عادي
تراجع عن الاستقالة ودعا إلى إجراء تفكير جماعي بشأن الاستقطاب السياسي

سـانشيز يقـرر البقـاء فـي منصبـه رئيسـاً لـوزراء إسـبانيـا

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
سانشيز خلال إدلائه ببيان يعلن فيه بقاءه في منصبه

أنهى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز،أمس الاثنين، تعليق عمله الذي استمرّ خمسة أيام، بإعلانه أنّه قرّر البقاء على رأس الحكومة رغم «حملة التشهير» التي يتهم المعارضة اليمينية بشنّها وكان آخر فصولها برأيه، فتح تحقيق قضائي في حق زوجته. كما نفى أيّ «حسابات سياسية»، فقد دعا البلاد إلى إجراء «تفكير جماعي» بشأن الاستقطاب في إطار الحياة السياسية، من أجل منع «التضليل من توجيه النقاش السياسي». وقال: «إمّا أن نقول يكفي، وإلّا فإنّ تدهور الحياة العامّة سيؤثر في مستقبلنا ويديننا كدولة».

وفي خطاب استمرّ تسع دقائق ألقاه من على درجات قصر مونكلوا، المقر الرئيسي للحكومة الإسبانية، قال سانشيز البالغ من العمر 52 عاماً والذي يتولّى السلطة منذ العام 2018: «لقد قرّرت الاستمرار» على رأس الحكومة. وكان رئيس الوزراء الاشتراكي قد التزم الصمت منذ إعلان محكمة في مدريد الأربعاء، فتح تحقيق أولي بتهمة «الفساد» و«استغلال النفوذ» ضدّ زوجته بيغونيا غوميز. وكتب رسالة من أربع صفحات وجّهها إلى الإسبان وأوضح فيها أنّه يفكّر في الاستقالة لحماية أسرته. وفي خطوة غير مسبوقة، علّق سانشيز كلّ أنشطته منذ الأربعاء، على الرغم من أنّه كان من المقرّر أن يُطلق مساء الخميس حملة الانتخابات الإقليمية التي ستجري في كاتالونيا في 12 أيار/ مايو. وتحمل هذه الانتخابات أهمية على المستوى الوطني، حيث يأمل حزبه من خلالها في طرد الاستقلاليين من السلطة. وفي هذه الأثناء، تجمّع آلاف من أنصاره السبت أمام مقرّ الحزب الاشتراكي في مدريد، حيث هتفوا «بيدرو ابق!» لمطالبته بعدم مغادرة منصبه.

وفُتح تحقيق ضدّ زوجة بيدرو سانشيز بناء على شكوى تقدّمت بها جمعية «مانوس ليمبياس» (الأيادي النظيفة)، وهي مجموعة تعتبر قريبة من اليمين المتطرّف. وبحسب ما ذكر موقع «إل كونفيدانسيال»، يركزّ التحقيق على صلات لزوجة سانشيز بمجموعة السياحة الإسبانية «غلوباليا» مالكة شركة الطيران «اير يوروب»، في وقت كانت تُجري الأخيرة محادثات مع الحكومة للحصول على مساعدات في مواجهة الانخفاض الكبير في الحركة الجوية الناجم عن جائحة كوفيد. وتلقت «اير يوروب» 475 مليون يورو في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، من صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يهدف إلى دعم الشركات الاستراتيجية التي تواجه صعوبات بسبب الأزمة الصحية. لكنّ عشرات الشركات الأخرى استفادت بعد ذلك من هذه المساعدات، بما في ذلك منافسيها (أيبيريا وفويلينغ وفولوتيا...). والخميس، طلب الادعاء حفظ التحقيق، فيما اعترفت جميعة «مانوس ليمبياس» بأنّ شكواها استندت فقط إلى تقارير صحفية. غير أنّ القاضي المسؤول لم يكشف بعد عن نواياه. وفي الرسالة المطوّلة التي نشرها على منصة «إكس» الأربعاء، قال سانشيز: إنّه يريد من خلال الشكوى المقدّمة ضدّ زوجته، أن يشير إلى مثال جديد لحملة زعزعة الاستقرار التي يشنّها ضدّه «تحالف المصالح اليمينية واليمينية المتطرّفة» الذي «لا يقبل حكم صناديق الاقتراع». ومنذ وصوله إلى السلطة قبل ستة أعوام، كانت شرعية الزعيم الاشتراكي موضع شكّ دائم من قبل اليمين واليمين المتطرّف، اللذين لم يغفرا له أبداً أنّه وصل إلى السلطة عبر اليسار المتطرّف والأحزاب في إقليمي الباسك وكاتالونيا، وذلك في إطار عدم الرضى على سياسة سلفه المحافظ ماريانو راخوي المُثقل بفضائح الفساد. وفي الأشهر الأخيرة، شهد السياق السياسي توتراً أكبر، بعدما تمكّن بيدرو سانشيز الذي حلّ في المركز الثاني في انتخابات 23 أيار/ مايو بعد منافسه المحافظ ألبرتو نونيز فيجو، من العودة إلى السلطة بفضل دعم أحزاب انفصالية كاتالونية في مقابل إصدار قانون عفو عن الاستقلاليين المتورّطين في محاولة انفصال كاتالونيا في العام 2017.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhjzjr5z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"