عادي

«منازل صغيرة» للتصدي لفيضانات عملاقة في بنغلاديش

18:27 مساء
قراءة 3 دقائق

بنغلاديش- أ.ف.ب

في بنغلاديش، وضعت مهندسة معمارية تصاميم «منزل صغير» من الخيزران والصفائح المعدنية لمساعدة السكان على مواجهة مخاطر الفيضانات التي تفاقمت بسبب تغير المناخ في هذا البلد المعرض لارتفاع منسوب المياه.

هذه السنة، حين فاض نهر براهمابوترا أثناء فترة الأمطار الموسمية، لم يضطر أبو سعيد إلى الفرار للمرة الأولى في حياته. انتظر فقط إلى حين انحسار الفيضان من الطابق الأول من منزله.

يعيش هذا المزارع البالغ من العمر 40 عاماً في «خودي باري»، أو «منزل صغير»، وهو هيكل مبتكر مكون من طابقين يوفر ملجأ في مواجهة المخاطر المناخية التي تهدد بشكل متزايد هذا القسم من جنوب آسيا. وقال: «لقد أنقذنا خودي باري» حيث يعيش مثل الملايين من سكان بنغلاديش في السهول الخصبة الشاسعة في البلاد.

وأضاف أن «مغادرة المنزل خلال الفيضانات تشكل جزءاً من حياتنا. وفي كثير من الأحيان، بعد انحسار الفيضانات، نعود لنرى أن ممتلكاتنا قد سرقت». وقال: «آمل ألا نضطر أبداً إلى مغادرة منازلنا مرة أخرى».

وتعد بنغلاديش بين الدول الأكثر عرضة للخطر في العالم بسبب كوارث الأرصاد الجوية الناجمة عن تغير المناخ وارتفاع منسوب المياه. وحذر العلماء من أن اشتداد موسم الأمطار وتسارع ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، يؤديان إلى خلل في مستويات نهري الغانج وبراهمابوترا، وهما نهران مقدسان يشكلان دلتا مهمة للبلاد.

وكانت فيضانات عملاقة في منطقة سيلهيت (شمال شرق) عام 2022 ألحقت أضراراً بسبعة ملايين شخص وأسفرت عن مقتل حوالي مئة شخص.

هيكلية نقالة

لكن عمليات الإغاثة وإعادة الإسكان، على مستوى أحد البلدان الأكثر كثافة سكانية في العالم، أثبتت أنها معقدة بالنسبة للسلطات.

وفي قرية أبو سعيد في شار شيلداها (شمال)، شيد 17 نموذجاً من المنازل الصغيرة بفضل المهندسة المعمارية البنغلاديشية مارينا تباسوم.

وأوضحت هذه الفائزة بجائزة آغا خان للعمارة التي تكافئ أعمالاً تتكيف مع احتياجات العالم الإسلامي، أنها صممت منزلاً «بأدنى كلفة ممكنة لهؤلاء الذين يحتاجونه اليه» مع مواد متوافرة محلياً. وتضيف أن الهيكل الذي يرتكز على أعمدة من الخيزران «يمكن تجميعه وتفكيكه بسهولة». وتبلغ كلفة بناء الهيكل حوالي 450 دولاراً (400 يورو) بما يشمل كلفة اليد العاملة.

وتتابع: «إنه نظام معيار متنقل، لذلك يمكن نقله من مكان إلى آخر» في إشارة إلى مشروع «يحضر لتغير المناخ».

واستوحت التصميم جزئياً من المنازل الخشبية التقليدية في مونشيغانج (منطقة في وسط بنغلاديش) بنيت على ركائز متينة ضد الفيضانات، وتخطط لبناء أكثر من مئة خودي باري في مختلف أنحاء البلاد.

ويقول محمد كالو (35 عاماً) المقيم في أحد هذه المنازل: إن المستوى الأول مؤلف من صفائح معدنية يمكن إزالتها للسماح بمرور التيار أثناء الفيضانات. ويضيف: «إذا ارتفع الماء إلى مستوى الصدر أو الخد، فلا يزال بإمكان الشخص البقاء في المنزل. يمكنك الصعود إلى الطابق الأول والطهو مستخدماً الغاز أو نار الحطب».

ويقول محمد جاشيم الذي يبيع منازل خشبية في مونشيغانغ إن البنغاليين يتجهون بشكل متزايد إلى هذا النوع من النماذج.

وأضاف: «نحن نبيع هذه المنازل في كل أنحاء البلاد، هي تحترم البيئة ويمكن نقلها بسهولة، ويمكنها تحمل الفيضانات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5dy98mj2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"