عادي

مفاوضات «الصحة العالمية» بشأن الأوبئة تنتهي دون اتفاق

23:41 مساء
قراءة 3 دقائق
مفاوضات «الصحة العالمية» بشأن الأوبئة تنتهي دون اتفاق

جنيف - أ ف ب

انتهت المفاوضات بشأن اتفاق دولي تاريخي ينظم التعامل مع الأوبئة المستقبلية، الجمعة، من دون التوصل إلى نصّ توافقي، رغم إعراب الدول عن رغبتها في مواصلة العمل عليه.

وفي ظل الأضرار التي سببها فيروس كورونا الذي أودى بالملايين من الناس، وعطل الاقتصادات، وأصاب الأنظمة الصحية بالشلل، أمضت البلدان عامين في محاولة التوصل إلى التزامات بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها.

لكن المحادثات لم تكتسب زخماً إلا في الأسابيع القليلة الماضية، مع اقتراب الموعد النهائي المحدد قبل بدء الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع المقبل بمشاركة الأعضاء البالغ عددهم 194 دولة.

وقال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بعد انتهاء المحادثات في جنيف: «هذا ليس فشلاً»،

وحث الدول على اعتبار ذلك «فرصة جيدة للوصول إلى حيث نود أن نكون»، وأضاف: «ينبغي ألا يكون هناك أي ندم، لأنكم بذلتم قصارى جهدكم».

وتنتهي ولاية هيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تدير المحادثات، مع انعقاد جمعية الصحة العالمية الأسبوع المقبل.

ويتعين على هيئة التفاوض الدولية أن تقدم تقريراً إلى الجمعية العامة عن التقدم المحرز، وأن تسأل الوزراء عن الخطوة التالية.

وقال رولان دريس، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض، عند اختتام المحادثات: «وصلنا إلى نهاية مسار متقلب».

وتابع: «لم نصل إلى حيث كنا نأمل أن نكون عندما بدأنا هذه العملية يجب أن ننهي هذا من أجل الإنسانية. نأمل حقاً أن تتخذ جمعية الصحة العالمية الأسبوع المقبل القرارات الصحيحة للمضي قدماً بهذه العملية. وأن نتوصل إلى اتفاق بشأن الأوبئة - لأننا نحتاج إليه».

وسط لي الأذرع والمساومات، واستمرار المحادثات حتى الساعة الثالثة فجراً في الأسابيع الأخيرة، أحرزت المفاوضات تقدماً لكنها لم تفض إلى تجاوز العقبات المتبقية بحلول الموعد النهائي الجمعة.

وقال دبلوماسي شارك في المحادثات: «من الواضح أنها فترة توقف. فمعظم الدول الأعضاء تريد الاستمرار والحفاظ على المكاسب». وأضاف: «لم نصل بعد ذلك إلى النص المطروح على الطاولة. يحتاج الناس إلى الوقت لتعديل مواقفهم. السؤال الكبير هو: ما الذي يتطلبه تقارب الشمال والجنوب؟ الإجابة هي الوقت».

- «نريد مواصلة العملية»

جرت المحادثات خلف أبواب مغلقة في مقر منظمة الصحة العالمية بجنيف حتى الجلسة الختامية. وكانت الخلافات الرئيسية تدور حول قضايا النفاذ والإنصاف: الاطلاع إلى مسببات الأمراض المكتشفة داخل البلدان، والحصول على منتجات مكافحة الأوبئة مثل اللقاحات المستمدة من تلك المعرفة.

والمواضيع الصعبة الأخرى هي التمويل المستدام، ومراقبة مسببات الأمراض، وسلاسل التوريد، والتوزيع العادل ليس فقط للاختبارات والعلاجات واللقاحات ولكن أيضاً لوسائل إنتاجها.

وقال مفاوض إفريقي في المحادثات: «أفضل شيء هو التوصل إلى نص جيد وجامع. وسواء حصل ذلك الآن أو في وقت لاحق لا يهم. ولكن هل تمكنا من التوصل إلى نص جيد اليوم؟ كلا». وتابع: «نريد مواصلة العملية. نريد هذا النص حقاً».

وقالت المفاوضة الأمريكية باميلا هاماموتو: «أنا سعيدة لأن لدينا مسودة نص لإظهار العمل الذي قمنا به معاً».

ولم يعلن عن مسودة الاتفاق المتداولة، لكن وثيقة أظهرت أنه تمت الموافقة على أجزاء كبيرة منها، ولكن لم يوافق على عدد من النقاط.

وقال كبير مستشاري السياسات في منظمة «هيلث أكشن إنترناشونال» خاومي فيدال: «أعتقد أنهم سيقدمون إلى الجمعية إطار المعاهدة: هناك اتفاق على المبادئ والإطار». ويمكن للجمعية بعد ذلك أن تصدر تعليمات لمواصلة المحادثات حتى وقت لاحق من العام.

وقالت إلينت هوين، المحامية في منظمة «قانون وسياسة الأدوية» غير الحكومية: «ربما كان الطموح للقيام بذلك في غضون عامين بمنزلة هدف بعيد المنال، وكانت ستكون أسرع معاهدة للأمم المتحدة يتم التفاوض عليها على الإطلاق».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtk8x74e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"