الانتخابات البريطانية.. التغيير

00:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

على وقع خسارة حزب المحافظين الانتخابات المحلية الأخيرة، أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك بشكل مفاجئ، مساء أمس الأول، إجراء انتخابات عامة مبكرة يوم الرابع من يوليو/تموز المقبل، بعد أن وافق الملك تشارلز على حل البرلمان أواخر الشهر الحالي، وبذلك وضع سوناك حداً للتكهنات حول موعد الانتخابات الجديدة، بعد 14 عاماً من وجود حزب المحافظين في السلطة.

تحديد موعد الانتخابات في هذا التوقيت يحمل مخاطر بشأن حظوظ حزب المحافظين في البقاء في السلطة؛ حيث تشير معظم استطلاعات الرأي إلى تفوق حزب العمال بشكل ملفت بنحو 20 نقطة، ما يعني هزيمة مدمرة للمحافظين، ومع ذلك يأمل المحافظون أن تتغير هذه النسبة إذا ما أجادوا إدارة الحملات الانتخابية التي بدأت للتو.

سوناك بدا متفائلاً، مؤكداً أنه سيكافح من أجل كل صوت لنيل ثقة الشعب البريطاني، وقال: «الآن هو الوقت المناسب لبريطانيا كي تختار مستقبلها»، وقد اختار يوماً يحمل أخباراً اقتصادية جيدة لبريطانيا؛ لحث الناخبين على منح المحافظين فرصة جديدة للحكم، إذ أظهرت الأرقام الرسمية أن التضخم في بريطانيا قد انخفض بشكل حاد إلى 2,3 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ ما يقارب ثلاث سنوات على خلفية الانخفاضات الكبيرة في الفواتير المحلية.

وبدا سوناك متفائلاً في تحسن الوضع الاقتصادي لخدمة أهدافه السياسية، إذ قال: «يمثل اليوم لحظة مهمة للاقتصاد مع عودة التضخم إلى طبيعته.. تنتظرنا أيام أكثر إشراقاً، ولكن فقط إذا التزمنا بخطة تحسين الأمن الاقتصادي والفرص للجميع». أضاف، إن تصويت بريطانيا لحزب العمال «مخاطرة بالعودة إلى المربع الأول».

ويشكل الاقتصاد واحدة من أهم ساحات المعارك الانتخابية؛ حيث عانى الاقتصاد البريطاني الذي يعتبر سادس أكبر اقتصاد في العالم من النمو المنخفض والتضخم المرتفع، ولا يزال يكافح للخروج من الصدمة المزدوجة المتمثلة ب«البريكست» وتداعيات وباء كورونا، وارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الأوكرانية.

زعيم حزب العمال كير ستارمر يحاول استغلال الوضع الاقتصادي في معركة الفوز في الانتخابات، طارحاً شعار التغيير، مشيراً إلى أن بريطانيا «تستحق أفضل من حزب المحافظين»، داعياً المواطنين إلى أن «يقلبوا الصفحة، وإعادة البناء والتصويت لحزب العمال». لكن سوناك اتهم ستارمر بفعل أي شيء للوصول إلى السلطة، وقال: «لا أعرف ما الذي يعرضونه»، وتساءل «كيف يمكن الوثوق بك لقيادة بلادنا؟»

يذكر أن الناخبين البريطانيين يختارون أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 650 عضواً لفترة تصل إلى خمس سنوات، إلا في حال إجراء انتخابات مبكرة، كما هي الانتخابات المقبلة التي تتم قبل حوالي خمسة أشهر من موعدها. والحزب الذي يحصل على الأغلبية في مجلس العموم يشكل الحكومة، ويتولى زعيمه رئاسة الحكومة، وفي حال لم يتمكن من الحصول على الأغلبية يمكن أن يشكل حكومة ائتلافية مع حزب آخر.

هناك ثلاثة أحزاب رئيسية تتنافس في الانتخابات، هي أحزاب المحافظين، والعمال، والديمقراطيين الليبراليين، إضافة إلى أحزاب أخرى، مثل الخضر وحزب استقلال المملكة المتحدة اليميني، والنواب المستقلين.

وإذا كان حزب العمال مطمئناً إلى فوزه، فإن المراقبين يحذرون من الرهان على استطلاعات الرأي الحالية؛ إذ يحتاج هذا الحزب إلى القيام بجهد كبير لبناء الثقة مع الناخبين المسلمين وإقناعهم بالتصويت له بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل، حيث تراجع تأييدهم لحزب العمال في الانتخابات المحلية الأخيرة؛ إذ انخفضت نسبة حصة حزب العمال من الأصوات في هذه الانتخابات 21 في المئة عن العام 2021، وكان هذا الانخفاض يصبّ في مصلحة المرشحين المستقلين.

بدأت المعركة الانتخابية، فهل تتغير بريطانيا؟ بانتظار ما يقوله الناخب البريطاني بعد حوالي 70 يوماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypedffdd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"