«مؤتمر سلام» ناقص

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين
2

إذا كانت الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني تزداد تعقيداً مع الإصرار على المضي فيها رغم خسائرها الهائلة وعجز الجيش الأوكراني عن تحقيق أي إنجاز ميداني، بل والحديث عن «هزيمة محتملة» إذا لم يصله المدد العسكري الأمريكي، وإذا كانت المكابرة في رفض الجلوس على طاولة المفاوضات لا تزال سيدة الموقف في كييف والعواصم الغربية، فإن قرار سويسرا استضافة مؤتمر للسلام يومي 15 و16 يوني/ حزيران المقبل، تلبية لطلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يأتي في إطار الجهود الدولية لإطلاق عملية سلام و«تطوير تفاهم مشترك بين الدول المشاركة بهدف تحقيق سلام عادل وشلمل في أوكرانيا» حسب الحكومة السويسرية.

وإذا كان عدد الدول التي ستشارك يتراوح بين 80 و100 دولة، وإذا كان المؤتمر «يحظى بدعم عالمي لإطلاق عملية السلام»، كما تقول سويسرا، إلا أنه وفق الظروف والآليات التي يعقد فيها يبدو أشبه بكرسي ناقصة إحدى أرجله، وبالتالي تحتاج إلى رجل رابعة كي تكون ثابتة،لأن تغييب روسيا باعتبارها الرجل الرابعة للكرسي فإن المؤتمر لن يكون أكثر من مؤتمر تشاوري، ولن يكون قادراً على اتخاذ أي قرار يطلق حواراً فعلياً أو مفاوضات جدية.

إن إبعاد روسيا عن المؤتمر، وهي المعنية بمناقشاته وقراراته ونتائجه، لا يعبّر عن جدية في التوصل إلى حل، إلا إذا كان المقصود تحويل المؤتمر إلى منتدى لعرض المواقف وحشدها ضد روسيا في إطار الضغوط التي تسعى إليها الدول الغربية.

لذلك لن تشارك روسيا في المؤتمر، لأن أية جهود دولية لا تأخذ موقفها في الاعتبار محكوم عليها بالفشل. وقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المؤتمر هو صناعة أمريكية و«يقف وراءه الديمقراطيون الذين يريدون صوراً ومقاطع فيديو لحدث كهذا».

يعتقد الرئيس الأوكراني أن العدد الكبير من قادة الدول الذين سيشاركون في المؤتمر، ومن بينهم قد يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يشكل ضغطاً على موسكو بما يجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات وفقاً لشروطه العشرة التي كان أعلنها من قبل، ومن بينها انسحاب القوات الروسية واستعادة وحدة الأراضي الأوكرانية.

سويسرا التي تستضيف المؤتمرمقتنعة بأهمية مشاركة روسيا، رغم أنها تحاول المواءمة بين هذه الأهمية والمواقف الغربية المعارضة، فإن وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس يدعو إلى الاتفاق على دعوة روسيا، «فهناك وجهات نظر مختلفة في العالم حول الدور الذي يجب أن تلعبه روسيا في هذه العملية»، لكنه يؤكد أنه «لا بديل عن مشاركة روسيا في الحل السلمي، ومن المستحيل عقد مؤتمر سلام من دون روسيا الاتحادية».

الصين التي كانت تقدمت بمبادرة سلام من 12 نقطة ورفضتها الدول الغربية لم تحدد موقفاً، لكن من غير المرجح أن توافق على المشاركة من دون روسيا، فقد أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في بكين يوم الثلاثاء الماضي أن الصين «تدعم عقد اجتماع دولي في الوقت المناسب تعترف فيه كل من روسيا وأوكرانيا، ويمكن لجميع الأطراف المشاركة فيه على قدم المساواة ومناقشة جميع حلول السلام بشكل عادل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xs36k2k

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"