يعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أهم المجالات التقنية التي تشهد تطورًا مُتسارعًا في السنوات الأخيرة. حيث يركّز هذا المجال على تطوير أنظمة تكنولوجية تُحاكي القدرات العقلية البشرية، مثل التعلم، والتفكير، واتخاذ القرارات، والتعامل مع البيانات، وذلك بهدف إيجاد حلول مُبتكرة للتحديات التي تواجه مختلف القطاعات.
إمكانيات الذكاء الاصطناعي
يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات تقريباً، حيث يمكن أن يساعد في مراقبة الحوادث وحالات الخلل في الإنتاج الصناعي، وتوقع اخطاء طواقم الصيانة، وتقدير حجم الطلبات على المنتجات في البيع بالتجزئة والمساعدة في تطوير دواء جديد في مجال الرعاية الصحية.
وتتضمن بعض حالات استخدام الذكاء الاصطناعي البسيطة نسبياً والتي يمكن تطبيقها على الفور كتابة واختبار التعليمات البرمجية، مما يسهم في زيادة مرونة المطورين وإطلاق خدمات ومنتجات جديدة بشكل أسرع. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تقديم الخدمات للعملاء بعدة لغات مما يتيح للقائمين على خدمة العملاء التواصل بفعالية مع العملاء الذين قد لا يتحدثون اللغة الأساسية للشركة. كما يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ترجمة العقود ووثائق الشركات الأخرى بدقة. ويمكن للذكاء الاصطناعي، على المدى المتوسط، تسريع الحد من التكاليف في مجالات مثل الامتثال وإدارة المخاطر والأمن.
التحديات القانونية والأخلاقية
يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على كمية هائلة من البيانات المدخلة عالية الجودة. وفي حال لم يتم تحديد مصادر البيانات الصحيحة فسيواجه نموذج الذكاء الاصطناعي صعوبة بتوقع النتائج بدقة. كما يجب أن تكون جودة البيانات عالية ومتوافرة بكميات كافية، مع ضمان خصوصية البيانات وأمنها واستخدامها الأخلاقي.
وبحسب كانديد ويست، نائب رئيس أبحاث الحماية السيبرانية في أكرونيس: "تتزايد الاعتبارات التنظيمية والأخلاقية حيث بدأت العديد من البلدان في وضع مسودة قواعد يجب اتباعها. وفي ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتطور الاعتبارات التنظيمية والأخلاقية. مما يحتم على الشركات التعامل مع هذه الجوانب لتجنب المخاطر القانونية ومخاطر السمعة."
وبحسب دراسةأجرتهاكلاوديرا أعرب أكثر من ثمانية من كل عشرة (84%) من المسؤولين عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية الخاصة بالبيانات وإدارتها، عن مخاوفهم بشأن مشاركة البيانات مع أطراف أخرى بهدف التدريب أو الضبط الدقيق لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يشير إلى تصور بيئة شبيهة بالغرب المتوحش لا تزال غير مروضة بما يتعلق الأمر بخصوصية البيانات وأمنها والالتزام بالقوانين الناظمة لها. كما يعتقد جميع المشاركين في الدراسة تقريباً (95%) أن التحكم الكامل في البيانات أثناء تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي هو عامل حاسم في الثقة في مخرجات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية
بالرغم من كل التحديات التي ذكرناها سابقاً يوفر الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لتحقيق المزيد من الكفاءة، وبالتالي يمكن أن يقلل من التكاليف الإجمالية على المدى الطويل.
ويؤكد أحمد شاكورا، نائب رئيس المجموعة للأسواق الناشئة بشركة كلاوديرا: أنه: " يمكن للشركات من خلال الاستفادة من جميع البيانات المتاحة عبر أنظمة المؤسسة ونقاط الاتصال المتعددة عبر الإنترنت، وضع رؤية شاملة للعملاء تساعدها على دفع نمو الأعمال بشكل استراتيجي."
