أبوظبي: شيخة النقبي
حصدت الطفلة الإماراتية الفيّ المرزوقي، التي تبلغ من العمر 5 سنوات رقماً قياسياً جديداً، حيث حصلت على شهادة موسوعة «غينيس»، كأصغر كاتبة ورسّامة في العالم، بعد أن أصدرت قصتها «الأرنب الضائع»، التي كتبتها ونفذت كافة رسوماتها، حيث تحب الفيّ القراءة والرسم، وفي معظم أوقاتها تخلق شخصيات خيالية، وتستمتع بالتعبير عن المشاعر والأحاسيس من خلال سرد القصص لهذه الشخصيات.
ونظم مستشفى برجيل أبوظبي، فعالية حصولها على شهادة غينيس العالمية وتسليمها إياها، حيث إنها ولدت في المستشفى، وجميع الأطباء يعرفونها هناك ويعرفون مهاراتها في الكتابة، وقرر المستشفى مساعدتها في هذا الإنجاز العالمي.
وقالت والدتها طيب البري: «أذهلتني ردة فعل ابنتي الفيّ عندما أخبرتني أنها قادرة على كتابة ورسم كتابها المصور للأطفال، كأم، كنت أؤمن بقدرتها فقدمت لها الدعم، حيث كانت ترسم القليل من تصاميم القصة الأولية والرسومات التخطيطية لقصتها، حيث قالت لي: (أمي، انظري إلى رسوماتي، لقد صنعت صديقتين حيث أضاعت إحدى الصديقتين أرنبها)، قالت الفيّ لي فكرة قصتها بابتسامة كبيرة على وجهها، ظللت أطلب منها أن تخبرني المزيد عن الأرنب وكيف تم العثور عليه».
وتابعت: «أمضت الفيّ 3 أيام في كتابة ورسم قصتها بالكامل، بالإضافة إلى رسم وتلوين جميع الصور، وفي النهاية ابتكرت أبسط سيناريو لها «الأرنب الضائع»، لقد اندهشت عندما أطلعتني على رسوماتها وكيف أصبحت فكرتها حقيقية وكان لها عنوان، ومن خلال نشر وبيع الكتاب سنحفز الآباء وأطفالهم، ونثبت لهم أن العمر مجرد رقم للنجاح والاقتراب من أحلامهم».
- مضمون القصة
تتضمن القصة في محتواها 17 صفحة وعدداً من الرسومات التي رسمتها بخط اليد، وأنها حرصت على ترجمتها للإنجليزية، حيث تحتوي الصفحات على سطور عربية وأخرى إنجليزية كخطوة منها لمخاطبة فئة أوسع من القراء الأطفال من جنسيات متعددة، ولتطبيق ما تعلمته في مجال دراستها في المدرسة، حيث باشرت في توزيع الكتاب لأصدقائها والزوار من خلال مشاركتها في عدة معارض.
وقالت الفيّ في مقدمة كتابها: «أهدي كتابي إلى جميع من ساندني في مواهبي، أمي وأبي شكراً لكم، وكذلك أخي الصغير حمد، رسالتي لكم بأن تجتهدوا، لتصلوا إلى أحلامكم، فإن النجاح لا يقاس بعمر معين».
كتبت الفيّ قصتها «الأرنب الضائع» لتعليم الأطفال كيف يكونون أصدقاء جيدين ولطفاء مع بعضهم، وهي تؤمن أن الأصدقاء الجيدين متعة وفرحة هذه الحياة، حيث قالت: «أريد أن أكون مؤلفة ورسامة لقصص الأطفال حيث يمكنني مشاركة كتابة وقراءة القصة مع أصدقائي».
- مشاركات واسعة
شاركت الفيّ بمعارض وفعاليات عدة، منها «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» في مايو/ آيار 2023، وأقامت حفل توقيع الكتاب لعدد من الجمهور من فئة الأطفال، كما شاركت في «معرض الصيد والفروسية» و«معرض المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» في حديقة أم الإمارات و«لحظات أبوظبي» في ساحة خليفة و«معرض الملتقى الأسري» في الحديريات.
- طموح وإبداع
تطمح الفيّ أن تصبح مصممة أزياء عالمية، حيث صنعت لها علامة تجارية خاصة بها باسم حكاية وقصة «Tell and Tale»، حيث ستعكس هذه العلامة التجارية حب الفيّ للرسم وتصميم الأزياء، حيث ستجمع الفيّ فنها في تصاميم مبتكرة محدودة في مجال الأزياء وحبها لقراءة القصص، وستمثل هذه القطع المصممة خيالها حيث إن لكل قطعة قصة ورواية.
- هوايات متعددة
للفيّ عدة هوايات منها القراءة والرسم ورياضة الجمباز، وحالياً تتوسع مداركها في مجال التصميم والخياطة، حيث ستأخذ دورات مكثفة في هذا المجال لمساعدتها للوصول لحلمها.
جذور الإنجاز والإبداع
وأضافت والدتها: «بدأ إبداع ابنتي منذ عمر السنتين، حيث كانت تحب الاستماع إلى قصص ما قبل النوم والتعرف إلى الأسماء والحروف، وعلى ما يبدو قراءتي للقصص لها جعلها تسأل أسئلة كثيرة وتبحث عن حبكات ونهايات للقصص، فكانت دائماً تسألني أسئلة غريبة مثل، كم عمر الشجرة؟، هل تضحك الورود؟».
لم تكن الفيّ مهتمة بالتلفاز ولا بالجهاز اللوحي كما قال والدها يعقوب المرزوقي: «كانت دائماً مهتمة بالقلم والورقة، فحين تمسك القلم تبدأ رسم شخصيات من مخيلتها، وأدركت أنها تمتلك موهبة الرسم، فوفرت لها جميع مستلزمات الرسم من ألوان وأقلام، وهي بعمر صغير لتبدأ بالتعرف إلى الألوان وكيفية دمجها».
وتدرس الفيّ حالياً في الصف الأول، وقد شجعتها المدرسة على القراءة والكتابة، بالإضافة إلى دعم عائلتها.
وقال والد الفيّ، يعقوب المرزوقي: «نشعر جميعاً بالفخر، حيث عملنا عدة شهور على هذا اللقب وسعينا للحصول عليه مع جهات عديدة منها دار سما للنشر والتوزيع ونفذت الموضوع سريعا لاكتمال مشاركتها في معارض الكتاب سابقاً، ومنذ قراءتي للبريد الإلكتروني الذي نص على أن الفيّ حصلت على اللقب، لم تكن الفرحة تسعنا بهذا الإنجاز، وأطلقنا لها براند Tell and Tale الحصري لعرض قطع أزيائها الفنية».
ولدى الفيّ أخ أصغر منها حمد المرزوقي ذو 4 أعوام، وهو أيضاً شارك في عدة فعاليات على مستوى الدولة ويستعد لتسجل اسمه كأصغر شيف ورائد أعمال إماراتي من فئة الأطفال.
