عادي

مـزارعـــو بلجيكــا يحتـجــون علــى تمـويــل أوروبـــي لأوكـــرانيا

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
المزارعون يحتجون في ميدان لوكسمبورغ أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل
شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي
شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي
1
جرارات زراعية تحتشد وسط بروكسل
1
مزارعون يحتجون أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل

توصلت الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس في بروكسل، إلى اتفاق حول مساعدة بقيمة 50 مليار يورو لمدة أربع سنوات لأوكرانيا، كانت مجمدة سابقاً بسبب رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في وقت احتشد آلاف المزارعين في العاصمة البلجيكية احتجاجاً على تخصيص مليارات اليورو لأوكرانيا.

تمويل إضافي

وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على منصة إكس عند بدء قمة استثنائية في بروكسل «اتفق كل القادة ال27 على مساعدة إضافية بقيمة 50 مليار يورو لدعم أوكرانيا كجزء من ميزانية الاتحاد الأوروبي». وأضاف «هذا الاتفاق يضمن تمويلاً مستقراً على المدى الطويل لأوكرانيا».

والمساعدة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا (33 مليار كقروض و17 مليار هبات) واردة ضمن إضافة على ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2027. وهي مساعدة تحتاج كييف إليها بشدة لدعم اقتصادها.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بالاتفاق قائلاً «من المهم جداً أن القرار اتخذ من قبل كل القادة ال27، ما يثبت مرة جديدة الوحدة القوية للاتحاد الأوروبي». وأضاف أن رزمة المساعدات هذه «ستعزز الاستقرار الاقتصادي والمالي على المدى الطويل» في البلاد. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال إن «كل صوت من أصواتكم يشكل مساهمة كبرى في نصرنا المشترك».

وكان رئيس الوزراء المجري، الوحيد بين الدول ال27 الذي حافظ على علاقات وثيقة مع موسكو أثار غضب نظرائه خلال قمتهم في ديسمبر/كانون الأول الماضي عبر معارضته هذا الدعم المالي الضروري لكييف. وهو يواجه اتهامات في بروكسل بأنه يبتز الاتحاد الأوروبي للحصول على الإفراج عن أموال أوروبية مخصصة لبلاده لكنها جمدت بسبب ثغرات في تطبيق دولة القانون تنسب إلى بودابست.

حشد في بلجيكا

في الوقت نفسه، تجمّع آلاف المزارعين في بروكسل احتجاجاً على تخصيص 50 مليار يورو إضافية لأوكرانيا في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة وكلفة الإنتاج بعد العقوبات ضد روسيا، وتقليص الدعم الحكومي.

وانتشرت فيديوهات للاحتجاجات التي شملت تجمع حوالي ألف جرار في العاصمة البلجيكية.

وألقى المزارعون البيض وأطلقوا الألعاب النارية على مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل.

اعتقالات في فرنسا

وينتظم الاحتجاد البلجيكي في سلسلة احتجاجات المزارعين الأوروبيين في إيطاليا وبولندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا. ويقع الاحتجاج الجديد واسع النطاق ضد ارتفاع تكاليف الإنتاج وقيود اللوائح الخضراء وفتح السوق أمام المنتجات الزراعية الأوكرانية الرخيصة بفضل الدعم الأوروبي لها على حسابهم، وتقليص الدعم الحكومي للمزارعين، وارتفاع أسعار الوقود والأسمدة بعد العقوبات ضد روسيا.

وأرسلت السلطات الفرنسية المدرعات لتعزيز الإجراءات الأمنية في أكبر سوق بالقرب من باريس تحسباً لأي احتجاج من المزارعين الذين يعتزمون إغلاقه ومحاصرة العاصمة.

وأعلنت نقابة المزارعين الفرنسيين أنها تعتزم تنظيم حصار كامل على باريس وضواحيها لمنع توريد أي سلع إلى العاصمة.

وأوقفت الشرطة نحو مئة مزارع في فرنسا حيث يتصاعد غضب المزارعين ضد الاتحاد الأوروبي. وبعد اقتحامهم في وقت متأخر من بعد الظهر «منطقة تخزين» في سوق رونجي، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم ونقطة إمداد مهمة للعاصمة الفرنسية، تم القبض على 79 شخصاً، بالإضافة إلى توقيف 15 شخصاً بتهمة «عرقلة حركة المرور» في وقت سابق قرب رونجي جنوب باريس. هذه التوقيفات هي الأولى في حركة الاحتجاج التي تصاعدت منذ الاثنين في فرنسا، حيث قام مزارعون بإغلاق العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى باريس بجراراتهم، ما تسبب في أزمة اجتماعية جديدة بعد عام من الإصلاحات المثيرة للجدل في نظام التقاعد.

وتم تسجيل أكثر من 80 إغلاقاً وخروج 6000 متظاهر و4500 مركبة في أنحاء فرنسا، بحسب مصدر في الشرطة. وأبدى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، المعروف بحزمه، تفهمه للاحتجاجات.

أماكن أخرى

في إيطاليا، تظاهر آلاف المزارعين، من سردينيا إلى بيدمونت، مرة أخرى الأربعاء. ورفع متظاهرون لافتة كتب عليها «الزراعة تحتضر» في بلدة كونيو في شمال البلاد أثناء تظاهرهم.

وفي إسبانيا، تم الإبلاغ عن تجمعات قرب ليون وزامورا في الشمال الغربي. وأعلن وزير الزراعة الإسباني أنه سيستقبل اليوم الجمعة الاتحادات الزراعية الرئيسية الثلاثة التي وعدت ب«التعبئة» في «الأسابيع المقبلة».

كما دعا المزارعون البرتغاليون إلى التعبئة صباح أمس الخميس على طرق البلاد بالجرارات والمركبات الزراعية.

في مواجهة السخط، قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات الأربعاء حول أمرين يثيران استياء المزارعين، فقد اقترحت بالنسبة لعام 2024 منح إعفاء «جزئي» من إراحة الأرض الالزامية التي تفرضها السياسة الزراعية المشتركة، وبحث آلية للحد من الواردات الأوكرانية، وخاصة الدواجن.

واعتبرت منظمة «كوبا- كوغيكا» التي تضم غالبية النقابات الزراعية في الاتحاد الأوروبي أن الإعفاء يأتي «متأخراً» ويظل «محدوداً».

تتكرر نفس المطالب والانتقادات في أغلب البلدان الأوروبية التي تواجه سخط المزارعين: السياسة الأوروبية معقدة للغاية، والأرباح منخفضة بشدة، والتضخم مرتفع، والمنافسة الأجنبية وخاصة من المنتجات الأوكرانية غير منصفة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mrxj5fdr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"