قال ربيع عطايا، المؤسس والرئيس التنفيذي ل«بيت دوت كوم»، في مقابلة مع «الخليج»: إن سوق العمل في دولة الإمارات، سيسجل نمواً مستمراً، خلال الربع الثاني من 2024، مدعوماً بالزخم الذي شهده السوق في الربع الأول، مع وجود طلب قوي ومستمر على المواهب، ما يعزز التوقعات الإيجابية للسوق في الأشهر المقبلة. وأضاف، يدل النمو المستمر على ثقة المؤسسات والشركات بالبيئة الاقتصادية في الإمارات، وحرصها على الاستثمار في توظيف الكوادر الجديدة.
بشكل عام، يظهر سوق العمل في الربع الثاني من هذا العام، تحركات صحية أكثر، إذا ما قورنت بالربع الثاني من العام السابق، مع توقعات بمواصلة التوسع، ورغم أن النمو لم يصل إلى نفس مستويات الارتفاع الشديد بداية 2023، إلا أنه يمثل زيادة قوية، ومتسقة مع مستوى فرص العمل.
وقال عطايا: يظل سوق العمل في الإمارات ديناميكياً للغاية، مع تحولات كبيرة في قطاعات عدة. وعلى سبيل المثال، يستمر قطاع العقارات في النمو بسرعة، ما يعكس التطورات في السوق العقاري الواسع في جميع أنحاء الإمارات، كما بات قطاع التسويق ومهارات البيع والإعلان جذاباً بشكل متزايد لفئة واسعة من الأفراد، بما في ذلك الخريجون الجدد، والكفاءات الوطنية البارزة، والمحترفون.
- حركة التوطين
وأضاف يوجد حالياً مكون رئيسي يعيد تشكيل سوق العمل في الإمارات، وهو حركة التوطين، التي تشجع توظيف الإماراتيين في القطاع الخاص، وتزيد من مشاركتهم في سوق العمل.
وتعمل هذه المبادرة ليس على تعزيز التوظيف الوطني فقط، ولكن أيضاً على التأكد من تمثيل الإماراتيين بشكل جيد في مختلف القطاعات، خصوصاً في المناصب الإدارية، والاستراتيجية. نلاحظ تركيزاً متزايداً على خلق فرص للإماراتيين حتى في المناصب الأعلى.
ومن وجهة نظر أصحاب العمل، يوجد طلب كبير على وظائف البيع على جميع المستويات، والمهارات المطلوبة الآن تتضمن ليس الخبرة المهنية فقط، ولكن أيضاً فهماً عميقاً للثقافة المحلية، وممارسات الأعمال.
- الفرص المتاحة
وحول طبيعة الفرص الرئيسية المتاحة للخريجين الجدد في القطاعين، الخاص والعام، قال عطايا: في كلا القطاعين، الخاص والعام، هناك فرص كبيرة متاحة للخريجين الجدد، خاصة في قطاعات: التجزئة، والتجارة العامة، واستشارات الأعمال، لتوظيف مواهب جديدة لدمج الابتكار في عملياتها. كما تبقى الفرص في القطاع العام قوية بشكل خاص، في قطاع النفط والغاز، وبشكل عام، هناك طلب قوي على الخريجين الجدد في مختلف الصناعات، لضمان تدفق الأفكار والمهارات الجديدة.
- عوامل تطوّر السوق
ورداً على أهم الأسباب الرئيسية لتقدم أو تراجع سوق العمل في الإمارات، أوضح عطايا: تعتبر العوامل الرئيسية لنمو سوق العمل في الإمارات، هي النمو الاقتصادي القوي، والتنويع الاستراتيجي للصناعات، مثل التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، ومشاريع التطوير. تحفز هذه العوامل بشكل مجتمعي خلق الوظائف، وجذب القوى العاملة الماهرة.
وبالإشارة إلى مدى الطلب على المهارات الرقمية في القطاع الخاص، بيّن عطايا، أنه قد ينبع إدراك التعثر في الأدوار الرقمية داخل القطاع الخاص من عوامل عدة. أولاً، التطورات التكنولوجية السريعة، وتعني أن الطلب على المهارات المتخصصة للغاية يتطور بسرعة أكبر من العرض.
- فرص كبيرة بالرقمية
وعلى الرغم من أن هناك تدفقاً كبيراً من الخريجين الجدد، والداخلين الجدد، إلى سوق العمل، إلا أن متطلبات الأدوار الرقمية - مثل الخبرة في الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وتحليل البيانات المتقدم - قد لا تلبى بعد بالإطارات التعليمية الحالية على نطاق واسع.
وتعزز المبادرات التي تهدف إلى التعليم المهني المستمر ورفع المهارات، القدرة على التحفيز في السوق، لتتماشى مع المشهد التكنولوجي المتغير.
وعن التخصصات الأكثر طلباً في سوق العمل الإماراتي حالياً، قال عطايا: يشهد سوق العمل في الإمارات طلباً كبيراً على وظائف المبيعات المطلوبة بشدة.
وتظل الأدوار التكنولوجية مطلوبة بشكل كبير، بخاصة للمحترفين، الذين يتمتعون بمهارات في الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، وعلوم البيانات، وتطوير البرمجيات.
وردّاً على وجود زيادة في الطلب على الوظائف بدوام جزئي في الإمارات، أوضح أن هناك زيادة في الطلب على الوظائف بدوام جزئي في الإمارات.
- تيسير التوظيف لـ 1.2 مليون
قال ربيع عطايا، المؤسس والرئيس التنفيذي ل«بيت دوت كوم»: «في عام 2023، شهد الموقع نمواً كبيراً، حيث سجل أكثر من 2.5 مليون محترف جديد، وتم استقبال نحو 23 ألف شركة جديدة تبحث عن التوظيف، من خلال الموقع، وتيسير التوظيف بنجاح لنحو 1.2 مليون متقدم للعمل، في مختلف الصناعات وفي عام 2024، قام الموقع باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، لإحداث توافق دقيق بين الباحثين عن عمل، والفرص التي تناسب مهاراتهم الخاصة.
