أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» عن بدء التحضيرات للاحتفال بليلة النصف من شعبان «حق الليلة»، حيث أعدت برنامجاً مملوءاً بالتجارب والأنشطة التراثية التي تقام في حي الشندغة التاريخي لإبراز أهمية هذا التقليد الشعبي ومكانته في المجتمع المحلي، ما يتناغم مع التزامات الهيئة الرامية إلى صون التراث والمحافظة عليه وتعزيز حضوره على الساحة العالمية، تزامناً مع فعاليات مهرجان سكة للفنون والتصميم.
ويشهد متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات في الفترة ما بين 23 و25 فبراير تنظيم المسار العائلي الذي يتضمن سلسلة من ورش العمل التفاعلية وجولات إرشادية للحي التاريخي، ومن بينها ورشة «صناعة مرية أم شناف» التي تتيح للأطفال فرصة استكشاف صناعة المجوهرات التقليدية، وورش تبرز الأزياء التقليدية الإماراتية، وورشة الحناء وتشرف عليها د.عذراء خميسة، وتدرب خلالها الأطفال على طرق مزج الحناء وابتكار تصاميم نوعية تبرز جمالياته، كما سيتمكن الصغار أثناء جولتهم بين البيوت من جمع الهدايا والحلويات وممارسة مجموعة من الألعاب الشعبية مثل «الكرابي» و«شد الحبل».
ولطلبة المدارس موعد مع جولة واسعة في أرجاء الحي، من 26 إلى 29 فبراير، يطوفون خلالها بين بيوته وأجنحة المتحف، ويخوضون فيها العديد من التجارب الممتعة التي تقدمها الهيئة ضمن مسار «حق الليلة» التعليمي، ويتضمن زيارة «مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية» الذي يعد منصة ثقافية مبتكرة للاحتفاء بالتراث الإماراتي والحرف التقليدية، مثل: «قرض البرقع» و«التلي» و«الحياكة» و«سف الخوص»، وغيرها، والمشاركة في مجموعة من الأنشطة التي يستضيفها بيت «الحرف التقليدية» الذي يمنحهم فرصة استكشاف الحرف اليدوية وأنواعها واستخداماتها المتنوعة، وبيت «المجوهرات التقليدية»، حيث يتعرفون فيه إلى أنواع المجوهرات التقليدية وطرق تصميمها المختلفة، فيما يمنحهم بيت «الإيمان والحياة» نظرة عميقة على المعاني الإنسانية والاجتماعية التي يزخر بها التراث الإماراتي.
ولفت عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة بالإنابة في «دبي للثقافة» إلى حرص الهيئة على نشر الوعي بالعادات والتقاليد الشعبية التي تسهم في توطيد الترابط الأسري.
وقال: «يعكس الاحتفال بـ«حق الليلة» اهتمام الهيئة بالمحافظة على الفلكلور الإماراتي وتعزيز علاقة الأجيال القادمة بالتراث المحلي، وتعريفهم بأبرز قيمنا المجتمعية التي تعبر عن الكرم والمحبة وروح التسامح وزرع الألفة بين أبناء المجتمع»، مشيراً إلى أنها وما يرافقها من مظاهر البهجة والفرح تعد فرصة لإثراء معارف الأطفال بعناصر التراث المحلي ومكوناته وترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم، إلى جانب تمكينهم من استكشاف تفاصيل متحف الشندغة، وما يقدمه من برامج تراثية قيمة.
ويتزامن الاحتفال مع استضافة الحي للنسخة الـ12 من فعاليات مهرجان سكة للفنون والتصميم التي تقام خلال الفترة من 23 فبراير وحتى 3 مارس، بمشاركة أكثر من 500 مبدع من الإمارات والمنطقة والعالم، وتشهد عرض أكثر من 100 عمل فني توزع على 14 بيتاً يقدم كل واحدٍ منها أنواعاً من الفنون، إلى جانب تنظيم أكثر من 250 ورشة عمل، وباقة من الجلسات الحوارية والنقاشية والمعارض وعروض الأداء والفعاليات الموسيقية والترفيهية المختلفة، ويتمكن الزوار من الحصول على باقات خاصة من تذاكر المتحف الشندغة، ما يشكل فرصة فريدة لاستكشاف أجنحته ومقتنياته الفريدة.
