بدأت محكمة العدل الدولية، أمس الاثنين، جلسات استماع لمرافعات حول العواقب القانونية لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، فيما طالب الفلسطينيون بإنهاء الاحتلال، واتهموا إسرائيل بانتهاج «الفصل العنصري»، في حين أعلنت إسرائيل عدم اعترافها بشرعية مداولات محكمة العدل، بشأن «قانونية الاحتلال»، بينما حذر الاتحاد الأوروبي إسرائيل من شن هجوم على رفح، ووصفه وزراء خارجية التكتل بأنه سيمثل كارثة لنحو 1.5 مليون لاجئ في المدينة الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وأكدت قطر أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي التي يطالب فيها قطر بالضغط على «حماس» للإفراج عن الرهائن ليست إلا محاولة جديدة للمماطلة. وبالتزامن اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن يؤكد «دعم (المجلس) لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن».
ووفقاً لرويترز، تنص مسودة مشروع القرار أيضاً على أنه «في ظل الظروف الحالية، فإن أي هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين، وقد يؤدي لنزوحهم إلى دول مجاورة». وجاء في المسودة أن خطوة كهذه «ستكون لها آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة عدم المضي قدماً في مثل هذا الهجوم البري الكبير في ظل الظروف الحالية». وطرحت الولايات المتحدة مشروع القرار بعد أن طلبت الجزائر أن يصوت المجلس، المؤلف من 15 عضواً، اليوم الثلاثاء على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام محكمة العدل الدولية، أمس الاثنين، «يعاني الفلسطينيون الاستعمار والفصل العنصري.. هناك من يغضب من هذه الكلمات. عليهم أن يغضبوا جراء الواقع الذي نعانيه». وفي كلمته، حض المالكي القضاة على إعلان الاحتلال غير قانوني وإصدار أمر بوقفه «على الفور وبشكل كامل ومن دون قيد أو شرط». وفي كلمة مقتضبة، كافح خلالها لحبس دموعه، دعا المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى «مستقبل يُعامل فيه الأطفال الفلسطينيون كأطفال وليس كتهديد ديموغرافي».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل «الهجوم على رفح سيكون كارثياً تماماً... سيكون غير معقول». وأضاف «يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص في زاوية صغيرة جداً من غزة. إنهم مرهقون ومنهكون وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، كيف يمكن لأي شخص أن يفكر في إضافة المزيد إلى هذه الصدمة؟!»
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن تجنب تلك الخسائر سيكون مستحيلاً. وأضاف «علينا أن نواصل الضغط على إسرائيل لجعلها تفهم أن هناك الكثير من الناس في شوارع رفح، وسيكون من المستحيل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين». وتابع «هذا بالتأكيد سيكون مخالفاً لاحترام القانون الإنساني».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري في بيان على موقع «إكس»: إن «التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي يطالب فيها قطر بالضغط على حماس للإفراج عن الرهائن ليست إلا محاولة جديدة منه للماطلة وإطالة أمد الحرب لأسباب باتت مكشوفة للجميع». وتابع: «كما نرفض الاتهامات الخاوية التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الجهود القطرية في إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة وصورها وكأنها تمويل لحركة حماس، إذ كانت كما هو معلوم له تتم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية».
(وكالات)