متاهة المسؤولية في تطوير «العربية»

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

هل ظلّت عبارة الهجمات على اللغة العربية تتردّد في سمعك؟ المهمّ أن تكون قد فكّرت، ولو من باب التسلية، مثلما يفعل العقل العربي، في الشدائد، بحثاً عن الكلمة المناسبة للكلمات المتقاطعة. القضية المستعصية، التي يجب ألاّ تفوتك، ليست قلة المتخصصين في اللغة، فما أكثر العلماء حين تعدّهم، ولكن المشكلة هي أن القرار المصيري في مثل هذه الأمور، سرعان ما يغدو لعبة كرة طائرة، تتقاذفها الأيدي، وتنتهي المباريات دائماً بالتعادل. الخاسر هو لساننا.
يجب أن يكون التحليل موضوعياً، طبقاً للمنهجية السائدة منذ سالف الأوان. هل تتوهم أن أصحاب القرار في العالم العربي هم المسؤولون عن شؤون العربية؟ لو زلّت بك القدم وسألتهم إصدار الأوامر، لكان الجواب المفحم: هل تريد أن يصبح السياسيون لغويين؟ هل بحثتم ودرستم كل شيء، وجئتم بتقرير مفصّل يحتاج إلى توقيع؟ هل يترك الساسة تسيير أعمال دولهم، ويعكفون على محو الأميّة وتطوير التعليم؟ أنتم لا تعرفون حتى أن تطوير تدريس العربية يتطلب تبسيط قواعد اللغة.
ستجزم بأن وزارات التربية هي المأمول: يا سيّدة المدارس والمناهج، المضطلعة بأمانة تنشئة الأجيال على تحقيق ما للأمّة من آمال، كيف الخلاص من تغريز لغتنا في طين الأمّية؟ هل من خلاص، أم لا مناص؟ ستنظر إليك شزراً: ما دخلك في أمور لست بها خبيراً؟ إنّ تطوير تدريس العربية، يتوقف على تبسيط النحو والصرف وفك الارتباط بين النحو والبلاغة؟ لدينا عربية واحدة لاثنين وعشرين بلداً، ولا يستطيع أيّ بلد التصرف على هواه في أسس لغة قواعدها وعلومها لها عروة وثقى لا انفصام لها مع القرآن الكريم. لا بدّ من اتفاق علماء اللغة المخوّلين على أن يتفقوا لحلّ هذه «البعكوكة» التي ليس لها حلاّل. وظيفة وزارات التعليم تدريس المناهج المقرّرة، لا إصدار فتاوى تبسيط القواعد.
ستصرخ مثل أرخميدس: «وجدتها». تنطلق كالسهم، ورجلاك أعلى من رأسك: أيها الأفاضل علماء اللغة، عليكم المعوّل، وكلّكم مخوّل، لم يبق مؤمل غيركم، تطويراً وتبسيطاً، فالمدد المدد. سيبادرونك ساخرين ناصحين: أخطأت المرمى يا هذا. أتروم حرب بسوس بيننا وبين أنظمة التعليم؟ «والفتنة أشد من القتل». ماذا أبقيت للمناهج من رأي في شأن ما يدرّسون؟ لكن، لتسهيل المسائل: ارفع إلى أصحاب القرار مقترحاً بمقتضاه يلتقي اللغويون والتربويون العرب، في مشروع شامل مشترك، يمحو الأميّة ويبسط القواعد ويطور التعليم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الرصافية: ناموا ولا تستيقظوا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6v4fwcsx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"