«ديل تاون»
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، بدءاً من المساعدين الصوتيين وحتى السيارات ذاتية القيادة، ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم، تزايدت أيضاً المخاوف بشأن آثاره الأخلاقية، وفي دراسة حديثة، اقترح الباحثون أن النظر إلى السوابق التاريخية يمكن أن يوفر رؤى قيمة حول أبحاث الذكاء الاصطناعي الأخلاقية.
تم تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعلم واتخاذ القرارات بناءً على الأنماط والبيانات، ومع ذلك، بدون المبادئ التوجيهية الأخلاقية المناسبة، يمكن لهذه الأنظمة أن تؤدي عن غير قصد إلى إدامة التحيزات، أو التمييز ضد مجموعات معينة، أو اتخاذ قرارات غير أخلاقية، وتهدف أبحاث الذكاء الاصطناعي الأخلاقية إلى معالجة هذه المخاوف والتأكد من تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل مسؤول.
ويرى الباحثون أن السوابق التاريخية يمكن أن تقدم دروساً قيمة لأبحاث الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، على سبيل المثال، في مجال الطب، تم إنشاء قانون نورمبرغ بعد الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، وضع هذا القانون المبادئ الأخلاقية لإجراء التجارب الطبية على البشر، وبالمثل، أدى تطور التكنولوجيا النووية إلى إنشاء اتفاقيات وأنظمة دولية لمنع إساءة استخدامها.
ومن خلال دراسة السوابق التاريخية، يقترح الباحثون أنه يمكننا تحديد التحديات الأخلاقية المشتركة، ووضع مبادئ توجيهية لمعالجتها في أبحاث الذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك قضايا مثل الخصوصية والشفافية والمساءلة والإنصاف، ومن خلال التعلم من أخطاء ونجاحات الماضي، يمكننا ضمان تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تعود بالنفع على المجتمع ككل.
ويشكل التعاون بين الباحثين وصناع السياسات وخبراء الصناعة أبحاث الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، ومن خلال العمل معاً، يمكن النظر في وجهات نظر مختلفة، ويمكن وضع مبادئ توجيهية شاملة. وينبغي أن يشمل هذا التعاون أيضاً المشاركة العامة لضمان أخذ اهتمامات المجتمع وقيمه في الاعتبار.
ويقترح الباحثون أنه يمكننا تعلم دروس قيمة، ووضع مبادئ توجيهية لأبحاث الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، ويعدّ التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة أمراً ضرورياً لضمان تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
