«سينس ألارت»
على مدى عقود من الزمان، كانت أسطورة تشوباكابرا تأسر خيال الناس وتثير الخوف في المجتمعات بمختلف أنحاء الأمريكتين، ووُصِف تشوباكابرا بأنه مخلوق يمتص الدماء وله مظهر زاحف، وكان موضوعاً للعديد من المشاهدات والحكايات الشعبية.
ومع ذلك، وكما هي الحال مع العديد من المخلوقات الأسطورية، فإن الحقيقة وراء تشوباكابرا قد تكون أكثر ارتباطاً بالعلم منها بالأساطير الخارقة للطبيعة.
وسعى العلماء والباحثون إلى كشف اللغز، وفصل الحقيقة عن الخيال.
ويعود أول رصد لحيوان تشوباكابرا إلى تسعينيات القرن العشرين، وخاصة في بورتوريكو ثم بأجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، وزعم شهود عيان أنهم رأوا مخلوقاً غريباً له عينان حمراوان كبيرتان وأنياب حادة وصف من الأشواك يمتد على طول ظهره.
وأثارت هذه المشاهدات موجة من الذعر والتكهنات، وتراوحت النظريات بين التجارب التي أجراها كائنات فضائية ونظريات المؤامرة التي تبنتها الحكومة، وسرعان ما أصبح تشوباكابرا ظاهرة ثقافية ألهمت الأفلام والكتب وحتى ألعاب الفيديو.
وعلى الرغم من الإثارة المحيطة بتشوباكابرا، يعتقد العديد من الخبراء أن هذا المخلوق ليس كائناً خارقاً للطبيعة بل هو في الواقع حالة من الخطأ بتحديد الهوية. وبالواقع، يمكن أن تُعزى معظم مشاهدات تشوباكابرا المبلغ عنها إلى حيوانات معروفة مثل الذئاب والكلاب أو الحيوانات البرية المصابة بالجرب والتي تعاني من الأمراض.
وحلل علماء الأحياء والحيوان بقايا تشوباكابرا المزعومة وعينات الحمض النووي، ولم يجدوا أي دليل على وجود نوع جديد أو مخلوق غير معروف. بدلاً من ذلك، تشير هذه النتائج إلى خطأ في تحديد هوية الحيوانات الشائعة ذات السمات غير العادية بسبب المرض أو الطفرات الجينية.
وألقت الضوء على مفاهيم علمية مهمة مثل الكائنات الغامضة، والفولكلور، والمعتقدات الثقافية، ويعكس الانبهار بالمخلوقات الأسطورية مثل تشوباكابرا فضولنا الفطري تجاه المجهول ورغبتنا في فهم العالم.