملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات ورجال الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة. وباختيار الفئة المناسبة، سيتاح للأعضاء الوصول إلى شركاء مؤسسة AIM العالمية والاستفادة من مواردهم القيّمة، بما في ذلك القيادة والمعرفة والأبحاث والاستشارات والفرص للاستثمار الأجنبي المباشر واستثمارات المحافظ الأجنبية والدعم المخصص للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة والمشاركة في تطوير مدن المستقبل وتعزيز الاقتصاد الرقمي والتعاون مع شركاء AIM Global Hub.
وتم تصميم المرافق الحديثة للمؤسسة، بشكل استراتيجي بما يسمح لها تحقيق أهدافها بكفاءة عالية، لاسيما منطقة Global Hub التي هي مكان مخصص للمنظمات المختارة بعناية من خلفيات متنوعة، وتمثل منصة للمحترفين والخبراء في العديد من القطاعات، حيث يمكنهم التواصل والوصول إلى الموارد والمشاركة في المناقشات المهمة. إضافة إلى ذلك، تتمتع مكاتب AIM العالمية بموقع استراتيجي يمكّنها من تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة في مجالات الاستثمار والنمو الاقتصادي على الصعيدين، المحلي والدولي.

• منتدى الاستثمار العالمي

وجمع منتدى قمة AIM للاستثمار المعروف سابقاً «بملتقى الاستثمار السنوي»، نخبة من القادة والخبراء وصانعي السياسات وكبار المستثمرين الإقليميين والدوليين وكبريات الشركات خلال اليوم الرابع من منتدى الاستثمار العالمي الثامن، حيث تم تسليط الضوء على أهمية تعزيز الاستراتيجيات الاستثمارية وكيفية تسخير الإمكانات الجديدة للتنمية الاقتصادية العالمية. وقد تبادل سفراء وخبراء من حول العالم أفكارهم حول التحول الكبير في مشهد الاستثمار العالمي، والتحديات التي تواجهها الدول وقادة الأعمال وطرحوا الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات والمتغيرات الحالية والمستقبلية.
قال داوود الشيزاوي، رئيس قمة AIM للاستثمار ورئيس منظمة AIM العالمية، خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في الجلسة: «يجتمع الخبراء في مجال الاستثمار كل عام في ملتقى الاستثمار السنوي الذي بات قمة AIM للاستثمار حالياً، لتبادل الخبرات والتجارب والآراء والاستراتيجيات التي تسهم في استقطاب الاستثمار. وانطلاقاً من التزامها بإضافة قيمة لأعضائها، تسعى القمة في جميع مبادراتها إلى إحداث تأثيرات اقتصادية وبيئية واجتماعية. وقمنا أيضاً بتطوير AIM Academy بهدف إعداد البرامج وتبادل الخبرات والمعرفة. وستلتزم المؤسسة بتزويد المستثمرين بالمعرفة والأدوات اللازمة والنصائح المناسبة لاغتنام الفرص الناشئة، وسيتم التركيز بشكل رئيسي على الاستثمار الأجنبي المباشر وروّاد الأعمال من خلال مساعدتهم على مواجهة التحديات الرقمية».

• تحديات استثمارية

بدوره، قال وامكيلي ميني، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية: «تواجه إفريقيا تحديات استثمارية نتيجة غياب التنسيق وآلية حل النزاعات، ويترك هذا الانكماش تداعيات سلبية على التنمية في القارة. ولكن هذه الإمكانات المستقبلية للسوق التنافسية تدعو المستثمرين لمقاربة إفريقيا بنظرة جديدة». وأوضح ميني أن منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية قد وقعت مذكرة تفاهم مع قمة AIM للاستثمار، بحيث تسهم هذه المنصة في تسهيل الاستثمار ورفع الوعي حول مناخ الاستثمار في إفريقيا، والخروج بحلول لتخطي التحديات الماثلة.

• اقتصاد مبتكر

في سياق متصل، عقدت حلقة نقاش حول الشمول المالي الرقمي والتوجه نحو اقتصاد عالمي مبتكر ومترابط، شارك فيها نخبة من القادة من بينهم علي البلوشي، الرئيس التنفيذي لمجموعة EcoX، وشريف المصري، الرئيس التنفيذي لشركة مافيريكا، وفيكاش شارما، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة IC1101 Inc، وتاكاشي ناكامورا، مدير شركة NIFCO رئيس الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وعقدت جلسة بعنوان «مستقبل المدن: الازدهار وسط الاضطرابات»، شارك فيها توماس أليكاس - المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Greenful في إستونيا، والدكتور أنس باتاو، مدير مركز التميز في البناء الذكي (CESC) وأستاذ مشارك في جامعة هيريوت وات. تطرق أليكاس إلى التقدم الذي أحرزته بلاده، قائلاً: «لا ينال الابتكار التمويل الكافي في إستونيا، ولكنه في اتجاهه الصحيح الذي سيمكنه من تحقيق مستقبل مشرق». بدوره، طرح الدكتور أنس أفكاره في ما يتعلق ببناء المدن ذكية، مؤكداً أنه ثمة تقدم ملحوظ في مجال المدن الذكية، ولكننا عالقون في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد الحاضرون أهمية تعاون القطاع الحكومي والقطاع الصناعي والقطاع الأكاديمي وأفراد المجتمع لإحداث تغيير في جعل الاستدامة ممكنة.

• سلسلة الإمداد

وفي إطار متصل، عقدت حلقة نقاش حول التحديات التي يواجهها قطاع سلسلة الإمداد، شارك فيها إيسامو كوياما، الرئيس التنفيذي والمدير التمثيلي لمجمع الابتكار الياباني، ودانييل ألجوليان، نائب رئيس مجلس إدارة VEB.RF، وسونيا جناحي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة البحرين ونائب عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية (أصحاب العمل في آسيا) - المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Maya La Chocolaterie & The Living Concepts، إضافة إلى سمير سورطور، المؤسس والسفير والمدير الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، ومايكل آرون أوكواي، الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة في غانا. وقد تطرق الخبراء إلى التحديات في إدارة سلسلة الإمداد وتناولوا الحلول الماثلة للتغلب عليها.
واختتم الحدث بجلسة حوار قصيرة مع أحمد ناصر النويس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أنيكس للاستثمار في الإمارات، الذي تحدث عن أهمية استثمارات المكاتب العائلية مشيراً إلى ضرورة التعامل مع المخاوف الرئيسية، مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والركود.