القاهرة:«الخليج»
أعلنت وزارة السياحة والآثار في مصر، الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بلوحة الأبراج السماوية بسقف معبد إسنا جنوب البلاد، وإعادتها إلى صورتها الأصلية بعد نحو قرنين من الإهمال.
وقالت مصادر أثرية، إن عملية الترميم استغرقت خمس سنوات كاملة، حيث تمكن فريق مكون من 30 مرمماً، من مرممي وزارة السياحة والآثار، وجامعة توبنجن الألمانية من إزالة السخام وترميم علامات الأبراج بسقف المعبد، وإعادة ألوانها الطبيعية إلى الحياة من جديد.
ويعد معبد إسنا الكائن جنوب مدينة الأقصر مباشرة على نهر النيل، أحد أجمل المعابد المصرية التي بنيت في القرن الثاني قبل الميلاد، في عصر حكم الفرعون بطليموس السادس، وقد خصص المعبد لعبادة الأله خنوم إله الخصوبة ومنبع النيل، ويتميز المعبد بسقفه الذي نقشت عليه الأبراج السماوية، إلى جانب نقوش أخرى، مثل أشجار النخيل وزهور اللوتس، وأوراق البردي وعناقيد العنب التي ترمز إلى خصوبة وادي النيل.
ويحمل سقف معبد إسنا 24 عموداً من الأعمدة الرائعة، المزينة بالزخارف الرومانية التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، إلى جانب مجموعة كاملة تضم 12 رمزاً تمثل الأبراج السماوية، التي كانت تستخدم لتزيين المقابر المصرية الخاصة، وهي تشبه إلى حد كبير الرموز الموجودة في علم التنجيم الحديث، إلى جانب رموز أخرى لكواكب مثل المريخ والمشتري وزحل.
وقالت مصادر أثرية إن عملية الترميم الأخيرة كشفت عن نحو مئتي قطعة أخرى في سقف المعبد، كانت محجوبة بسبب الأوساخ والسخام، حيث تظهر القطع الجديدة، الشكل الكامل لدائرة الأبراج، وتظهر النقوش الأخرى لكواكب المشتري وزحل والمريخ، إلى جانب سلسلة من النجوم أو الأبراج التي كانت تستخدم في العصور القديمة لقياس الوقت.
ويمثل إعادة ترميم سقف معبد إسنا، قيمة أثرية كبرى، إذ يعد المعبد إلى جانب معبد دندرة القريب من أجمل المعابد المصرية القديمة، التي تميزت بنقوش الظواهر الفلكية، ويشبه سقف معبد إسنا إلى حد كبير، القبة السماوية التي كانت موجودة في سقف معبد دندرة، وهي القبة التي تمت سرقتها من قبل الفرنسيين، أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ولا تزال موجودة حتى الآن بمتحف اللوفر في باريس.