جددت واشنطن، أمس الثلاثاء، مطالبتها إسرائيل بالامتناع عن تهجير المدنيين الفلسطينيين في أي هجوم على جنوب غزة، فيما يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل ورام الله بالضفة الغربية غداً الخميس، وهي ثالث زيارة له إلى تل أبيب منذ 7 أكتوبر الماضي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن «سيناقش أيضاً المبادئ التي حددها في طوكيو في الثامن من نوفمبر، والخطوات الملموسة لتعزيز إقامة دولة فلسطينية مستقبلية»، في وقت أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن عمليات إسرائيل في غزة والضفة الغربية تتنافى مع قيم الإنسانية وحق الحياة، داعياً مجدداً إلى إنهاء الحرب في القطاع، بينما تعهدت وزيرة الخارجية البوليفية الجديدة مواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن طالبت إسرائيل بالامتناع عن تهجير الفلسطينيين جنوبي غزة، حتى لو وسعت عملياتها هناك، لتجنب المزيد من النزوح. ومع بدء إسرائيل التطلع نحو جنوب غزة لمواصلة قتال «حماس» بعد توقف القتال لإطلاق سراح الرهائن، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتحدثون مع الإسرائيليين بشأن الاهتمام بشكل أكبر بالجنوب، حيث يوجد الآن نحو مليوني شخص.
وقال المسؤولون للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن الرسالة سلمت من الرئيس جو بايدن: «لقد شددنا على ذلك بلغة واضحة للغاية مع حكومة إسرائيل، من المهم جداً أن يتم تنفيذ الحملة الإسرائيلية عندما تتحرك إلى الجنوب بطريقة لا تهدف إلى إنتاج المزيد من النزوح الكبير للسكان». وأضاف أحد المسؤولين: «لا يمكن أن ييتكرر حجم النزوح الذي حدث في الشمال في الجنوب. سيكون الأمر أكثر من مجرد تعطيل، وسيكون أكبر من قدرة أي شبكة دعم إنساني».
من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور إسرائيل والضفة الغربية مجدداً في نهاية الأسبوع، مرجحاً أن تكون غداً الخميس. وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته إنّ بلينكن «سيشدّد على الحاجة لمواصلة توفير مساعدة إنسانية لغزة، وضمان الإفراج عن كلّ الرهائن وتعزيز حماية المدنيين». وأضاف أنّ بلينكن سيشدّد أيضاً على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلّة باعتبار أنّ هذا الأمر هو الحلّ الوحيد على المدى الطويل، كما سيتطرق إلى الجهود المبذولة «لاحتواء النزاع».
في غضون ذلك، قال الملك الأردني عبد الله الثاني، إن الحملات العسكرية الإسرائيلية في غزة والعمليات العسكرية في الضفة الغربية «تتنافى مع قيم الإنسانية وحق الحياة». وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، قال الملك الأردني الذي دعا مرة أخرى إلى إنهاء الحرب إن «حرمان أهل غزة من الماء والغذاء والدواء والكهرباء، جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، واستمرارها يعني مضاعفة تدهور الوضع الإنساني هناك».
(وكالات)