زعامة حقيقية

هنا الشارقة
00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
عيسى هلال الحزامي

* استعدنا شعوراً بالزهو والفخر، وعشنا كل معاني الفرح بالنصر الكبير الذي حققه العين «سفير كرة الإمارات المفوض للتمثيل الدولي» على الهلال السعودي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، إذ توفرت لملحمة الفوز في موقعة الإياب بالرياض كل عناصر الإبهار الكروي، ليس فقط بموجب الحسابات الحرجة للمباراة وقوة المنافس وجمهوره الحاشد، فكل هذه العناصر كانت معلومة سلفاً ومتوقعة، إنما بفضل السياق الدرامي المشوق الذي سارت به أحداث المباراة، فمن دقيقتها الأولى شهدت هدفاً هلالياً مبكراً، أنذر بسيناريو مخيف لإجهاض الأمل العيناوي، لكن بطل الإمارات كان على موعد جديد مع التاريخ، واستطاع ببسالة لاعبيه أن ينتزع بطاقة التأهل للنهائي القاري، مؤكداً أنه زعيم بحق عندما تشتعل حسابات الزعامة، وزعيم بجدارة عندما تتأزم الأمور وتقتضي جرأة وعزماً وجسارة.

* هكذا يكون التمثيل الدولي المشرف، وهكذا تندمج كل أطياف الجمهور لتكون ائتلافاً وطنياً خلف ممثل الدولة، كما لو كان الفريق هو المنتخب بكل ما يستدره من مشاعر الانتماء والولاء، وهي حالة جسدها العين مراراً..عندما حقق اللقب الآسيوي في 2003، وعندما وصل إلى الدور النهائي للبطولة نفسها مرتين في 2005 و2016، وعندما بلغ نهائي مونديال الأندية في 2018 وصيفاً لريال مدريد، ولذا كنا معه قلباً وقالباً، وهو يجتاز منافسيه برشاقة واحداً تلو الآخر في دور المجموعات بالعلامة الكاملة، وفي دور الثمانية وهو ينتصر على النصر بقيادة رونالدو، ثم مؤخراً بدور الأربعة وهو يكسر الأرقام القياسية للهلال في «موقعة الزعيمين».

* لقد كانت حالة من حالات التفوق الجماعي للاعبي الفريق ككل، ومع ذلك تجلت نجومية فردية تمثلت في جدية القيادة من «الكابتن» بندر الأحبابي، وصلابة ومناعة خالد عيسى «جبل حفيت» في حراسة المرمى، والمهارة الاستثنائية للمهاجم الهداف سفيان رحيمي، وأعتقد أن الأرجنتيني كريسبو ببصمته الفنية دحض عملياً كل الانتقادات التي طالته من أصحاب النظرة الضيقة في تقييمه، ولسوف تبقى في الذاكرة تلك الصورة الجميلة لاحتفاء الجمهور السعودي بجمهور العين بعد المباراة، التي أراها تتويجاً للحالة المثالية التي كان عليها الإعلام الواعي في البلدين، إذ بلورا محبتهما عملياً وأنهما عينان في رأس واحد.

* إنها «زعامة حقيقية»، ويكفي أنها أحيت الطموح الآسيوي عند فرقنا الغارقة في المحلية، وإن شاء الله تتجدد الفرحة يوم 25 مايو المقبل، ونحتفل باللقب على حساب يوكوهاما مارينوس الياباني على استاد هزاع بن زايد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3f8px67z

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"