تمويل التحول المناخي

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

من القضايا المهمة التي ينتظر أن تكون لها الأولوية في أجندة مؤتمر الأطراف، «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات بدءاً من الخميس، موضوع تمويل التحولات في مجال الطاقة لمكافحة التغير المناخي؛ وكذلك دعم الدول النامية والصاعدة في جهودها للتحول المناخي وتعويضها عن الأضرار التي تسببها الدول الصناعية الكبرى، المسؤولة عن القدر الأكبر من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

مطلع الشهر الماضي، انتهى الاجتماع الرابع للجنة الأمم المتحدة لوضع أسس صندوق تمويل التحول المناخي في الدول النامية والصاعدة دون التوصل إلى نتيجة، بعد مفاوضات مضنية. ويشير فشل اتفاق ممثلي 24 دولة تتكون منها اللجنة التي اتفق على تشكيلها في مؤتمر المناخ، «كوب 27» بشرم الشيخ في مصر العام الماضي إلى التحدي الذي يواجهه مؤتمر «كوب 28».

كان الاتفاق على «صندوق الخسارة والأضرار» العام الماضي، أحد أهم إنجازات مؤتمر المناخ الأخير، وتم تشكيل اللجنة التي تضم دولاً نامية؛ مثل: باكستان ومصر وفنزويلا إضافة إلى دول متقدمة؛ مثل: الولايات المتحدة وبريطانيا، لتعمل على الانتهاء من وضع مبادئ الصندوق، وطرق تمويله وإدارته قبل اجتماع المناخ هذا العام.

يهدف الصندوق إلى تمويل التعافي من الكوارث الطبيعية، الناجمة عن التغيرات المناخية؛ لمساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأن تمول الدول الغنية الصندوق، الذي سيسهم في تسريع التحول المناخي في الدول الفقيرة. ومهمة اللجنة أن تضع أسس تشكيل الصندوق، وتتفق على سبل التمويل وإدارة تلك الأموال.

اجتمعت اللجنة 4 مرات، وانتهى اجتماعها الأخير بعد ساعات طويلة من النقاش إلى لا شيء. ولم يتم التوصل إلى توصيات اللجنة بشأن مبادئ تأسيس الصندوق وإطار عمله. ومنذ الاتفاق في مؤتمر المناخ الماضي، هناك جدل مستمر على مدى العام المنصرم بشأن الصندوق وآليات التمويل الأخرى لجهود مكافحة التغير المناخي.

في بداية اجتماعات اللجنة، حث رئيس مؤتمر «كوب 28» د. سلطان الجابر، ممثلي الدول المشاركة على تسريع المفاوضات؛ للوصول إلى التوصيات بشأن الصندوق. وقال: «لا أريد أن يصبح الوضع عبارة عن حساب مصرفي فارغ. على هذه اللجنة أن تتوصل إلى التوصيات المنوط بها وضعها».

إلا أن المفاوضات تعثرت مع استمرار الخلافات بين الأعضاء على كيفية إدارة الصندوق، وأيضاً من أين ستأتي أمواله؟ وكيف ستنفق؟ ولم يتم حتى الاتفاق على عقد جولة خامسة من المفاوضات. وقالت إحدى المشاركات في المفاوضات، دايان بلاك – لاين: «لقد أمضيت اليوم بكامله أعمل على هذا الأمر وأنا مريضة، وأشعر بأني مستنزفة، لكني أرغب في أن أرى نتيجة إيجابية». أما ممثل باكستان في اجتماعات اللجنة علي وقاص مالك فقال: «ما الرسالة التي سأحملها معي لدى عودتي؟ أني عدت خاوي الوفاض؟ لا يوجد أي شيء مطروح، ليست هناك أي توصيات».

كان د. سلطان الجابر كتب مقالاً في مجلة «فورشين» قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر المناخ في دبي، حول أهمية مسألة التمويل في جهود مكافحة التغيرات المناخية. وقدر في مقاله أن العالم بحاجة إلى تمويل يصل إلى 2.4 تريليون دولار، لعبور الفجوة بين الأهداف المناخية وتعهدات تحقيقها. وطرح الجابر سؤالاً «هل العالم قادر على توفير تريليونات الدولارات اللازمة للتحول المناخي؟». ورد بالإيجاب، لكن بشرط تضافر جهود الحكومات مع المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص، «لإصلاح النظام المالي الحالي، وضبط انسياب رؤوس الأموال عالمياً ومحلياً مع أهداف المناخ».

يذكر أن هناك عدة مبادرات أخرى تمت مناقشتها والاتفاق المبدئي عليها في «كوب 27» إلا أن تنفيذها لم يحرز التقدم المطلوب.

من المفترض أن يكون مؤتمر «كوب 28» فرصة نهائية لاتفاق دول العالم على مبادرات التمويل تلك، بما فيها صندوق الخسائر والأضرار؛ لكن الخلافات الحالية كما اتضح من فشل لجنة الأمم المتحدة الخاصة بوضع توصيات الصندوق لا تبشر بأن الاتفاق سيكون سهلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yzr5ctf

عن الكاتب

يشتغل في الإعلام منذ ثلاثة عقود، وعمل في الصحافة المطبوعة والإذاعة والتلفزيون والصحافة الرقمية في عدد من المؤسسات الإعلامية منها البي بي سي وتلفزيون دبي وسكاي نيوز وصحيفة الخيلج. وساهم بانتظام بمقالات وتحليلات للعديد من المنشورات باللغتين العربية والإنجليزية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"