عادي

المالديف تطلب من الهند سحب قواتها بحلول منتصف مارس المقبل

21:17 مساء
قراءة 3 دقائق

المالديف- أ.ف.ب

طلب رئيس المالديف محمد مويزو، الأحد، من الهند سحب قواتها من بلاده بحلول 15 آذار/ مارس وعددها أقل من مئة جندي، وذلك غداة عودته من الصين، حيث وقّع مجموعة اتفاقات، حسبما أكد أحد كبار مساعديه لصحفيين.

وتعتبر نيودلهي الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي ضمن نطاق نفوذها، لكن تُظهر جزر المالديف منذ انتخاباتها الرئاسية الأخيرة تقارباً متزايداً مع الصين أكبر دائن خارجي لها.

وأوضح مساعد مويزو في مجال السياسات العامة عبد الله ناظم إبراهيم في حديث لصحفيين أن تحديد آذار/ مارس موعداً نهائياً لانسحاب القوات الهندية حصل خلال محادثات مع مسؤولين هنود في جزر المالديف، الأحد. وقال عبد الله ناظم إبراهيم: «طرح الرئيس هذا الطلب في اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى بين البلدين.. والاقتراح قيد الدرس حالياً».

ويأتي طلب مويزو احتراماً لتعهده بإخراج القوات الهندية من بلاده خلال الحملة التي أفضت إلى انتخابه رئيساً في أيلول/ سبتمبر. وتنشر الهند نحو 89 عنصر أمن في المالديف بينهم طاقم طبي، لتشغيل ثلاث طائرات منحت للأرخبيل للقيام بدوريات بهدف مراقبة المناطق البحرية الشاسعة التابعة له.

وأفادت وزارة الخارجية الهندية، الأحد، بأن الدبلوماسيين ناقشوا كيفية إيجاد «حل عملي للطرفين» يسمح باستمرار العمليات الجوية الهندية قائلةً إنها تقدّم خدمات «إنسانية وطبية». وأكدت الخارجية الهندية أنّ جولة أخرى من المحادثات ستُعقد، بدون تحديد موعد لها.

«دولة مستقلة»

وأعلن مويزو، السبت، إثر عودته إلى العاصمة ماليه بعد زيارته الصين، أنه على الرغم من كون جزر المالديف صغيرة، لن يتم تخويفها. وقال: «لسنا دولة تقع في الفناء الخلفي لدولة أخرى. نحن دولة مستقلة».

ونقلت عنه صحيفة «ميهارو» في جزر المالديف باللغة الديفيهية الوطنية قوله: إن «سياسة السلامة الإقليمية هذه هي السياسة التي تحترمها الصين». وأضاف باللغة الإنجليزية: «قد نكون صغاراً، لكن هذا لا يمنحك الحق بالتنمّر علينا».

وفي خضم التنافس على النفوذ بين بكين ونيودلهي، انتُخب مويزو في أيلول/ سبتمبر بعدما تعهّد «تعزيز العلاقات» مع الصين وإخراج القوات الهندية من بلاده. ونفى سعيه لإعادة رسم التوازن الإقليمي من خلال استبدال القوات الهندية بأخرى صينية.

وكانت زيارة مويزو للصين هذا الأسبوع أول زيارة دولة له.

وجاء في بيان نشرته شبكة «سي سي تي في» الرسمية الصينية أن الصين تعهّدت «مواصلة تقديم الدعم بما يتوافق مع إمكاناتها إلى الجانب المالديفي في المجالات ذات الأولوية». وأضاف البيان أن ذلك يشمل أعمال «البناء المرتبطة بالبنى التحتية والرعاية الطبية والصحية وتحسين الوضع المعيشي للناس ومصادر الطاقة الجديدة والزراعة وحماية البيئة البحرية».

«تقليص الاعتماد»

تصاعد التوتر بين المالديف والهند بعدما وصف ثلاثة نوابِ وزيرٍ في المالديف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ب«المهرّج» و«الإرهابي»، في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، حُذفت لاحقاً.

وردّ ممثلون في بوليوود وبعض لاعبي الكريكت المشهورين في الهند بدعوة المواطنين الهنود إلى مقاطعة جارتهم الجنوبية وحجز إجازاتهم المقبلة في مكان أقرب إلى وطنهم بدل التوجه إلى المالديف. ويمثّل الهنود أكبر فئة من الزوار الأجانب إلى جزر المالديف، حيث تشكّل السياحة نحو ثلث الاقتصاد.

إلى ذلك، أعلن مويزو أنّ المالديف ستخفّض أيضاً اعتمادها على الهند على صعيدي الرعاية الصحية والأدوية، وستحدّد مزيداً من البلدان يمكن للمواطنين المحتاجين إلى علاج صحي في الخارج تتحمله الحكومة، التوجه إليها. وأفاد مسؤولون بأنّ معظم المواطنين الذين يستفيدون من إمكان تلقي علاجات في الخارج على نفقة الحكومة حالياً يتوجهون إلى الهند، في حين تقصد أعداد صغيرة سريلانكا وتايلاند.

وقال مويزو إن الحكومة «ستقلص الاعتماد على مجموعة مختارة من الدول» بدون أن يذكر الهند. وأضاف أن غالبية الأدوية في المالديف يتم استيرادها حالياً من الهند، وستسعى ماليه إلى استيراد أدوية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وتزامناً، تعرّض مويزو الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية العاصمة قبل انتخابه رئيساً، لأول انتكاسة انتخابية له بخسارة مرشح حزبه في انتخابات رئاسة البلدية سعياً للحلول مكانه. وفاز آدم عظيم من الحزب الديمقراطي المالديفي الحاكم سابقاً بالمقعد، ويُنظر إليه على أنه أكثر تأييداً للهند.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yvw3ftyb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"