أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، لدى استقباله الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حرص المملكة، ودعمها لحل الأزمة الأوكرانية. كما شدّد على مواصلة الجهود للإسهام بتخفيف الآثار الإنسانية للأزمة الأوكرانية، في وقت قالت فيه روسيا إن على الولايات المتحدة وحلفائها أخذ مصالح موسكو في الاعتبار، وتلبية مطالبها الأمنية في الاتجاه الأوروبي عند الحديث عن السلام في أوكرانيا.
وفي طريقه إلى الرياض، أمس الثلاثاء، كتب زيلينسكي على موقع إكس «نحن الآن قريبون جداً من عقد قمة السلام الأولى، ونعتمد على الدعم النشط المستمر من المملكة العربية السعودية»، إضافة إلى مناقشة موضوع إعادة الأسرى الأوكرانيين لدى روسيا، والمدنيين المرحّلين.
ويسعى زيلينسكي من خلال جولات تشمل العديد من دول العالم، إلى حشد الدعم الدولي لبلاده في مواجهة روسيا، كما يطالب بشكل مستمر بمساعدات عسكرية ومالية.
واستضافت السعودية محادثات بشأن الحرب الأوكرانية، العام الماضي، تعبيراً عن دورها الدبلوماسي، شارك فيها ممثلون عن نحو 40 دولة، باستثناء روسيا.
من جهة أخرى، حددت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، مجموعة من الشروط لتسوية الوضع في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة، وحلفائها، التخلي عن «صيغة زيلينسكي» وعدم دعم كييف، وتلبية مطالب روسيا الأمنية».
وقالت زاخاروفا، في بيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء «من أجل تعزيز التسوية في أوكرانيا بالأفعال، يجب على الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها، رفض الترويج لما يسمى «صيغة» فولوديمير زيلينسكي للسلام غير المقبولة».
وأضافت: «يتعين أيضاً على الولايات المتحدة الأمريكية تلبية مطالب روسيا المشروعة المتعلقة بضمان مصالحها الأمنية في الاتجاه الأوروبي».
يذكر أن روسيا أعلنت غير مرة، استعدادها للتفاوض مع أوكرانيا بشأن تسوية النزاع، ولكن كييف فرضت حظراً على المفاوضات على المستوى التشريعي. وكان الكرملين أكد، في وقت سابق، أنه لا توجد حالياً مقدمات، أو أسس لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى مسار سلمي، موضحاً أن الأولوية المطلقة بالنسبة إلى روسيا هي تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة بالوسائل العسكرية.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في تصريح نقلته (تاس) الروسية «إن روسيا على عكس الغرب، تعرض علاقات قائمة على المساواة مع شركائها في الأغلبية العالمية».
وأضاف: «لقد أنشأنا علاقات وثيقة مع الجميع، وسنواصل تعزيزها على أساس متكافئ، ومتبادل المنفعة كبديل بنّاء لمسار السياسة الذي يسعى الغرب إلى تعزيزه، عبر هياكل التنمية الدولية التي يسيطر عليها»، مؤكداً أن موسكو، إلى جانب حلفائها وشركائها من دول جنوب وشرق العالم، ستواصل العمل على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً، يأخذ في الاعتبار تطلعات العالم، والتنوع الثقافي والحضاري، ويهدف إلى ضمان رفاهية وازدهار البشرية جمعاء، وليس فقط بعض النخبة من بلدان ما يسمى ب«المليار الذهبي»، على حد تعبيره. ( وكالات )