أصبحت احتياجات سوق العمل تتغير بشكل مستمر، تبعاً للتطورات التكنولوجية، ما يخلق فرصاً جديدة ويهدد أخرى، لذا ينبغي للباحثين عن عمل، التعامل مع التغيرات بذكاء، وتحديد احتياجات السوق الرائجة. لكن كيف يمكنك تحديد احتياجات السوق، وما هي أساليب مواكبتها؟
يُعبّر مفهوم سوق العمل عن عدد الوظائف الشاغرة والأكثر طلباً بين الشركات. وكان المفهوم في الماضي ينحصر في العمل بدوام كلي أو جزئي من مقر الشركة، إلا أنه مع التقدم التكنولوجي أصبح العمل عن بعد أمراً رائجاً، تتبعه الكثير من الشركات. ونتج عن هذا اتساع قاعدة الوظائف وظهور احتياجات ومهارات جديدة، تتناسب مع سوق العمل الحالي.
وكأي سوق يحقق مبدأ العرض والطلب، ينبغي أن يغطي الباحث احتياجات السوق، ليكون جزءاً منه، وهي متطلبات وظيفية كالمهارات والخبرات، يسعى السوق إلى اكتسابها لتحقيق أهدافه.
- مصادر معرفة الاحتياجات
للتعرف إلى احتياجات سوق العمل، توجد عدة مصادر يمكنها مساعدتك، وستتوصل من خلالها إلى أفضل الخيارات وأكثر الحقائق دِقَّة.
- تقارير مكاتب العمل: تُعدّ مكاتب العمل من أكثر المصادر موثوقية، لمعرفة احتياجات السوق، فهي تسعى لتوظيف المؤهلين وتسمح لهم بالاطلاع على فرص العمل المتاحة. كما يسجل المكتب كل موظف يعيّن رسمياً من جهة العمل، لذا فهي تشمل معلومات واقعية عن أغلبية الوظائف وتربطها بالسكان.
- منصات التوظيف: بمتابعة منصات التوظيف، تستطيع تحديد التخصصات الأكثر طلباً، على مدار الشهر أو السنة أولاً بأول، من خلال تطبيق التصنيفات المناسبة الخاصة بنوع الوظيفة وتاريخ نشرها والمجال الخاص بها. كما تساعدك التقارير التي يعدها بعض منصات التوظيف على معرفة حجم طلبات الوظائف، بناءً على ما نشرته الشركات من إعلانات توظيف ووظائف شاغرة من خلالها.
- شبكة العلاقات بمتخصصي الموارد البشرية والموظفين: إن تكوين شبكة علاقات قوية مع متخصصي الموارد البشرية، يُعدّ أحد أكثر المصادر فاعلية لمعرفة احتياجات سوق العمل، فبسهولة تتمكن من التعرف إلى التخصصات والوظائف الأكثر طلباً والأعلى سعراً. فهي أمور يتعامل معها متخصص الموارد البشرية يومياً، ومن خلال هذه المعلومات يمكن أن يرشحك للوظيفة الأنسب، التي تلائم خبراتك ومهاراتك. سيساعدك كذلك وجود تواصل مستمر مع مجموعة من الموظفين في مجالات مماثلة تبحث عنها.
- فهم احتياجات السوق
بعد أن تعرفت إلى المصادر الرئيسية لمعرفة احتياجات سوق العمل، تحتاج إلى إدراك أهم السبل، التي ستعينك على فهمه وتحقيق احتياجاته، وتحديد خطوتك التالية، وهي كالآتي:
- حدد حجم الطلب على الوظائف: من خلال تحديد حجم الطلب على مجال العمل المستهدف، ستحصل على نظرة أولية لاحتياجات سوق العمل، ومؤشر رئيسي على في اختيار التخصص الأمثل لك، فالتخصصات التي يحتويها المجال الواحد متعددة. ويفضل السعي نحو التخصص الذي ترغب فيه ويحتاج إليه سوق العمل.
- قارن بين معدل رواتب الوظائف: إن ارتفاع معدل الرواتب لوظيفة ما، يشير إلى زيادة الطلب على التخصص وقلة المرشحين في السوق. راقب معدل زيادة الرواتب خلال الفترات السابقة، وتأكد ما إن كان معدل الزيادة ثابتاً أو متزايداً، إذ يساعدك ذلك على النظر إلى مستقبل الوظيفة المستهدفة من ناحية الأمان الوظيفي.
- حدد المهارات المطلوبة: تُعدّ المهارات من أهم العوامل التي يطلبها سوق العمل، فتجدها في الإعلانات الوظيفية عناصر رئيسية. وسيمكّنك إدراكها من خلال المقارنة بين حالتك الحالية مرشحاً لديه عدة مهارات، وبين الحالة المثالية التي يبحث عنها السوق، لتعمل بعد ذلك على تحسين مهاراتك الضعيفة والضرورية في سوق العمل، وإتقان المهارات التي تنقصك.
وهناك صنفان من المهارات بالسوق، وهما: مهارات عامة تحتاج إليها جميع الأعمال بمختلف المجالات، مثل: مهارة إدارة الوقت، والعمل في فريق، ومهارة التواصل الفعال، ومهارات الكتابة الأساسية والتحليل والتفكير الإبداعي، ومهارات تخصصية تنتمي إلى مجالات محددة، مثل مهارة إتقان إحدى لغات البرمجة في وظائف تطوير البرمجيات، ومهارة تصميم الجرافيك أو الرسم الرقمي في مجال التصميم. - عيّن المؤهلات الرائجة: تمثل المؤهلات مجموعة من المميزات، التي تجعلك أكثر استحقاقاً للوظيفة، وهي إما أن تكون شهادات أكاديمية أو تخصصية، أو خبرات عملية. ستتمكن من تحديد المؤهلات الرائجة، من خلال استعراض الوصف الوظيفي للوظائف الشاغرة.
هل توجد مؤهلات محددة يحتاج إليها سوق العمل في مجالك وضرورية لاتخاذ قرار التوظيف؟ إذا كانت الإجابة بنعم، حدد حينها طرق الحصول على هذه المؤهلات، وتأكد من أنها طرق معتمدة دولياً وموثقة بشهادة تثبت حصولك عليها.
