عادي

هوس «طفلات سيفورا» بمستحضرات التجميل يثير القلق

21:19 مساء
قراءة 3 دقائق
صورة تعبيرية لطفلات سيفورا

تستقطب فتيات أمريكيات في سن ما قبل المراهقة، بتشجيع من ذويهنّ، عدداً كبيراً من المشتركين في حساباتهنّ على «تيك توك»، من خلال تصويرهنّ مشترياتهن من مستحضرات الماكياج وشروحهنّ التي يعتمدنها في مجال «العناية بالبشرة»، ويُطلق عليهنّ لقب «طفلات سيفورا»، ويثير هوسهنّ في هذا المجال القلق على صحتهن النفسية والجسدية، وفقاً للمتخصصين.

وتحظى مقاطع الفيديو التي تنشرها هؤلاء الصغيرات بآلاف المشاركات، وتظهر فتيات صغيرات تراوح أعمارهن بين 8 و12 عاماً، في حالة حماسة مفرطة أمام عبوة من كريم ترطيب يعمل كمكافح للشيخوخة، أو يتوسّلن أمهاتهنّ أن يعطيهنّ مستحضر تجميل يخفي الهالات السوداء، وتقول إحداهنّ: «هذا المستحضر الذي رأيته في الفيديو، أريده، أريده!».

ثم تظهر الطفلة نفسها في مقطع فيديو، وهي تقف أمام مرآة وتضع عصابة رأس إسفنجية لرفع شعرها عن وجهها على غرار ما يُعتمد في مقاطع الفيديو التي تعلم طرق وضع الماكياج، وتقلد «طفلات سيفورا» تعابير وجه المؤثرات الشهيرات في مجال التجميل، من خلال حركات شفاههنّ أو وضع وجوههنّ بتروٍّ بين أكف أياديهن المفتوحة، وتقول إحداهنّ في مقطع فيديو: إنّ «أحمر الشفاه اللامع هذا مميّز جداً، أعجبتني النتيجة».

ويتعلّق الجدل المُثار في «تيك توك» بالمبالغ التي يتم إنفاقها، إذ أن الماركات التي تستخدمها هؤلاء ال«تيكتوكرز» الصغيرات غالية الثمن، ويصل سعر أحد أشهر منتجات العناية بالبشرة، الذي يستخدمنه إلى نحو 75 دولاراً.

وتتساءل بائعة لدى «سيفورا» في منشور عبر «تيك توك»: «كيف تنفق هؤلاء الفتيات الصغيرات ما يعادل راتبي على منتجات التجميل؟»، ويبدي موظفون من الماركة المملوكة لشركة «ال في ام اتش» أسفاً لسلوك مجموعة من الزبونات الصغيرات، بعد انتشار مقاطع الفيديو يظهر رفوفاً تعرّضت للتخريب عقب زيارة صغيرات لمتاجر في الولايات المتحدة.

وتؤكد بائعة تعمل لدى «سيفورا» في باريس عدم تسجيل أي حادث مماثل في فرنسا، وتقول «نرى أعداداً متزايدة من الفتيات الصغيرات في المتجر، لكن بصحبة ذويهنّ، ويتصرّفن بشكل جيد».

ومع أن المنتجات التي يُرَوَّج لها في مقاطع الفيديو موضوعة في عبوات جميلة وجذابة، لكنها تحتوي على مكونات نشطة قوية كالريتينول المخصص للبشرة الناضجة، بحسب خبراء.

ثقة بالمؤثرين

يقول دانيلو ديل كامبو، طبيب الأمراض الجلدية الأمريكي: «يستخدم عدد متزايد من الصغيرات مستحضرات التجميل الخاصة بالبالغات»، مضيفاً «أن عدداً كبيراً من الأهل الذين استقبلهم ليس لديهم أي فكرة عن مخاطر هذه المواد ويثقون بالمؤثرين المتخصصين بالتجميل أكثر من ثقتهم بطبيبهم».

ويضيف، «تزايد الاستشارات المتعلقة بحدوث تفاعلات جلدية أو المرتبطة بالمخاوف الناجمة عن إساءة استخدام هذه المنتجات».

ويقول الطبيب: إن «البشرة الشابة حساسة بشكل أكبر ومعرضة أكثر للالتهابات»، ويؤكد أن حاجز البشرة قد يتضرر نتيجة مكونات غير مناسبة، محذراً من تعرض الشابات باكراً للمواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل.

ويلاحظ الطبيب خلال المعاينات «مشاكل متعلقة بالثقة بالنفس لدى صغيرات يشعرن بالحاجة إلى تصحيح أخطاء في وجوههنّ ليست موجودة أصلاً».

«هنّ الدمى»

عبر منصة «تيك توك»، يؤكد عدد من الأمهات، أن ما تقدم عليه الفتيات هو مجرد «لعبة»، لكن المحلل النفسي المتخصص في الممارسات الرقمية مايكل ستورا يقول: إنّ «هؤلاء الفتيات الصغيرات لا يلعبن بالدمى كما هو متوقع في سنّهن، بل هنّ الدمى».

ويشير إلى «البعد المتوقع» لهذه الظاهرة لدى أطفال «يتم تصويرهم ونشر صورهم» عبر الشبكات الاجتماعية منذ لحظة ولادتهم، في حين يرى الآباء في أبنائهم امتداداً لأنفسهم، على غرار النجمة العالمية كيم كارداشيان، فابنتها نورث ويست، هي نجمة «سيفورا كيدز».

ويقول ستورا: «أرى عدداً متزايداً من الأهل الذين يعانون من هذه الهشاشة النرجسية، إذ يحكمون على الأمور استناداً إلى ما إذا كانت جميلة أو لا»، متطرقاً إلى مسألة إضفاء الطابع الجنسي المفرط على الأطفال.

وترى سولين ديلكور، الأستاذة في جامعة بيركلي والمتخصصة في التفاوتات الاجتماعية، أن مقاطع الفيديو هذه «قد تعزز من التمثيل النمطي للفتيات والنساء» اللواتي يستخدمن الإنترنت، وتقول: «يتعرضن لضغوط اجتماعية كبيرة وهنّ لا يزلن صغيرات».

وكشفت الدراسة التي أعدّتها ديلكور، ونشرت في مجلة «نيتشر» في فبراير/ شباط الجاري، أن الصور المنشورة عبر الإنترنت تعزز من التحيز الجنسي على حساب النساء، مع تأثير دائم على المستخدمات اللواتي يتأثرن به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/322a95sw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"