عادي
استعرض ل «الخليج» مخاطر تنامي المعلومات المضلّلة المنتشرة

مدير «نيويورك أبوظبي»: نتنبّأ بالأمراض وعلاجها بالذكاء الاصطناعي التوليدي

19:58 مساء
قراءة 3 دقائق
موريس بومرانتز

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

أكد موريس بومرانتز، مدير أول لمعهد «جامعة نيويورك أبوظبي»، وأستاذ الأدب العربي في الجامعة، فيما يتعلق بمخاطر تنامي المعلومات المضللة التي قد تنتشر بسبب الذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يساعد على معالجة بعض أكبر التحديات التي تواجه البشرية، بما في ذلك التنبّؤ بالأمراض وعلاجها وتوفير حلول جديدة لمكافحة التغير المناخي، لكنه بالمقابل قد يتسبب بتسارع تدفق المعلومات الفورية من مجموعة مصادر لم يُتحقق منها، إلى جانب إمكانية نشر محتوى مضلل أو معلومات مغلوطة بشكل مطلق.

وقال في تصريحات خاصة ل «الخليج»: يجب على الجامعات تكثيف جهودها في سبيل تمكين الطلاب من تقييم المعلومات بشكل نقدي، فالعالم الرقمي يفرض علينا اتباع أسلوب تعليمي جديد في الفصول الدراسية، وتطبيق آليات أكثر كفاءة للتواصل مع المجتمع، ما يضيء على أهمية المعارف الصادرة عن الجامعات الأخرى.

وبيّن أن انتشار الروايات المضللة عبر الفضاءات الرقمية يمثل تحدياً تكنولوجياً وتهديداً حقيقياً للتماسك المجتمعي وعملية اتخاذ القرارات المدروسة. ومن عجيب المفارقات أن هذه المشاكل تتشابه مع القضايا ذاتها التي يمكن للذكاء الاصطناعي معالجتها.

وذكر أنه يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج محتوى لا حصر له، حيث يستمد خلفيته المعرفية (في وقتنا الحالي) من البيانات الموجودة مسبقاً، ورغم قدرته على البحث في البيانات واستخلاص الأنماط والعمليات التي كانت مخفية سابقاً، فإنه «يفكر» أو يتفاعل مثل الإنسان. ولا يمتلك الذكاء الاصطناعي أي معتقدات أو مشاعر أو إدراكاً للحقائق، ما ينعكس إيجاباً على أدائه ويضع حدوداً لإمكاناته.

وأضاف: كما لا يظهر الذكاء الاصطناعي أي مراعاة للقيم الأخلاقية المتأصلة في عمليات التفكير البشري، ما يبرز دور الجامعات المحوري في تشجيع الطلاب على أن يكونوا مفكرين مطلعين وأصحاب ضمير حي، بطرح الأسئلة الأخلاقية في الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات.

وقال: تدفع المناقشات الأفراد للدفاع عن أفكارهم وتطوير إدراكهم للأمور، ما يمهّد الطريق للابتكار ومواصلة الاكتشاف، وهذا الأمر يذكرني بالمهمة الذي أواظب على تنفيذها خلال عملي مدرساً للأدب العربي، حيث يركز بحثي على الحضارة الإسلامية في القرنين العاشر والحادي عشر، اللذين شكّلا بيئة خصبة ومتعددة الأعراق والأديان لروّاد الدراسات الفلسفية والعلمية، وتميزت تلك البيئة بتوفير المساحات للنقاشات الفكرية، ما سمح بتعدد الطروح وتحليل المشكلات من زوايا متعددة.

وأكد أنه ينبغي على الجامعات أن تعزز مشاركتها في القضايا العامة، ما يمكنها من التدخل في تلك القضايا المجتمعية الكبرى. كما عليها زيادة فرص الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور وتعزيز تواصلها مع عالمنا الحديث المعقّد، مع التعمّق في الماضي واستشراف المستقبل. ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية وجود مؤسسات تمتلك منظوراً أوسع للأحداث، بدلاً من الالتفات إلى القضايا محدودة الأفق.

وتابع: فعلى سبيل المثال، نسمع باستمرار أن هذه المرحلة غير مسبوقة، إلا أننا نجد أن قضايانا بشكل عام لا تخلو من أوجه التشابه، وينبغي علينا التساؤل عن الطرائق التي تعاملت بها المجتمعات مع باقي التقنيات التي غيّرت العالم فجأة، وطبيعة تأثيرها في تفكير الإنسان، والعبر المستخلصة منها.

وأوضح أن المعهد يمثل امتداداً لعمل الجامعة، حيث أسس لإجراء مناقشات عامة واستخلاص أفكار جديدة، بالاعتماد على سياسة استقطاب الخبرات من مختلف الأماكن، ويشارك في المناقشات متحدثون من مختلف المرجعيات والآراء، بمن فيهم المفكرون الإنسانيون والمؤرخون والعلماء والخبراء التقنيون والسياسيون وقادة الأعمال.

وذكر أن أفكار المتحدثين تمثل إضافة رائعة تذكرني بمقولة أرسطو «العجب هي بداية المعرفة»، التي ألهمتنا لصياغة عنوان موسمنا الجديد «سلسلة من العجائب والتأملات». وتبدأ سلسلة المحادثات والمؤتمرات خلال الأشهر المقبلة، حيث من المقرر أن يشارك فيها أبرز القادة في مجالات عدة، مثل السياسة والاقتصاد والقانون، للإضاءة على الجهود الإقليمية والعالمية فيما يخص توفير حلول مستدامة للتغيرات السريعة والملحة في البيئة، فضلاً عن الاستفادة من التجارب السابقة بوصفها مصدر إلهام للمستقبل. كما نسعى بتلك النقاشات إلى تشجيع المجتمع على التفكير، والوقوف على الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة أكبر التحديات الراهنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2w52v4bx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"