عادي

موارد الصرف الصحي

22:14 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى

«جويك كوم»

تقليدياً، يُنظر إلى معالجة مياه الصرف الصحي على أنها عملية ضرورية لحماية البيئة والصحة العامة، ومع ذلك، فإن صناعات الاتحاد الأوروبي تدرك الآن القيمة المحتملة للمواد الموجودة فيها وتسعى للاستفادة منها.

ومع التقدم التكنولوجي والتركيز المتزايد على الاستدامة، تستكشف الصناعات في الاتحاد الأوروبي طرقاً مبتكرة لاستخراج موارد قيمة من مياه الصرف الصحي، وتشمل هذه الموارد العناصر الغذائية والمعادن والمركبات العضوية التي يمكن استخدامها في مختلف الصناعات مثل الزراعة والطاقة والتصنيع.

وأحد المجالات الرئيسية التي تهم صناعات الاتحاد الأوروبي هو استعادة العناصر الغذائية، خاصة الفوسفور والنيتروجين، من مياه الصرف الصحي، وتعد هذه العناصر الغذائية ضرورية للإنتاج الزراعي، ولكن الحصول عليها بالطرق التقليدية أصبح نادراً ومكلفاً بشكل متزايد.

ومن خلال استخراج وإعادة استخدام العناصر الغذائية من مياه الصرف الصحي، تستطيع صناعات الاتحاد الأوروبي تقليل اعتمادها على الأسمدة المستوردة والمساهمة في اقتصاد أكثر استدامة ودورية، وهذا لا يفيد البيئة فحسب، بل يوفر أيضاً مزايا اقتصادية من خلال خلق مصادر دخل جديدة وخفض تكاليف الإنتاج.

بالإضافة إلى العناصر الغذائية، تحتوي مياه الصرف الصحي أيضاً على معادن ثمينة ومركبات عضوية يمكن استعادتها واستخدامها من قبل صناعات الاتحاد الأوروبي في صناعات تقليدية، كما يمكن استخراج المعادن مثل النحاس والزنك والفضة واستخدامها في عمليات التصنيع المختلفة، ما يقلل الحاجة إلى المواد الخام ويقلل التأثير البيئي.

ويمكن تحويل المركبات العضوية الموجودة في هذه المياه إلى وقود حيوي أو استخدامها كمواد خام لإنتاج المواد الكيميائية والمستحضرات الصيدلانية، وهذا لا يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري فحسب، بل يساهم أيضاً في تطوير صناعة أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الموارد.

في حين أن الفوائد المحتملة لاستخراج المواد منها كبيرة، إلا أن هناك تحديات تحتاج إلى المعالجة. وتشمل هذه القيود التكنولوجية، والأطر التنظيمية، والتصور العام لمياه الصرف الصحي كمورد قيم.

ومع ذلك، يعمل الاتحاد الأوروبي بنشاط على تعزيز البحث والابتكار في هذا المجال من خلال برامج التمويل والمبادرات السياسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s447smh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"