عادي
تشارلز نورث نائب الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية للتعليم لـ «الخليج»:

تغيرات المناخ في العالم اليوم تقود 216 مليون شخص للنزوح

01:28 صباحا
قراءة 4 دقائق

حوار: محمد إبراهيم

أكد تشارلز نورث، نائب الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية من أجل التعليم، أن تغيرات المناخ تؤدي إلى نزوح أكثر من 216 مليون شخص بحلول عام 2050، ما يعطل التعليم ويؤثر سلباً في الصحة النفسية لملايين الأطفال.

وكشف في حديثه مع «الخليج»، عن أن مشروع (Brace) يعد التزاماً رائداً واستثماراً واقعياً ل 70 مليون دولار أمريكي، لجعل أنظمة التعليم في البلدان المعرضة للخطر أكثر اخضراراً ومرونة لمواجهة تغير المناخ، وفق 3 إجراءات فاعلة، أبرزها بناء وتحديث المدارس القادرة على التكيف مع المناخ، ودمج تغير المناخ في المناهج المدرسية، وتوفير تحذيرات مناخية للمدارس لتحسين العمل المبكر. وقال تشارلز نورث، إن الشراكة العالمية من أجل التعليم لديها خطة خمسية (2020-2025)، تركز على عملية تغيير وتحويل مستدامة لأنظمة التعليم في 90 دولة وإقليم تحتضن أكثر من مليار طفل وطفلة.

وأفاد بأنه مع زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، يعيش ما يقرب من مليار فتاة وفتى- ما يقرب من نصف أطفال الكوكب- في بلدان معرضة بشدة لخطر الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والأعاصير والفيضانات.

التزام مشترك

تحدث تشارلز نورث، عن دور الشراكة العالمية من أجل التعليم، التي تجسد التزاماً مشتركاً بإنهاء أزمة التعليم في العالم، وأكد أنها تحشد الشركاء وصناديق التمويل لدعم 90 دولة، ذات دخل منخفض بهدف تحديث أنظمتها التعليمية، ما يتيح لكل فتاة وفتى الحصول على التعليم الجيد الذي يحتاجون إليه لإطلاق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في بناء عالم أفضل.

وأفاد بأن الشراكة تحشد منذ قرابة 20 عاماً الشركاء وصناديق التمويل لتوفير فرص التعليم ل 160 مليون طالب وطالبة وتحسين مستوى التعليم في الدول الشريكة حول العالم، كما تعمل على مساعدة الحكومات لتحويل نظمها التعليمية ومساعدة الأطفال المحتاجين على الالتحاق بالمدارس، وتحسين تجارب التعلم والتعليم وبناء أنظمة تعليم مرنة وقادرة على مواجهة الأزمات والتكيف مع التحديات الجديدة.

في حديثه عن مشاركتهم في قمة «ريوايرد للتعليم» خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وإطلاق مشروع (Brace)، أفاد تشارلز نورث، بأن الاحتباس الحراري العالمي يهدد بالفعل حق الأطفال في التعليم في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فجاء هذا المشروع لتحفيز العمل الجماعي الذي يرتقي لمستوى المسؤولية الحاسمة المتمثلة في حماية الأطفال وتعليمهم من تغير المناخ؛ إذ تعاونت الشراكة العالمية للتعليم، وصندوق المناخ الأخضر، مع منظمة إنقاذ الطفولة لإطلاق مشروع «بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ» للأطفال والمجتمعات.

وقال إن المشروع يعد التزاماً رائداً واستثماراً واقعياً ل 70 مليون دولار أمريكي، لجعل أنظمة التعليم في البلدان المعرضة للخطر أكثر اخضراراً ومرونة.

التعليم والمناخ

أكد تشارلز نورث، أن تغيرات المناخ يهدد حقوق الأطفال في الحصول على تعليم جيد وآمن وشامل؛ إذ إن الأحداث الجوية القاسية تجعل من الصعب على الأطفال إكمال تعليمهم دون انقطاع وبشكل آمن، فعندما ضربت الفيضانات الكارثية باكستان في العام الماضي، تعطلت إمكانية الوصول إلى التعليم لأكثر من 3.5 مليون طفل في البلاد، وفي وقت سابق من هذا العام في ليبيا، أودت الفيضانات بحياة الآلاف من الأشخاص، وألحقت أضراراً جسيمة بمئات المدارس، ما أدى إلى تعطيل تعليم الآلاف من الأطفال والشباب بشكل قاسٍ.

وقال إن مثل هذه الأحداث تؤدي إلى تدمير مجتمعات بأكملها وتدمير المحاصيل والماشية وسبل العيش والبنية التحتية الحيوية ومن ضمنها المدارس، لذا فإن أنظمة التعليم معرضة بشدة للصدمات المرتبطة بالمناخ، ما يؤدي إلى انقطاع التعلم لنحو 40 مليون طفل كل عام؛ ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم مع زيادة وتيرة وشدة الأحداث الجوية المدمرة.

وأكد أن أنظمة التعليم الوطنية تستطيع أن تؤدي دوراً حاسماً وديناميكياً في تعليم الأطفال حول مخاطر المناخ وتدابير الوقاية، وإيوائهم أثناء حالات الطوارئ وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها للمساعدة على جعل عالمهم أكثر ازدهاراً وأكثر ملاءمة للعيش، فالتعليم الجيد يؤهل الأطفال والأسر والمجتمعات للتعامل مع العديد من أنواع الشدائد بشكل أفضل.

الجدولة الزمنية

في حديثه عن الجدولة الزمنية لتنفيذ برنامج (BRACE)، وكيفية الاستفادة منه في الدول ذات الدخل المنخفض، أكد تشارلز نورث، أن الاستثمارات تركز في البداية على ثلاث دول رائدة تضم كمبوديا وجنوب السودان وتونغا، وسيتم التوسع لتشمل المبادرة 20 دولة أخرى ضعيفة تتطلع إلى تمويل إصلاحات التعليم الذكية مناخياً، وفي المجمل سيصل البرنامج بشكل مباشر، إلى 4 ملايين طفل وشاب كمستفيدين وشركاء في العمل المناخي.

وأفاد بأن الشراكة العالمية من أجل التعليم وصندوق المناخ الأخضر، باعتبارهما أكبر صندوقين للتعليم والمناخ في العالم، وبدعم من منظمة إنقاذ الطفولة، اغتنمنا هذه الفرصة لتبسيط الطريق للآخرين لتمويل وتوفير قناة تمويل مبسطة تعزز التعليم وتزيد من فاعليته في الاستعداد لأزمات المناخ والاستجابة لها.

وقال: نعتمد على وقوف شركائنا إلى جانبنا ونحن نشرع في هذا المسعى لحماية الأطفال وتأمين تعليمهم في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الإمارات قدمت تمويلات للشراكة وصندوق المناخ الأخضر بسخاء، ونعتمد على دعمها الثابت والمتواصل لمساعدتنا على توفير تعليم أكثر مراعاة للبيئة وأكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ للأطفال في جميع أنحاء العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6yds2j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"