تحقيق: يمامة بدوان، محمد ياسين
أكد عدد من صانعي المحتوى، أن أولوياتهم هي تشكيل اهتمامات المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، بتقديم محتوى هادف وإيجابي يشعرهم بالمتعة والإلهام بوسائل بسيطة تجذب الانتباه.
وأوضحوا في تصريحات ل «الخليج» على هامش قمة «المليار متابع»، أن المحتوى العربي قليل بالرغم من محاولات البعض إثراءه ودعمه بمواد تهدف لزيادة الوعي والمعرفة في شتى المجالات، محذرين من المحتوى الذي يستهدف الأطفال تحديداً، كون بعضه يقدم انحداراً ثقافياً.
كشف عدد من صناع المحتوى، أن عملهم لا يقتصر على تسليط الضوء على أمور معينة، بل يشمل مشاركة تجارب المؤثرين الحياتية، ما يجعلهم قادرين على التواصل مع الآخرين، والتأثير الإيجابي فيهم وإلهامهم.
وأوضح وسام قطب، صانع محتوى ورابر فلسطيني، لديه حوالي 14 مليون متابع، أنه من خلال المحتوى الذي يقدمه، ويتضمن الترفيه والقصص والكوميديا، يجد وسيلة للتواصل مع الجمهور، إذ يطمح لإحداث تأثير إيجابي في متابعيه، وصنع فارق في حياتهم، عبر «فلوقات» السفر، وهو ما يعتبره أولوية في عمله.
وقال إنه يعتبر غناء «الراب» وسيلة للتعبير عن مشاعره وماضيه الأليم، وتحديداً أغنية «ليش»، التي أصدرها عام 2019 ولقيت نجاحاً باهراً، كما أنه يجد أسباب نجاحه في صناعة المحتوى، شملت دراسته الأكاديمية وخبرته التي اكتسبها في كلية الإعلام، وموهبته في التمثيل بعفوية وبساطة والحضور، كذلك الحس العالي من الفكاهة الذي يمتلكه واستطاع توظيفه بالشكل الأمثل.
مواجهة التحديات
قال عبدالله الطحان، صانع محتوى، ولديه 12 مليون متابع، أن محتواه يعكس حياة الجمهور البسيطة بعيداً عن التعقيدات، مثل العيش في بيت عربي، والتحديات اليومية التي يواجهها الشباب أمام ذويهم، وهو ما دفع المتابعين إلى التفاعل معه بشكل هستيري، كونهم يعيشون الحياة نفسها، ويواجهون التحديات اليومية ذاتها.
وأضاف أن مختلف الشرائح العمرية تتابعه، وتحديداً من سن 14-22 عاماً، إضافة إلى الأمهات والآباء، خاصة أنهم يجدون التسلية في محتواه، كونه يعكس الحياة اليومية للأهالي، كما أن والديه من أكثر متابعيه.
وأشار إلى أن متابعيه يحصلون على المتعة والإلهام من مقاطع الفيديو التي يصورها، وهو ما يجعله على يقين بالمحتوى الهادف الذي ينشره، كونه يبث الإيجابية لدى الجمهور، والتطرق بوسائل بسيطة إلى قضايا تهم المجتمع، ما يسهم في جذب الانتباه.
دور حيوي
أكد حسن هاشم، صانع محتوى برنامج «غموض» على اليوتيوب ومنصات التواصل، أن المؤثرين يلعبون دوراً حيوياً في إلهام المجتمع بشكل كبير وتحفيزه وتوجيهه بشكل إيجابي، كما يسهمون في توفير المعلومات والتثقيف حول مواضيع مهمة، سواء كانت في مجالات الصحة، التكنولوجيا، أو أي مجال آخر. وتابع أن المحتوى العربي المفيد أو الهادف على منصات التواصل لا يزال قليلاً، على الرغم من محاولات بعض المؤثرين في تطوير المحتوى، من خلال البحث المستمر عن المواضيع التي تهدف لزيادة وعي المجتمع بما يبحثون عنه، إلا أنه يعمل على تقديم مواضيع متعددة يقترحها الجمهور عبر تعليقاتهم ورسائلهم، مؤكداً أن المشاهد العربي مثقف ومحب للمعرفة ومتفاعل مع القضايا بشكل إيجابي، ويحتاج إلى مزيد من المؤثرين الذين يقدمون محتوى مفيداً.
قال محمد يونس: إننا نعيش هذا العصر الرقمي، الذي أصبحت فيه وسائل التواصل ليست مجرد منصات للتواصل، بل مساحة لتحديد الاتجاهات ونقل أخبار الحياة اليومية ونشر المحتوى.
وتابع أن تأثير صناع المحتوى كبير وليس مقتصراً على تسليط الضوء على بعض الأمور دون غيرها، بل يمتد ليشمل كافة المجالات، ما يجعلهم يتحولون إلى مرشدين، يشاركون تجاربهم الحياتية ويبنون جسوراً بين الأجيال، ويصبحون مصدر إلهام للشباب وحتى للكبار، ويثبتون أن التأثير الإيجابي للتواصل الاجتماعي يمكن أن يكون أداة قوية لتشكيل طريقة تفكيرنا وتوجيه اهتماماتنا نحو جوانب متنوعة ومثيرة للحياة.
وأضاف أنه على الرغم من وجود محتوى عربي على المنصات المختلفة، لكنه يحتاج إلى تطوير، وأن يراقب صانع المحتوى ما يقدمه؛ مشيراً إلى أن بعض المؤثرين يقدمون محتوى يبسط العلوم للأطفال ونتمنى أن تزيد تلك المنصات لمحاربة المحتوى الهدام الذي يبثه آخرون من أجل زيادة عدد المتابعين وجني الأموال.
أفاد أيهم أورفه لي، صانع المحتوى المتخصص في علوم الفيزياء، أن المؤثرين يعيشون حيواتهم أمام الكاميرا أو يوثقون تجاربهم بشكل يومي، مما يتيح للجمهور رؤية أمثلة حية على كيفية التفاعل مع التحديات وتحقيق النجاح، وأنه عكف على تقديم محتوى متخصص في تبسيط الفيزياء وعلوم الفضاء.
