عادي
أبوظبي ودبي ضمن الـ 20 المتصدرة عالمياً

الإمارات.. الأولى إقليمياً في تطوير المدن الذكية

23:25 مساء
قراءة 6 دقائق
دبي: حمدي سعد

تتصدر دولة الإمارات إقليمياً على مستوى الاستثمار في المدن الذكية والنظم المرتبطة بها مثل: شبكات الاتصالات وأنظمة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ومراكز البيانات، فيما وضعت مبادرات المدن الذكية في أبوظبي ودبي ضمن المدن العالمية المتقدمة في هذا المجال.

ويصل حجم الاستثمار في مشاريع المدن الذكية إلى نحو 185 مليار درهم (50 مليار دولار) بحلول عام 2025 في الإمارات والسعودية، وفقاً لشركة «فروست آند سوليفان» للدراسات السوقية، في الوقت الذي واصلت فيه أبوظبي ودبي تصدر مُدن المنطقة وشمال إفريقيا في مؤشر المُدن الذكية 2023 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية.

وفقاً لمؤشر المُدن الذكية 2023، جاءت أبوظبي في المركز ال 13 بينما نالت دبي المركز ال 17 عالمياً، لتحتفظ المدينتان بصدارتهما الإقليمية للمؤشر، كما احتفظتا بوجودهما ضمن المدن ال 20 الكبار عالمياً على المؤشر للإصدار الرابع على التوالي.

  • جودة الحياة

ووفقاً لشركة «جارتنر» العالمية، فإن المدن الذكية مصممة لتحقيق جودة حياة مستدامة تتمحور حول الإنسان من خلال إنشاء نظام بيئي حضري ذكي، لمواجهة التحديات الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط الاجتماعية والتغير المناخي، من خلال تطبيق استراتيجيات رقمية من خلال رؤى مستندة إلى البيانات.

وتضيف «جارتنر»: يمكن الاستفادة في المدن الذكية من تنسيق البيانات وتبادلها؛ إذ يعد ذلك عاملاً مهماً في العديد من المدن في الاقتصادات الناشئة التي تقوم ببناء بنى تحتية جديدة ومناطق سكنية جديدة وقطاعات ومناطق صناعية جديدة.

7 اتجاهات من وجهة نظر «تشات جي بي تي»

عندما نتحدث عن المدن الذكية، لا بد من السماع لوجهة نظر الذكاء الاصطناعي، وهذا ما قاله «تشات جي بي تي» رداً على سؤال «الخليج»: توجد بعض الاتجاهات المحتملة لمستقبل المدن الذكية أهمها:

  1. تكامل التكنولوجيا الذكية: من المتوقع أن تزداد المدن استخداماً لتكنولوجيا إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة لتحسين تجربة الحياة وإدارة الموارد بشكل أكثر فاعلية.
  2. النقل الذكي: ستشهد المدن الذكية توسعاً في استخدام وسائل النقل الذكية مثل السيارات الكهربائية والمشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي لتخفيف حركة المرور وتحسين النقل العام.
  3. الاستدامة البيئية: ستكون المدن الذكية مركزاً للابتكار في مجال الاستدامة، مع التحول نحو الطاقة النظيفة وإدارة الموارد بشكل أكثر فاعلية للحفاظ على البيئة وتقليل الآثار البيئية السلبية.
  4. التفاعل المجتمعي: يمكن أن تُسهم التقنيات الذكية في تعزيز التواصل والتفاعل بين السكان والحكومات المحلية، ما يُسهم في بناء مجتمعات أكثر تلاحماً ومشاركة.
  5. التحول الرقمي للخدمات الحكومية: ستتبنى المدن الذكية أنظمة حكومية رقمية متكاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير الخدمات العامة بشكل أكثر كفاءة وشمولية.
  6. الأمان والخصوصية: سيكون التركيز على توفير الأمان السيبراني وحماية خصوصية البيانات مهماً جداً في تطوير المدن الذكية، خاصة مع زيادة استخدام التكنولوجيا ووجود البيانات الحساسة عبر الشبكات.
  7. التنمية الاقتصادية: من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، يمكن للمدن الذكية أن تصبح محركاً للتنمية الاقتصادية؛ حيث توفر فرص عمل جديدة، وتعزز الابتكار والريادة في مختلف القطاعات الاقتصادية. ,من المؤكد أن التطورات التكنولوجية والاجتماعية ستستمر في تحديد شكل وطابع هذه المدن في السنوات القادمة.
  • رفاهية الإنسان

وتوضح الدكتورة هاربر يتسيث، رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة «هيريوت وات دبي»، أن حجم الاستثمار في مشاريع المدن الذكية يتوقع أن يصل إلى نحو 185 مليار درهم «50 مليار دولار» بحلول عام 2025 في دولة الإمارات والسعودية، وفقاً لشركة «فروست آند سوليفان» للدراسات السوقية، فيما وضعت مبادرات المدن الذكية في أبوظبي ودبي ضمن المدن العالمية المتقدمة في هذا المجال.

وأضافت هاربر يتسيث، يتجلى التزام الإمارات بالتقدم التكنولوجي في نشرها للبنية التحتية الذكية، بما في ذلك المراقبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة النقل العام الفعالة، وشبكات الطاقة الذكية، وتتصور رؤية الإمارات 2021 تحويل المدن إلى مراكز ذكية ومستدامة ومترابطة.

ويعد التركيز على الشبكات والبنية التحتية أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذه الرؤية، الأمر الذي يتطلب استثمارات كبيرة لوضع الأساس لتطوير المدن الذكية في دولة الإمارات.

وأوضحت أنه تم تخصيص موارد مالية كبيرة لإنشاء بنية تحتية قوية وشبكة اتصالات سلسة، مع التأكيد على الدور الرئيسي للاتصال في تحقيق الأهداف المحددة في الرؤية. على سبيل المثال، تتقدم دبي نحو أن تصبح واحدة من أكثر المدن تقدماً على مستوى العالم، حيث أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي استراتيجية رقمية بقيمة 1.6 مليار درهم للفترة 2023-2030، تشمل 82 مبادرة تهدف إلى تعزيز مختلف جوانب المدينة.

ولا تعمل هذه المبادرات على الارتقاء بتجربة المواطن فحسب؛ بل تضع دولة الإمارات أيضاً كدولة متطورة في المشهد العالمي لتطوير المدن الذكية. ويعد دمج التقنيات الذكية في التخطيط الحضري بمنزلة شهادة على التزام الدولة بتعزيز الابتكار وإنشاء مدن مستدامة ومرنة للمستقبل.

وتستخدم المدن الذكية مجموعات بيانات واسعة النطاق من مصادر متنوعة لتبسيط تخطيط البنية التحتية وتصميمها. ومن خلال دمج أدوات التحليل والمحاكاة المتطورة.

وتشير هاربر يتسيث، إلى أن المسار نحو المدن الذكية هو عملية ثابتة، ومن خلال الحوكمة الماهرة، والابتكار التكنولوجي المستمر، والتركيز على رفاهية المواطنين، تعمل دولة الإمارات على إنشاء مخطط لا مثيل له لتطور المدن الذكية. تُظهر المساعي الطموحة للمدن الذكية في الدولة التقدم الكبير الذي يمكن تحقيقه عندما يتم التكامل بسلاسة بين الحوكمة الحكيمة والابتكار السريع والالتزام برفاهية الإنسان.

الصورة
  • دفع عجلة التطور

وقال عمار طبا، نائب رئيس «هواوي» للعلاقات الإعلامية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: شهد تطور التكنولوجيا عالمياً نمواً ملحوظاً على مدار العقد الماضي؛ حيث يتوقع أن تصل قيمتها السوقية إلى 9.5 تريليون دولار عام 2030.

واستناداً للتوقعات بأن يعيش 80 % من سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول 2050، تزداد قيمة الفرص المرتبطة بإنشاء مدن ذكية ومستدامة، حيث من المتوقع أن يصل سوق المدن الذكية العالمي إلى حوالي 873.7 مليار دولار بحلول عام 2026.

وفي إطار التزامها بتبني ونشر التكنولوجيا المتطورة لدفع عجلة التطور الاجتماعي والاقتصادي، تقدمت الإمارات 5 مراكز على المستوى الدولي في مجال التكنولوجيا والابتكار حسب تقرير التكنولوجيا والابتكار 2023، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة، ما يعزز مكانتها الدولية على خريطة التكنولوجيا والابتكار وريادة المسارات المستدامة نحو المستقبل الرقمي، وفي مقدمتها إنشاء المدن الذكية التي باتت مدينة «مصدر» أيقونتها العالمية.

ويوضح طبا، أن مميزات المدن الذكية لا تقتصر على عوامل الأمان؛ بل تعد منظومة متكاملة للتواصل بشكل أفضل والحصول على خدمات رقمية متطورة تعزز جودة الحياة برفع مستوى كفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية.

وتستفيد المدن الذكية كذلك من التكنولوجيا الحديثة في تعزيز البنية التحتية الفعالة وكفاءة الشبكات السلكية واللاسلكية الذكية، واستخدام الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، والتعامل مع البيانات الضخمة وتحليلها. وتُسهم المنصات والتطبيقات الرقمية في الارتقاء بالخدمات العامة والوصول بسهولة إلى الخدمات الحيوية.

وقال طبا: على ضوء حرصها على تحفيز الابتكار وتمهيد الطريق لمستقبل رقمي مستدام، تواصل الإمارات استثماراتها الضخمة في المدن الذكية، وتعزيز تنافسيتها عالمياً في هذا المجال، وتعمل الدولة على ضمان استمرارية نشر أحدث التقنيات وتسخيرها لصالح التنمية المستدامة.

ويشير طبا إلى أن تقنية الجيل الخامس 5G تعد من أهم مقومات المدن الذكية نظراً لما تمتلكه من قدرات أقوى على مستوى السرعة وزمن الاستجابة وعدد نقاط الاتصال، تدعم من خلالها الخدمات المتطورة والمستدامة التي تستهدفها المدن الذكية.

وأضاف طبا، سيأذن بدء التشغيل التجاري لشبكات الجيل الخامس المطوّرة 5.5G في 2024 لزيادة التقارب بين الشبكات والذكاء الاصطناعي المدمج بقدرات الحوسبة السحابية لفتح المجال أمام إطلاق تطبيقات وحلول جديدة متطورة تضفي قيمة جديدة على المدن الذكية.بنية تحتية ذكية

بدوره قال حيدر نظام، رئيس شركة «زوهو» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: لقد عززت دبي مكانتها مركزاً إقليمياً وعالمياً بصفتها مدينة ذكية عبر سجل قوي وحافل بالابتكار والاستثمار في التقنيات الذكية، مدفوعة بالاستثمار الحكومي، ومبادرات التحول الرقمي، والتبني المتزايد للتقنيات الناشئة. لقد شهدنا طرح تقنيات جديدة من قبل دبي مثل اختبار سيارات الأجرة ذاتية القيادة، والاستعداد لتبني شبكة الجيل السادس، إلى جانب الاعتماد المتزايد للتقنيات الرقمية في القطاعين العام والخاص.

وأضاف نظام: ترسي دبي أساساً قوياً للبنية التحتية الذكية، إلى جانب حرصها الدائم على تجربة واعتماد التقنيات والاتجاهات الحديثة، وتحرص دبي على تشجيع جميع القطاعات فيها للاستفادة من التقنيات الذكية، بما في ذلك التجزئة والنقل واللوجستيات والمؤسسات والمرافق الخدمية وشركات الخدمات الاحترافية. كما تستثمر دبي بتعزيز الاستثمار في الأمن السيبراني الذي يواكب تطورها بصفتها مدينة ذكية رائدة عالمياً.

  • سباق مع الزمن

ودخلت الإمارات منذ سنوات في سباق مع الزمن لتنفيذ بنية تقنية بالغة التطور لتطبيق أنظمة المدن الذكية والمعتمدة بشكل أساسي على بنية قطاع الاتصالات، وجاء الاستثمار في شبكات الجيل الخامس بمنزلة العمود الفقري لهذه البنية، من خلال توفير قدرات وسرعات غير مسبوقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها من القطاعات التقنية الناشئة، والتي ستمثل إضافة نوعية للاقتصاد الإماراتي القائم على المعرفة.

وأسهم توجه دولة الإمارات إلى تطوير مدن تعتمد على الربط التقني المتكامل بين الإنسان والآلة وبين الآلة والآلة وبين الأشياء بشكل عام، كما أسهم مشروع «دبي مدينة ذكية» بشكل خاص، في لعب دور حيوي وكبير في جذب استثمارات تكنولوجية ومعلوماتية كبيرة للدولة متخصصة ومرموقة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.

ويشمل سوق المدن الذكية قطاعات مثل: الرعاية الصحية والنقل والمياه والمساعدة المعيشية والأمن والطاقة، ويختلف تنفيذها من مدينة إلى أخرى، ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل سريع في السنوات المقبلة، مدفوعاً بتجدد اهتمام الصناعات وتوفر التكنولوجيا والمشاركة الشاملة للصناعة.


التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4du7xp7e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"