عادي

الإمارات تحتفي بموسم «تنبيت» نخيلها

19:35 مساء
قراءة دقيقتين
احتفاء بالنخيل
طلع النخيل

العين – راشد النعيمي

يحتفي أهل الإمارات بالنخيل، خصوصاً هذه الأيام بموسم احتفالي يحمل قيمة معنوية تجاه الشجرة المباركة التي رافقتهم خلال أيام صعبة، كانت فيها محور حياتهم، إذ كان منها الغذاء والمسكن والحرفة وحتى قارب البحر، حيث المزارع والواحات التي تفوح منها رائحة موسم التلقيح الذي يسمى محلياً «التنبيت»..

يتبادل أهل النخيل «الطلع» المستخدم في عملية التلقيح فيما بينهم ،كما ينطلقون في رحلة بحث عنه بين الأهل والأصدقاء والمعارف وفي الأسواق التي تعرض كثيراً من هذا الإنتاج الذي يؤخذ من أشجار النخيل الذكرية التي تسمى محلياً (الفحول) لمعالجته عبر عملية ذات فن ودقة يعول عليها لاحقاً في الإنتاج الذي تطرحه النخلة من الرطب والتمور، والذي يرافق أهل الإمارات ويكون طبقاً رئيسياً على موائدهم وضيافتهم حتى الموسم القادم.

وخلال فترة موسم طلع النخيل الذي يستمر حتى نهاية مارس تبرز شجرة النخيل كثروة وطنية مهمة في الدولة ليست مصدراً للغذاء فقط، بل ترتبط بالثقافة الإماراتية، وما يميزها أنها تتكيف مع البيئة الصحراوية المحلية، وتتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف، لذلك وفرت الدولة عناية خاصة لها، وخطط تسويق وعلاج ودعم فني لعمليات التلقيح والصيانة ومعالجة الآفات التي تهددها ومنها سوسة النخيل الحمراء، مستعينة بأحدث طرق الوقاية والعلاج والرش الجوي.

و«الطلع» هو زهرة نخلة (الفحل أو الذكر)، وهي نخلة تنبت من دون غرس، وتكون متوافرة بشكل معدود، ويتفاوت عدد عذوق النبات في نخلة الفحال بين 25 و30 عذقاً، وكلما نضج العذق يُقطع ثم يتم استخدامه في الإنبات ويمكن التعرف إلى فترة نضج عذق النبات من خلال لونه ورائحته وتماسكه، فيكون متراصاً ومنظماً، ولا تتساقط حباته ما دام طرياً، وكلما أسرع المزارع في استخدام الطلع بعد قطفه كلما كان طازجاً أكثر وأفضل لعملية التنبيت، حيث إنه يفسد بعد مرور عدة أيام على قطفه وتقل طراوته.

ويعتبر التنبيت (التلقيح) من أهم عمليات خدمة النخيل، حيث يعتمد عليه الإنتاج كماً ونوعاً، لذلك فإن أي خلل في هذه العملية سيؤدي مباشرة إلى فقدان أو تقليل نسب العقد أو تكوين الثمار إضافة إلى التأثيرات السلبية في نوعية الثمار من ناحية الحجم واللون وموعد النضج ومذاق الثمرة والمحتوى الرطوبي ونسبة الحشف.

وتكون الثمار غير المخصبة ثلاثية أي تنمو ثلاثة ثمار في آن واحد بشكل نجمي يطلق عليه اسم الشيص وتكون هذه الثمار خالية من البذور ولا تصل إلى مرحلة النضج، بعد الإخصاب تبقى واحدة وتسقط الثمار المتبقية وكما هو معروف علمياً إن نخلة التمر نبات ثنائي المسكن أي أن الأزهار الأنثوية تحمل على شجرة وتسمى بنخيل الإناث والأزهار الذكرية تحمل على شجرة أخرى وتسمى بنخيل الأفحل.

وتنفرد أشجار النخيل عن باقي أشجار الفاكهة كون تنبيتها يتطلب نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية حيث دخلت الميكنة أيضاً في التلقيح عبر الأجهزة التي ترش منها الأزهار على شكل مسحوق يتطاير في الهواء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4v9s88wc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"