عادي
إحضار حقائب التسوق «الخضراء» بات سلوكاً متداولاً

الإمارات 2024 خالية من الأكياس البلاستيكية «الأحادية الاستخدام»

02:10 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: يمامة بدوان

حرصاً من دولة الإمارات على تعزيز الاستدامة وحماية كوكب الأرض، اتخذت خطوات عدّة في أسواق الدولة، للتصدي لظاهرة الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية في حياة الناس، باتباع سياسة التحول التدريجي لبدائل الأكياس البلاستيكية، كالقابلة للتحلل، والحقائب الصديقة للبيئة.

في هذا الإطار، أصدرت دولة الإمارات القرار الوزاري رقم 380 لسنة 2022، بتنظيم استخدام المنتجات ذات الاستخدام الواحد في أسواق الدولة، ليشكل أحد الإجراءات الرامية لحماية البيئة من التلوث الناتج عن استهلاك مثل تلك المنتجات، حيث يحدّ القرار من استهلاك الأكياس البلاستيكية، وينظم إنتاج المنتجات ذات الاستخدام الواحد واستخدامها، ويحظر استيراد، أو إنتاج، أو تداول أكياس التسوق البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من 1 يناير/ كانون الثاني 2024 اتحادياً، متضمنة الأكياس القابلة للتحلل. كما يحظر استيراد الأكياس ذات الاستخدام الواحد، أو إنتاجها، أو تداولها، مهما كانت المواد المصنوعة منها، من 1 يناير 2024 أيضاً.

وفي السياق نفسه، ومن 1 يناير 2026، يحظر استيراد المنتجات البلاستيكية الاستهلاكية، أو إنتاجها، أو تداولها، التي تشمل أكواب المرطبات وأغطيتها، وأدوات المائدة (الملاعق والشوك والسكاكين وعيدان الأكل)، والصحون، والماصات، وعيدان التحريك، ومستوعبات وعلب الطعام المصنوعة من مادة «الفوم» (Styrofoam).

وفي جولة ل«الخليج» في عدد من منافذ البيع في إمارة دبي، رصدت جاهزيتها لبدء تنفيذ قرار حظر تداول الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بتوفير حزمة من الحقائب البديلة «الصديقة للبيئة»، بأحجام وأسعار متفاوتة، مصنوعة من الورق والخيش والقماش وغيرها، حرصاً على تعزيز ثقافة حماية البيئة، التي تنامت بشكل واسع بين صفوف المستهلكين، الذين اعتادت أغلبيتهم على فكرة الحقائب الجديدة، بل عمدوا إلى إحضارها معهم، لحمل مشترياتهم فيها.

مسؤولية مجتمعية

وفي لقاءات مع عدد من المستهلكين، أكدوا أن إحضار حقائب التسوق «الخضراء» معهم، بات سلوكاً تقليدياً، خاصة أنهم يعلمون بأن هذا التصرف لا يحدّ من شراء الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام فقط، بل يعزز ثقافة حماية البيئة، التي تنامت لديهم طيلة المرحلة الماضية، منذ بدء تسعير الأكياس الأحادية الاستخدام، وباتوا يعلمون أن حماية الكوكب للأجيال المقبلة، مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الأجيال الحالية.

وقال محمد الجماعي: إن تعزيز الوعي وتنشئة أجيال تحافظ على الموارد الطبيعية، عبر سلوكات يومية دائمة، مسؤولية الجميع، ويجب أن يزيد الاهتمام المجتمعي بالحفاظ على كوكب الأرض، بسلوكات يومية، وقرارات حاسمة، وهو ما اتخذته دولة الإمارات، وكانت سباقة في تنفيذه.

وأضاف: الحقائب الصديقة للبيئة، أصبحت ترافق المتسوقين كافة، في منافذ البيع، وهو سلوك تطلب الاعتياد عليه مرحلة قليلة، حتى أصبحت بديلاً لا يمكن الاستغناء عنه، لكونها متينة وتتّسع لكميات وافرة من المشتريات، إلى جانب الهدف الأساسي منها، والمتمثل في تقليل الاعتماد على الأكياس البلاستيكية، التي تسبب تلوثاً للبيئة على المدى البعيد.

فيما أوضح عبدالله البلوشي، أنه من واجب الفرد عدم انتظار إلزامية حظر تداول الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، خاصة أنه يمكن التحقق من مخاطرها على البيئة، عبر مصادر عدّة، ومن ثم يمكن أن يصبح الفرد صديقاً للبيئة بسلوكات يومية، من دون انتظار صدور قوانين، وهي بالتأكيد حافز على العمل المجتمعي، من أجل حماية كوكب الأرض.

وقال إن هناك بعض أماكن البيع الصغيرة في الأحياء السكنية، لا تزال تتعامل مع الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام، بل إنها لا تفرض رسوماً على المستهلكين، ما يعدّ تحدياً صارخاً للقانون، حيث من واجب المستهلكين الإبلاغ عنها وعدم التهاون مع أمرها.

وأكد عماد السكري، أن حظر تداول الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام في عام 2024، يسهم في توعية المستهلكين بأن كيساً سعره 25 فلساً، له قدرة على تدمير البيئة، لكن وبتوافر منتجات صديقة للبيئة، بأحجام وأشكال مختلفة، يعكس تأثيراً بعيد المدى في كوكب الأرض والأجيال المقبلة، ويسهم كذلك، في تقليل مشتريات الفرد، بتسوق ما يحتاج إليه فقط، وتعزيز الثقافة الشرائية، للحدّ من التبذير.

وتابع أن تعزيز حماية البيئة في المجتمع، يبدأ من الفرد وسلوكه اليومي، ما يجعله حريصاً على غرس روح حماية الأرض في نفوس أبنائه الصغار، باصطحابهم في رحلة التسوق، للتعرف إلى فكرة التخلي عن الأكياس ذات الاستخدام الواحد، التي لا تبلغ أضرارها الأرض فقط، بل المحيطات والكائنات التي تعيش فيها.

مبادرات ومنتجات

وفي منافذ البيع، أكد بيرتراند لوميي، مدير «كارفور» في دولة الإمارات، لدى شركة «ماجد الفطيم» للتجزئة، التخلي عن الأكياس البلاستيكية تماماً من متاجر «كارفور» تماشياً مع قرار حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في أرجاء الدولة مع بدء عام 2024.

وقال: عملنا على مدى أكثر من 15 عاماً على تقديم بدائل صديقة للبيئة ورفع الوعي لدى عملائنا، للتخلّي عن الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام، تحديداً منذ إطلاقنا أول دفعة من الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام عام 2007، إذ كان «كارفور» من أوائل متاجر التجزئة، التي توفر لعملائها أكياساً قابلة لإعادة الاستخدام، ومنذ ذلك الوقت، طرحنا المبادرات والمنتجات التي تسهم في الحدّ من استخدام الأكياس البلاستيكية الأحادية الاستخدام، وقد شهدنا ارتفاعاً بنسبة 87% لاستخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام في متاجرنا منذ عام 2022، ما يتوافق مع رؤيتنا الشاملة لمستقبل أكثر استدامة ومع هدف شركة «ماجد الفطيم» بتحقيق المحصلة الإيجابية في الماء والكربون بحلول عام 2040.

خطوات تدريجية

حرصاً من الحكومات المحلية، في إطار تقنين وحظر استخدام الأكياس البلاستيكية، اتخذت خطوات تدريجية لتعزيز الحياة المستدامة، منها على سبيل المثال، حظر هيئة البيئة في أبوظبي استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في الإمارة، من أول يونيو/ حزيران 2022، بينما اعتمد المجلس التنفيذي لإمارة دبي سياسة الحدّ من الأكياس ذات الاستخدام الواحد، والبدء بفرض تعرفة على استخدام أكياس البضائع ذات الاستخدام الواحد من أول يوليو/ تموز 2022 في جميع المتاجر بدبي في مرحلة أولى. في حين أصدر المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة قراراً بحظر تداول الأكياس والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في الإمارة، أو إنتاجها، أو طرحها، أو استيرادها، من أول يناير 2024. كما ألزم منافذ البيع بتسعير كل كيس بلاستيكي ذي استخدام واحد، تقدّمه إلى المستهلك النهائي، ب25 فلساً من تاريخ أول أكتوبر 2022، تمهيداً للحظر الكامل عليها في الإمارة.

كما أعلنت دائرة البلدية والتخطيط في إمارة عجمان خلال مارس 2022، البدء بحظر استخدامها في الإمارة عام 2023، فيما حظرت هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة خلال إبريل/ نيسان 2018، استخدامها من مرتادي البحر.

كما أقرت الهيئة في سبتمبر/ أيلول 2020 تطبيق مبادرة «رأس الخيمة خالية من البلاستيك»، بينما أصدر المجلس التنفيذي في أم القيوين، قراراً بحظر استخدامها في أم القيوين من أول يناير 2023.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr395kr4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"