عادي
قلق من تصاعد التوتر.. والصين تعرض الوساطة وروسيا تدعو إلى ضبط النفس

باكستان تشن ضربات انتقامية ضد «إرهابيين» داخل إيران

00:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
أشخاص يتجمعون بالقرب من الأنقاض في أعقاب الضربة الباكستانية على قرية إيرانية (رويترز)

فيما تتصاعد المخاوف من توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، نفذت باكستان، أمس الخميس، ضربات عسكرية على مواقع «إرهابيين» في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية الواقعة على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وذلك في رد انتقامي، على ما يبدو، بعد نحو 24 ساعة من ضربات نفذتها إيران واستهدفت مقرين «مهمين» في باكستان تابعين لجماعة تحمل اسم «جيش العدل»، التي تصنفها طهران كجماعة «إرهابية» بالصواريخ والطائرات المسيرة. ووسط حالة من القلق الإقليمي والدولي، عرضت الصين الوساطة لخفض التصعيد بين البلدين، ودعتهما روسيا إلى توخي أقصى درجات ضبط النفس.

وقال الجيش الباكستاني، أمس، إنه نفذ ضربات محددة الهدف بدقة في إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى ضربت أهدافاً لجماعتين «إرهابيتين» هما «جيش تحرير بلوشستان» و«جبهة تحرير بلوشستان». وأضاف أن القوات توخت كامل الحذر والحيطة وقت التنفيذ لتجنب وقوع أضرار جانبية، وحث على «الحوار والتعاون» لحل المشكلات بين «البلدين الشقيقين».

وقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال في الضربات الباكستانية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، من دون الإفصاح عن مصادرها، أنه يعتقد أن القتلى من «المواطنين الباكستانيين».

وفيما تتبادل إيران وباكستان المسلحة نووياً، الاتهامات مراراً بالسماح لعناصر مسلحة تنشط في أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادراً ما تتدخل القوات الحكومية في أي من الجانبين.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن «باكستان نفّذت سلسلة ضربات عسكرية منسقة جداً ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابية في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية».

وقال الرئيس الباكستاني عارف علوي، أمس الخميس، في بيان، إن بلاده وإيران دولتان شقيقتان، ويجب حل المشكلات بينهما عبر الحوار والتشاور المتبادل.

وأكد أن بلاده لن تتنازل عن أمنها الوطني وسلامة أراضيها، مشيداً بهجوم الجيش الباكستاني على «مخابئ الإرهابيين» في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.

ولفت علوي إلى أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات للدفاع عن أراضيها. وبيّن أن الإرهاب يُشكّل تحدياً مشتركاً، وأن القضاء عليه يتطلب بذل جهود عالمية. وتابع أن بلاده تحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها وتتوقع ألا تنتهك الدول الأخرى القانون الدولي. وقرر رئيس الحكومة الباكستانية المؤقتة أنور الحق كاكار اختصار زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش في مؤتمر صحفي إن كاكار «قرر اختصار زيارته نظراً إلى التطورات المستمرة».

ودانت إيران الضربات واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني «لتقديم احتجاج وطلب تفسيراً من الحكومة الباكستانية»، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني.

وقالت باكستان إنها شنت الضربات «في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق» مضيفة أن «عدداً من الإرهابيّين قُتِلوا».

وأكدت أنها «تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية» وأن «الهدف الوحيد» للضربات «كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها».

وأعربت بكين، أمس الخميس، عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري «يأمل الجانب الصيني بشكل صادق أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر»، مضيفة «نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك».

بدورها، حضت روسيا إسلام أباد وطهران على خفض التصعيد. وقالت الخارجية الروسية، في بيان، «نراقب بقلق تصعيد الوضع في المنطقة الحدودية الإيرانية الباكستانية والذي يتزايد في الأيام الأخيرة. ندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل المسائل المستجدة بالسبل السياسية والدبلوماسية حصراً». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4ahespjr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"