عادي
بحث عن «تشانا» في سن الـ71

أرجنتيني يعيد لغة مندثرة إلى شجرة اللغات

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
بلاس جايمي وابنته

قرر بلاس جايمي، 89 عاماً، أرجنتيني من مقاطعة إنتري ريوس، عندما كان عمره 71 عاماً الذهاب والبحث عن شخص يمكنه الدردشة معه بلغته الأم «تشانا»، لكن سنوات من البقاء بعيداً عن الأنظار والتحدث باللغة الإسبانية فقط، حجبت حقيقة عدم وجود آخرين للتحدث معه في تلك اللحظة، وبدون شك، كان جايمي يستخدم لغة ميتة، وفقاً لتقرير صحيفة «نيويورك تايمز»؛ لكنه تحدث بها وأعادها إلى شجرة اللغات العالمية.

و«تشانا»، لغة هادئة، بالكاد يحرك الشخص الناطق بها الشفتين أو اللسان، وهي لغة الشعوب الأصليين في الأرجنتين والأوروغواي، وكانوا يسكنون على ضفاف نهر بارانا العظيم، ثاني أطول نهر في أمريكا الجنوبية، وكانوا يقدسون الصمت، ويعتبرون الطيور حراساً لهم، ويغنون لأطفالهم «نم أيها الصغير، لقد ذهبت الشمس للنوم».

وقرر بلاس جايمي، بعد أن أمضى ما يقرب من عقدين من الزمن إحياء لغة تشانا، والتي تعلمها من والدته ميغيلينا ييلون التي حثت ابنها على حماية لغتهم وقصصهم بإبقائها سرية، لكن عندما كبر أراد أن يتحدث لغته مع آخرين والتي اعتبرها العلماء منذ فترة طويلة لغة منقرضة.

وأمضى سنوات في العمل مع عالم اللغويات بيدرو فيجاس باروس لإنشاء قاموس يضم الآن 1000 كلمة من لغة تشانا، بالإضافة إلى فهرس لطقوس التشانا والفولكلور، واجتذب عمله اهتمام اليونسكو، التي تكرس قدراً كبيراً من وقتها وموظفيها وميزانيتها للحفاظ على تنوع اللغات والاحتفال به في أنحاء العالم حيث إن الآلاف منها، مثل لغة «لانتيك»، معرضة لخطر الانقراض.

وأمضى جايمي عقدين من الزمن في إحياء لغة تشانا، بطرق عديدة، وأعاد مجموعة من السكان الأصليين مرة أخرى على الخريطة.

ووفقاً لحديث جايمي، كانت اللغة حكراً على النساء فقط، هن من يحفظن ذاكرة تشانا، واندثرت بعد ذلك وكانت والدته أخت لاثنتين غيرها تعلمتا اللغة واندثرت معهن لكن والدته ميغيلينا ييلون أطلعته على اللغة وأسرارها وقصصهم قبل وفاتها.

ووفقاً لليونسكو، فإن 40% من لغات العالم أو أكثر من 2600 لغة كانت مهددة بالانقراض في عام 2016 لأنها كانت يتحدث بها عدد صغير نسبياً من الناس، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات موثوقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymm4k4ws

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"