ندد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتصريحات سلفه الجمهوري دونالد ترامب «الغبية» و«المخزية» عن حلف شمال الأطلسي، في وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات جديدة للدفاع عن نفسه.
«غبية ومخزية»
دان الرئيس بايدن التصريحات «الغبية» و«المخزية» التي أدلى بها سلفه ترامب، يوم السبت الماضي، حين قال إنّه سيشجع روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الأطلسي إذا لم يفوا بالتزاماتهم المالية.
واتّهم بايدن ترامب بالرضوخ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال في تصريح متلفز من البيت الأبيض إن تصريحات ترامب «غبية ومخزية وخطرة». وأضاف «هل يمكنكم أن تتخيلوا رئيساً سابقاً للولايات المتحدة يقول ذلك؟ العالم بأسره سمع ذلك. والأسوأ هو أنّه يعني ما يقول». وتابع «لم ينحنِ أيّ رئيس آخر في تاريخنا لدكتاتور روسي. سأقولها بأوضح ما يمكنني: لن أفعل ذلك إطلاقاً».
وكانت دول حليفة لواشنطن ندّدت بتصريحات ترامب، معربة عن قلقها.
واستخدم بايدن تصريحات سلفه لتوجيه انتقادات له ضمن الحملة الانتخابية. واتّهم بايدن قطب العقارات بالتصرّف كزعيم عصابة في ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي. وقال الرئيس الأمريكي إن ترامب «عندما يتطلّع إلى حلف شمال الأطلسي لا يرى التحالف الذي يحمي الولايات المتحدة والعالم، بل يرى منظومة ابتزاز».
ودافع ترامب عن تصريحاته، وشدّد على أن ما فعله خلال ولايته جعل التكتّل العسكري الغربي «قوياً». وسبق أن أشاد ترامب بسيد الكرملين واصفاً إياه بأنه «عبقري»، وبأنه أكثر مصداقية من الاستخبارات الأمريكية. كما سبق لترامب أن قال إنّه قادر في حال عاد للرئاسة على وضع حدّ خلال 24 ساعة للحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال المستشار العسكري لترامب كيلوغ «أرى أن التحالفات مهمة، لكن إذا كنت ستصبح جزءاً من حلف يتعين عليك المساهمة فيه، وتكون جزءاً منه». ولم يفصح كيلوغ عما إذا ما كان قد ناقش اقتراحه مع ترامب رغم أنه قال إنهما كثيراً ما ناقشا مستقبل الحلف. وأضاف كيلوغ إنه إذا فاز ترامب فمن المرجح أن يقترح عقد اجتماع للحلف في يونيو/ حزيران 2025 لمناقشة المستقبل، حيث أفاد بأن الحلف قد يصبح بعد ذلك «حلفاً متعدد المستويات»، حيث يتمتع بعض الأعضاء بحماية أكبر بناء على التزامهم بالمواد التأسيسية.
واعتبرت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، كاثرينا بارلي، أن إنشاء مظلة نووية خاصة بالاتحاد الأوروبي محل المظلة الأمريكية قد يصبح موضوعا للمناقشة على مستوى الجيوش الأوروبية.
وقالت بارلي في مقابلة مع صحيفة «تاغ إشبيغيل»، عندما سئلت عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى رؤوس حربية نووية خاصة به: «في الطريق إلى جيش أوروبي، يمكن أن يصبح هذا أيضاً موضوعاً للمناقشة». وأشارت إلى أن الردع النووي لأوروبا حاليا في أيدي حلف «الناتو». وأضافت: «وكما أشار الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ بحق، يبقى من مصلحة الأمريكيين أن يقدموا هذه الأسلحة إلى حد كبير. وفي ضوء تصريحات ترامب الأخيرة، لم يعد من الممكن الاعتماد على ذلك». وأكدت أنه إذا توقفت الولايات المتحدة عن كونها مورداً للأسلحة لأوكرانيا في المستقبل، فسيتعين على أوروبا أن تتحمل هذه المسؤولية.
وأشارت إلى أنه لإنشاء جيش أوروبي مشترك، يجب على أوروبا أولاً تنفيذ نظام الدفاع الجوي الأوروبي «يوروبيان سكاي شيلد» وتنسيق شراء الأسلحة. (وكالات)
الكرملين: انتقادات ترامب ليست جديدة
قال الكرملين أمس الأربعاء، إن شكوى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من عدم إنفاق بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي نسبة 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع ليست بالشيء الجديد. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف «كانت هذه إحدى رسائل ترامب الرئيسية التي استخدمها في علاقاته مع أعضاء الحلف». وأضاف «في الواقع، كان يتحدث باستمرار عن نسبة 2% هذه... لذلك لا يوجد شيء جديد في نهجه تجاه هذه المسألة». (أ.ف.ب)
