شدد محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، على أن «السوق الإفريقي من الأسواق المهمة في أجندة دبي الاقتصادية (D33)، بالإضافة إلى سوق أمريكا اللاتينية والآسيان، ومن المهم أن يكون هناك تواجد يغطي جميع المراكز التجارية المهمة في القارة الإفريقية»، مشيراً إلى «أننا افتتحنا مكتباً في لاغوس وهي أحد المراكز الاقتصادية المتبقية في القارة الإفريقية، التي لم يكن لنا تواجد فيها، ونحن متواجدون في القاهرة وجوهانسبرغ ونيروبي وأديس أبابا وغانا وموبوتو واليوم في لاغوس، وبذلك نكون قد غطينا جميع الاقتصاديات المتقدمة في إفريقيا ولدينا مكتب تمثيلي فيها».
وأكد لوتاه في حديث ل «الخليج» أن «الهدف من هذه المكاتب هو مواكبة أجندة دبي الاقتصادية، وزيادة حجم التجارة الدولية، وأيضاً تعزيز الاستثمارات في الإمارة، والسوق الإفريقي من أهم الأسواق خصوصاً بالنسبة للاستيراد والتصدير وتحديداً للشركات المتواجدة في دبي، ودبي تعتبر من الشركاء التجاريين الأوائل لهذه الأسواق»، موضحاً أن «وجودنا في هذه الدول هو لتعزيز مكانة دبي فيها من حيث التجارة والاستثمار وتنويع القطاعات والمنتجات التي تصل من دبي إلى هذه الأسواق».
لفت لوتاه إلى أن «عدد المكاتب أصبح الآن 28 مكتباً وحتى نهاية العام سنصل إلى 30 مكتباً حول العالم»، كاشفاً عن أنه «سيكون هناك ما لا يقل عن أربع إلى خمس زيارات تحت مبادرة «آفاق جديدة للتوسع الخارجي» التي أطلقتها غرفة دبي العالمية، وسيكون لنا زيارة إلى شرق إفريقيا مرة أخرى، وستكون إما لمدن أو أسواق مختلفة، كما سيكون هناك تركيز في العام المقبل على سوق الآسيان لكي نكون متوافقين مع أجندة دبي الاقتصادية، وسنذهب إلى وسط آسيا، بالإضافة إلى احتمالية بعثة تجارية إلى شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية.
- اختيار الأسواق والدول
وحول معايير اختيار الأسواق والدول لفتح مكاتب فيها، أوضح لوتاه أن «هناك عوامل رئيسية لاختيار الدول والأسواق، والعامل الرئيسي والأساسي هو توافق الأسواق التي يتم اختيارها مع أجندة دبي الاقتصادية (D33) واستراتيجية غرف دبي، ومن بعدها نقوم بإجراء الأبحاث والدراسات التي تساعدنا في التركيز على الأسواق وتوافق الخدمات والمنتجات الموجودة في شركات دبي مع الأسواق الخارجية، ونحن نأخذ السوق وفق مرحلتين، هل هو متوافق مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية والخطة الاستراتيجية لغرف دبي ومن ثم أيضاً نعززها ببعض الدراسات والبحوث».
وأضاف: «توجد الكثير من الأسواق الواعدة، ولكن من المهم جداً أن تكون الأسواق التي نتوجه لها تتناسب مع منتجاتنا والخدمات التي نقدمها».
وشدد لوتاه على أن «المكاتب لديها أكثر من مهمة ودور تؤديه، ومن بينها مساعدة الشركات العاملة في دبي في الدخول إلى الأسواق الخارجية، ولا نريد الدخول إلى هذه الأسواق بشكل محدود من خلال عملية التصدير فقط، بل نعمل على تشجيع هذه الشركات على التوسع إلى الأسواق الخارجية ووجود هذه المكاتب يساعدنا في معرفة الفرص الاستثمارية، والتأكد من جدواها والتنسيق مع هيئات الاستثمار المعنية في الأسواق المختلفة»، لافتاً إلى أن «هذه المكاتب تلعب دوراً كبيراً في عملية جذب رؤوس الأموال والاستثمارات إلى الإمارة، ودبي تصدرت مشاريع الغرين فيلد (FDI) 511 مشروعاً في النصف الأول من 2023، ونعمل على كيفية تسهيل المهمة على المستثمرين الراغبين في الدخول إلى إمارة دبي، ونساعدهم في عمليات تأسيس أعمالهم قبل أن يصلوا إلى البلد ونجيبهم على جميع الاستفسارات الخاصة، ليس فقط على صعيد إنشاء أعمالهم، بل أيضاً بكيفية نمو أعمالهم واستخدام دبي كمنصة إقليمية لأعمالهم في المنطقة».
وتابع: «ومن بين أدوار المكاتب أيضاً، تعزيز الشراكات مع المؤسسات التي تخدم الأجندة الاقتصادية للإمارة واستراتيجية دبي، ومنها تعزيز العلاقات مع غرف التجارة ومع هيئات الاستثمار والترويج للتصدير وكل الهيئات التجارية المعنية التي تساعدنا في تحقيق الأهداف، فهذه المكاتب موجودة لتعزيز العلاقات مع هذه المؤسسات والهيئات الاقتصادية».
- أول بعثة إلى كوت ديفوار
وبالنسبة إلى زيارة جمهورية كوت ديفوار، أشار لوتاه إلى أن «هذه أول بعثة تجارية إلى كوت ديفوار، وشملت أيضاً نيجيريا، وقمنا بزيارة غانا إحدى الأسواق التجارية المهمة، والمقصود بالبعثة هي مرافقة شركات الإمارة لنا، وعقد اجتماعات بينية لهذه الشركات مع شركات أخرى في الأسواق المستهدفة على هامش المنتدى الذي تنظمه غرفة دبي الدولية هناك»، مؤكداً أن «السوق الإفريقي مهم جداً، ولاحظنا أن هناك نمواً فوق ال 60% من ناحية التصدير إلى هذه الدول، فحجم التجارة البينية بين دبي ونيجيريا في عام 2022 نما بنسبة 39% مقارنة بالعام السابق، ووصل إلى 2.1 مليار دولار، وفي كوت ديفوار شهدنا أيضاً ارتفاعاً في حجم التجارة، وأيضاً كان لدينا مرور سريع إلى غانا التي شهدت ارتفاعاً في حجم التجارة مع دبي بنسبة 110%، حيث بلغ حجم التجارة البينية غير النفطية بين دبي وغانا 5.3 مليار دولار (19.5 مليار درهم) في عام 2022».
ولفت إلى أن «الواردات من غانا ساهمت بأكثر من 88% من تجارة دبي مع غانا عام 2022 ودبي، وستركز غرفة دبي العالمية جهودها على زيادة الصادرات إلى غانا»، مشيراً إلى أن «العدد الإجمالي للشركات النشطة من غانا والمسجلة لدى غرفة تجارة دبي بحلول نهاية الربع الثالث 2023 هو 116، منها 43 شركة جديدة انضمت خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2023».
وأضاف: «الهدف دائماً هو تعزيز العلاقات وفتح الفرص لشركاتنا في هذه الأسواق، فهذه الأسواق تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات والمنتجات التي يتم استخدامها في بعض الصناعات التحويلية».
- عدد الشركات الإفريقية
وحول عدد الشركات الإفريقية المسجلة في الغرفة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث، كشف أن «عدد الشركات الإفريقية الفعالة في الغرفة 19077 شركة، وهذه الشركات فعالة وموجودة وتمارس أعمالها في إمارة دبي، أما الشركات النيجيرية الفعالة فتبلغ 551 شركة».
- أداء القطاع الخاص
وبالنسبة إلى أداء القطاع الخاص في إمارة دبي من منظور غرف دبي منذ بداية العام وحتى اليوم، أشار إلى أن «غرف دبي تقيس الأداء بناء على نمو حجم الشركات التي تنضم إلينا، فهناك 48 ألف شركة جديدة تم انضمامها إلى عضوية غرف دبي بنسبة نمو 42% مقارنة مع العام الماضي، وهذا مؤشر عالٍ جداً، وقد يكون الأعلى من حيث عدد الشركات الجديدة التي يتم إنشاؤها في إمارة دبي خلال عام، وهناك نمو أيضاً في صادرات الأعضاء؛ حيث بلغ حجم الصادرات وإعادة التصدير 210 مليارات درهم، والأرقام إيجابية بشكل كبير وفاقت التوقعات الداخلية، ونأمل من الفعاليات الموجودة لدعم الشركات التوسع وتنظيم فعاليات أخرى لتشجيع الاستثمارات الخارجية والدخول للإمارة، وهذه الأمور تساعد بشكل إيجابي في النمو».