شددت باسكال سوريس، رئيسة «تاليس» الدولية في حديث لـ«الخليج»، على هامش معرض دبي للطيران، على أن «هناك الكثير من الأمور التي تجري في تاليس بدولة الإمارات، حيث نقوم بتوسيع نطاق أنشطتنا فيها»، مضيفة «كنا ولا نزال موجودين في البلاد منذ 45 عاماً تقريباً، لكننا نستمر في التوسع، وفي الواقع لدينا الكثير من الأنشطة مع الدولة وكافة فروع «تاليس»، وواحد من فروعنا الكبرى هو الدفاع، حيث يمثل نصف عائدات الشركة، والفرع الثاني هو الطيران، الذي يغطي الملاحة الجوية والفضاء والأقمار الصناعية، والثالث هو الهوية الرقمية والأمن، ونوقع عقوداً بانتظام في الإمارات، حيث تمثل الإمارات نحو500 مليون يورو من عائداتنا، والعام الفائت كان هذا الرقم أكبر بكثير، حيث كان لدينا حصة كبيرة في عقود لطائرات رافال ونحظى بحصة كبيرة في عقود هذا الطائرات، وبالتالي كان عاماً استثنائياً، لكن إجمالاً يقدر حجم أنشطتنا سنوياً بـ500 مليون يورو، وبالنسبة للاتفاقيات الجديدة في الإمارات، في المعرض، كنا محظوظين بتوقيع عقد جديد مع طيران الإمارات لتزويدها بأنظمة الترفيه الجوي «آي في إي» لطائراتها من طراز 777X».
- نعمل ونتوسع في مشاريعنا بالإمارات منذ 45 عاماً
وعن خطط توسع «تاليس» خلال السنوات القادمة في الإمارات والشرق الأوسط، صرحت قائلة «إن إستراتيجيتنا للتوسع تتضمن نمو كافة أنشطتنا مع عملائنا في دولة الإمارات والمنطقة، وتتضمن الخطة توسيع نطاق قاعدتنا الصناعية بشكل كبير في الإمارات، ففي مجال الدفاع لدينا مناقشات مكثفة مع الإمارات بشأن عقود في مجال الدفاع، ونعزز إمكانياتنا في مجال الدفاع، ونعمل مزوداً منتظماً للقوات المسلحة للإمارات في مجال الدفاع الجوي، وبالنسبة لهذا المجال قمنا بتوريد العديد من الرادارات على مر السنوات، ونقوم بتغطية المجال الجوي الإماراتي بشكل قوي، حيث وردنا العديد من حلول الاتصال وأنظمة الاتصالات، وقدمنا العديد من الحلول للسفن الحربية، وبالطبع نحن مساهم قوي جداً في تزويد المهام المحمولة جواً ومساهم قوي جداً في تزويد طائرات رافال».
وأضافت: «في مجال الطيران، سعداء بتوقيع عقد جديد مع طيران الإمارات لتزويدها بالإلكترونيات الجوية الفضائية على متن الطائرات، كما نقوم بتزويد أنظمة إدارة الحركة الجوية «أي تي إم» وبصفة خاصة تم اختيارنا العام الفائت لتزويد مركز مراقبة الحركة الجوية في مطار دبي، وهذا يقودني إلى الحديث عن الطيران الأخضر، فنحن نركز بشكل قوي على تحديات المناخ، ومن خلال المزج بين كفاءتنا في كل من الإلكترونيات الجوية الفضائية على متن الطائرات، وكفاءتنا في أنظمة إدارة الحركة الجوية قدمنا حلولاً لتحسين المسارات يُمكنها تقليل البصمة الكربونية، أي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 10%، وهي نسبة كبيرة، وتركيزنا في مجال الطيران ينصب على اقتراح حلول لطيران أخضر».
- عقد جديد مع طيران الإمارات لتزويدها بأنظمة الترفيه
وحول التقنيات والحلول الجديدة التي تطرحها «تاليس» في هذا المعرض للمرة الأولى، قالت: «لدينا وجود قوي تاريخياً في مجال أنظمة الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ونعمل في مجال الهوية الرقمية والأمن، ونشارك بشكل كبير في الوثائق المؤمنة وكلمات المرور الإلكترونية والهوية الإلكترونية إضافة إلى الأمن السيبراني»، مشيرة إلى أن «تاليس استثمرت بشكل كبير في مجال الأمن السيبراني في السنوات الأخيرة، عبر قيامها بتسع صفقات استحواذ في تسع سنوات، حيث تقدر صفقة الاستحواذ الأخيرة وحدها بـ3.6 مليار دولار، وبالتالي استثمارات ضخمة، وبهذه الصفقة أصبحت تاليس من أكبر خمس شركات عالمياً في مجال الأمن السيبراني، الذي يدر نحو 2.4 مليار يورو سنوياً، وإذا ما وضعنا آخر صفقة استحواذ في الحسبان وهي صفقة شراء «أمبريفا» أصبحت القوة العاملة في تاليس تضم 6000 خبير في مجال الأمن السيبراني».
وأضافت: «الجانب الثاني لخطة نمونا هو توسيع نطاق قاعدتنا الصناعية، حيث تضم تاليس حالياً 500 موظف في دولة الإمارات في مختلف أنشطتنا وهم يتركزون بشكل خاص في مجال الدفاع، وأسست شركة فرعية مملوكة لها بنسبة 100% وهي «تاليس الإمارات للتقنيات»، وتأسست منذ أربع سنوات وحالياً لدينا 160 موظفاً يعملون على برامج الدفاع، وخطتنا تشمل توسيع نطاق هذا النشاط ومضاعفة عدد الموظفين خلال العامين القادمين. كما نعمل مع مجموعة من الشركاء في الإمارات، وبصفة خاصة أطلقنا مبادرة «وجهتك الإمارات» لاختيار الشركات الإماراتية التنافسية لتكون جزءاً من سلسلة التوريد العالمية لنا، أي أننا نقدم لهذه الشركات الفرصة لتكون جزءاً من برامجنا لتخدم سوق الإمارات، بل نقدم لها أيضاً العديد من الفرص للتصدير لعملاء تاليس خارج الإمارات».
- مناقشات مكثفة مع الإمارات بشأن عقود بقطاع الدفاع
وحول مساهمة التقنيات والحلول التي تقدمها «تاليس» في خفض كلفة التشغيل والوقت لشركات الطيران قالت «إننا نبتكر كثيراً في مجال الإلكترونيات، والابتكار سريع من جيل لآخر، ونشهد تحسناً كبيراً في الأداء، وفي نفس الوقت نشهد تخفيضاً في كلفة الأجهزة بشكل كبير ونعمل مع الشركات لضمان أننا نقدم حلولاً تنافسية على متن الطائرات التي تشتريها، وعلى تاليس أن تكون قادرة على الفوز في المنافسات، فلدينا منافسة شديدة في مجال الإلكترونيات الجوية الفضائية»، لافتة إلى أن «هذا يعني أن تاليس يجب أن تكون قادرة على تقديم حلول تنافسية ليتم اختيارها، إضافة إلى أن الحلول التي نقدمها تُمكّن شركات الطيران من تحسين عملياتها وتحسين مسارات الطائرات، فإذا تم تحسين مسار الطائرات سيستغرق الطيران وقتاً أقل جواً وسيقل استهلاك الوقود، وبالتالي الفائدة الأولى ستكون تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والفائدة الثانية ستكون تخفيض النفقات الخاصة باستهلاك الوقود. ولهذا نعمل كثيراً مع شركات الطيران لتخفيض تكلفة العمليات، إضافة إلى تقليل وقت السفر والمطبات الهوائية».
