عادي

«مالمو» يناقش الصحة النفسية للعاملين بصناعة السينما

19:27 مساء
قراءة 3 دقائق
القاهرة: حسام عباس
عقد مهرجان مالمو للسينما العربية، جلسة نقاشية تحت عنوان «تحديات الصحة النفسية داخل مجال صناعة الأفلام» وشارك فيها مينا النجار، الممثل المصري ومؤسس ميدفست مصر، ولويز جوهانسون، ممثلة Sane Cinema، خبيرة في الصحة العقلية وصناعة الأفلام، والممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات التي قدمت عدة أدوار معقدة في السينما والتلفزيون والمسرح.
وقال مينا النجار إنه سعيد بالتعاون مع المهرجان في إثراء النقاش حول الصحة النفسية للعاملين في المجال الفني ومناقشة القلق المتعلق بالعملية الإبداعية والتحديات التي يمر بها المبدع بها المبدع سواء ضغوط، أو مشكلات تواجه العملية الإبداعية في كل مراحلها، أثناء الإعداد أو التنفيذ أو وقت العرض.
وأشار إلى أن الصناعة نفسها والنقابات والمنتجون والمخرجون عليهم مسؤولية كبيرة تجاه الصحة النفسية للعاملين معهم، إضافة إلى المسؤولية الشخصية تجاه توازن الإنسان وتعامله مع نفسه، مشيراً إلى أن مهرجان ميدفست، سيتناول العديد من النقاشات حول نفس الأمر.
وأضاف أن نوعية الدعم النفسي للعاملين في الصناعات الإبداعية، تختلف عن المقدمة للأشخاص العادية، خاصة أن العاملين في مجال صناعة الإبداع لديهم ضغوط ومشكلات تكون مختلفة عن الإنسان العادي، لأنهم لا يتعرضون لنفس المسؤولية والصعوبات، ففي وطنا العربي لا يوجد الشخص الذي يعد همزة الوصل بين المخرج مثلاً والممثل والذي يكون ضمن أدواره ضمانة عدم تعرض الممثل لضغط نفسي وعصبي شديد من جراء طبيعة العملية الإبداعية، أو أن يضمن عدم تعرض المبدعين لضغط شديد قد يؤثر في حالته النفسية.
وأشار إلى أن الفنان في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، يتعرض لضغوط مضاعفة من خلال التعليقات والانتقادات وأحياناً التنمر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الماضي يؤثر بشكل كبير في حاضر الإنسان دون أن يفهم سبب الشعور الذي يشعر به الآن، لكن بالعودة إلى هذا الماضي والنبش بداخله نعرف ماذا حدث وسبب هذا التأثر، هذا يحتاج إلى شجاعة كبيرة، ويحتاج إلى فهم وخبرة الطبيب النفسي الذي يعرف كيف يخرج أحداث الماضي المدفون.
وتذكر النجار ما قالته الفنانة سلوى محمد علي خلال جلسة ميدفست في دمنهور: «لا يوجد شخص يستطيع أن يعرف تحديداً المشاعر التي يشعر بها في اللحظة الحالية، فالأمر ليس كالتمثيل».
وقالت الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات خلال الجلسة إن هناك خطوات للحفاظ على الصحة النفسية للإنسان، مؤكدة أن التخوفات موجودة حتى الآن في التصريح بالعلل النفسي، فقد يعلن الإنسان عن إصابته بأي مرض، لكن المرض النفسي لا يزال يخشى الناس الحديث عنه وكشف عن الإصابة به، مضيفة أن هناك كتيب إرشادات للحفاظ على الصحة النفسية وهو مفيدة بشكل كبير.
وتحدثت عن فترة الإحباط التي مرت بها، لكنها لم تكشف عنها حتى لأقرب أصدقائها، حتى أنها اعتذرت لهم عن الظهور معهم في بودكاست، متعللة بعدم قدرتها على التحرك من على السرير، دون أن تشرح لهم أن الأمر نفسي وليس عرضاً ما.
وأضافت: «بصفتي ممثلة صنعت مشوارها في المجال أرى أننا نتعرض لضغوط وصعوبات، ونواجه الكثير من الطاقة السلبية، في البداية لم أكن أستطيع مواجهاتها وكنت دائماً محبطة، لكن حالياً بعد استيعابي، قررت ألاّ أدع الطاقة السلبية تؤثر في، و أصبحت فخورة بكوني هادئة و أستوعب الأمور وأستطيع تجاوزها مع الحفاظ على سلامتي النفسية ودون أن أضع نفسي تحت ضغوط لا أستطيع تحملها».
وقالت لويز جوهانسون، خلال الجلسة إن الضغط والمقارنة بين الآخرين أكثر ما يعانيه العاملون في الصناعات الإبداعية في مجال الفن سواء ممثلون أو خلف الكاميرا، مؤكدة أن هناك الكثير من العاملين في مجال السينما خاصة تلك التسجيلية الوثائقية وتحديداً العاملين في مجال المونتاج ممن يقضون أوقاتاً طويلة يعملون مع المحتوى الذي تم تصويره يعتقد أنهم يحتاجون إلى الدعم النفسي للحفاظ على صحتهم النفسية أكثر من غيرهم.
وعلقت الفنانة بشرى، والتي كانت من ضمن الحضور، على أهمية وجود طبيب نفسي في موقع تصوير الأعمال الفنية لتخفيف الضغط على الممثلين ومساعدتهم على تقديم المشاعر الحقيقة للشخصية، إضافة إلى المساعدة على التخلص من الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الممثل، كونه يلعب كل الأدوار في حياته، مشيرة إلى أن الممثل في أماكن التصوير لا يمثل فقط وإنما دائماً يقوم بأدوار ومهام ليست من مهامه، لذلك يجب أن يكون هناك طبيب نفسي داخل موقع التصوير.
وأضافت: «الفنان عليه ضغوط شديدة في مجال العمل ولا يستطيع التعبير عن سخطه تجاه البعض أو تجاه المواقف التي يتعرض لها، وعليه استيعابها، ولا يظهر ضجراً، وعليه التعامل مع أشخاص لا يريد التعامل معهم، إضافة إلى تعرضه للتنمر من الكثير من الناس سواء العاملون معه في نفس المجال أو من الصحافة أو غيره».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3mh3kr46

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"