يتناول المصوّر الصحفي الفرنسي الأمريكي جان بيير لافون في معرضه «نيويورك الصاخبة» الذي يقام ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر2024»، حكاية عشقه الممتدة عبر أكثر من أربعة عقودٍ لنيويورك، منغمساً بعدسته في أحيائها الأربعة الأكثر شهرة، برونكس، ومانهاتن، وبروكلين، وكوينز، ليروي عبر مجموعةٍ مميزة من الصور بالأبيض والأسود قصة المدينة التي لا تنام، مخلداً الكثير من اللحظات والأحداث التي مرت بها المدينة في عقد الستينات.
حين يتجول الزائر للمعرض الذي يقام بمركز إكسبو الشارقة حتى تاريخ 5 مارس، يستطيع أن يحدد ملمحاً واحداً رئيسياً يغلف جميع الصور التي يحفل بها المعرض، وهو حب لافون العميق لنيويورك، ودهشته بها كوافدٍ جديد إليها، معبراً عن هذا الحب بتسليط الضوء على الجوانب التي كانت أحياء نيويورك تعيشها في الستينات محاولاً لافون الشاب حينها أن يبرزَ كصوتٍ يحاول إصلاح الأمور على طريقته الخاصة.
لذلك نرى مجموعة كبيرة من صور المعرض تُظهر أكوام القمامة في مختلف أنحاء برونكس، وثمة أشخاص كثر يحاولون بصعوبة إزالتها، مع صور للعديد من المشردين الجالسين في ظلال برجي التجارة العالميين، وغيرها من الصور المختلفة للمدينة، محاولاً لافون بكاميرته توثيق المشاهد.
وأكثر ما يميز صور جان بيير لافون التي يتيحها لجمهور إكسبوجر أنها تروي العديد من التواريخ المهمة التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لها أثر عالميّ كبير، من هذه الأعمال صورة مارتن لوثر كينغ وهو يعارض حرب فيتنام، وصور من جنازته بعد أن تم اغتياله، كذلك صورته «لقد انتهت الحرب» من الحفل الذي أقيم بسنترال بارك في نيويورك، وغيرها من الصور واللقطات التاريخية.
ويصحب المعرض الزوار لكتابه الذي يحمل العنوان نفسه، والذي يضم مئات الصور الفوتوغرافية التي التقطت معظمها بالأبيض والأسود بكاميرا لايكا، والتي يقول عنها لافون في كتابه: «كان التصوير بالأبيض والأسود هو الطريقة الوحيدة أمام المبتدئين، لأن التصوير بالألوان كان باهظ الثمن، ومخصص أكثر للأزياء والإعلانات «وعن كيف تصبح مصوراً ناجحاً؟، يقول لافون:«امتلاك كاميرا فقط لن يجعلك مصوراً ناجحاً، التصوير يعني الكتابة بالضوء، ويجب أن تتمتع بصفات معينة لا غنى عنها، عليك مثلاً أن تعرف ما الذي تقوم بتصويره؛ أهميته وأبعاده وتاريخه، ويجب أن تقول الحقيقة في صورك».
