عادي

معرض الشارقة للكتاب.. بوابة المستقبل

00:01 صباحا
قراءة 5 دقائق

القاهرة: عيد عبد الحليم

يمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب حالة ثقافية عربية خاصة مميزة ينتظرها المثقفون العرب كل عام من أجل التواصل والتلاقي والتبادل الثقافي، نظراً لأن المعرض يتضمن أنشطة ثقافية وفكرية متنوعة وجديدة تتميز بروح الابتكار والاختلاف عما يوجد في معارض الكتب الأخرى، ويمثل الحضور الثقافي المصري حالة خاصة في المعرض عبر دوراته السابقة، من خلال مشاركة مجموعة من الأدباء والمثقفين في فعالياته المختلفة، بالإضافة إلى مشاركة عشرات من دور النشر المصرية في أجنحة المعرض، سواء كانت دور نشر حكومية أو دور نشر خاصة.
يؤكد الروائي إبراهيم عبد المجيد على الدور البارز للمعرض قائلاً: «السمة المميزة لهذا المعرض هي اجتذابه لكافة الأطياف الثقافية من العالم، فأبرز الأسماء الفكرية والإبداعية توجه إليها الدعوة سنوياً للمشاركة في فعالياته المختلفة، مما يساعد على الاحتكاك الثقافي والتبادل المعرفي بين الأجيال المختلفة، كما أن الجهود المبذولة في المعرض هي جهود جماعية من جميع القطاعات السياسية والثقافية في الشارقة تحت قيادة واعية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يوجه دائماً بفعل المزيد في تطوير الحركة الثقافية ليس في الشارقة فقط ولكن في كثير من البلدان العربية».
ويضيف عبد المجيد: «لقد شاركت في عدد من دورات المعرض وشاهدت التطوير المذهل، خاصة في مجالات العرض والاهتمام بالثقافة الإلكترونية، والاهتمام بإقامة فعاليات خاصة بصناعة النشر يشارك فيها خبراء هذه الصناعة على مستوى العالم، كما يهتم المعرض بالأفكار المستقبلية الخاصة بنهضة العقل العربي، ناهيك عن الاهتمام بالشباب المبدعين وفق الرسالة السامية التي تعمل عليها حكومة الشارقة منذ سنوات طويلة في رعاية المبدعين العرب».
صورة مثلى
ويؤكد د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب المعرض هو الصورة المثلى للمعرض الدولي للكتاب، حيث يجمع من خلال فعالياته كل أطياف الإبداع وتياراته المختلفة، ويحتفي بالأشكال الجديدة والحداثية، ومن خلال مشاركتي في عدد من فعاليات المعرض في دوراته السابقة لمست مدى التقدم والتطور الذي يشهده، ومدى الاهتمام به من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، راعي الثقافة والمثقفين، في العالم العربي، وصاحب الإنجازات الثقافية المتعددة. الرجل الذي وضع الشارقة في مكانة ثقافية مميزة على مستوى العالم، تلك المكانة التي تسعدنا جميعاً، فالشارقة كعادتها تجعل من أحلام الثقافة العربية والعالمية حقيقة. المعرض أحد التجليات المهمة للنهضة الثقافية التي تشهدها الشارقة، فهو ليس مجرد معرض للكتاب بل هو فرصة مهمة للتواصل مع الآخر من خلال ندوات وأمسيات ثقافية متنوعة، وحضور مميز لأدباء عالميين، وقد رأينا أن عدداً كبيراً ممن حصلوا على جائزة نوبل في مجالاتها المختلفة أصبحوا من رواد المعرض، وقد أقيمت لهم ندوات خاصة للحديث عن تجاربهم العلمية والفكرية والإبداعية.
ويتابع عبد الهادي: «من خلال متابعتي للمعرض أستطيع أن أؤكد على أنه وصل لمرحلة النضج، على مستوى التنظيم والاستضافة، واجتذاب دور النشر المختلفة والتي تتزايد من دورة إلى أخرى».
تقنيات
ويشير الروائي يوسف القعيد إلى أن المعرض يتميز عن باقي المعارض في العالم العربي، باعتماده على أحدث التقنيات في مجال عرض الكتب، وكذلك اهتمامه بالكتاب الرقمي، والكتاب المترجم، كما أنه فرصة لتلاقي دور النشر العالمية وعقد صفقات ناجحة في مجال النشر، فهذا المعرض يعد سوقاً عالمياً لبيع وشراء الكتب وأكبر سوق ثقافي لعقد بروتوكولات الترجمة بين دول العالم.
وقد وصل هذا المعرض إلى قمة النجاح في الدورات الأخيرة، من خلال حصوله على أعلى معايير الجودة في مجال نشر وتسويق الكتب، وحصوله في العام الماضي على جائزة أفضل معرض دولي في العالم في بيع ونشر وشراء حقوق النشر، وهذا فخر لنا جميعاً كمثقفين عرب، وهذا دليل واضح على أن من جد وجد.
ويضيف القعيد قائلاً «شاركت في كثير من دورات المعرض ولاحظت بنفسي أسرار النجاح المستمر له ومنها: أولاً: تشجيع صاحب السمو حاكم الشارقة، وحرصه الدائم على المشاركة في فعاليات المعرض وندواته، وهو بذلك يضرب مثالاً مهماً لفكرة الحاكم المستنير، خاصة وهو مبدع كبير في مجال المسرح، ومؤرخ له مكانة مميزة في حركة التأريخ العربي. ثانياً: الخبرات المتراكمة لدى منظمي المعرض وإدارته التنفيذية، والتي اكتسبت خبرات كثيرة عبر دوراته المختلفة، مما أكسب المعرض نوعاً من الرصانة والرسوخ والقوة. ثالثاً: استخدام الطرق العلمية والعالمية في مجال التنظيم، والاستعانة بالخبرات العالمية في مجال تنظيم المعارض الدولية، مما جعل المعرض حديث العالم، حيث ينتظره المثقفون من كافة أنحاء العالم، والذين يحرصون على المشاركة الدائمة في فعالياته.
رابعاً: البحث عن كل ما هو جديد في مجال العرض، وكذلك الاهتمام بكل ما يخص صناعة النشر، وتعد الشارقة المدينة العربية الأولى المهتمة بهذا الجانب، وهو أمر يحسب لها، ما جعلها قبلة الناشرين وصناع الكتاب من أنحاء العالم.
تنشيط
ويتفق مع هذا الرأي الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والذي يرى أن المعرض في كل دورة من دوراته يقدم مبادرة من المبادرات الثقافية المهمة التي تعمل على تنشيط حركة الثقافة العربية ومدها بكل ما هو جديد، وكذلك الحرص على زيادة عدد الناشرين من العرب والأجانب، مما يكون له أثر واضح في تطوير المنظومة الثقافية العربية بشكل عام، بحيث يطلع القارئ العربي على أحدث الكتب التي صدرت في العالم، وتكون الفرصة متاحة للمترجمين ومؤسسات الترجمة لعقد اتفاقيات مع دور النشر العالمية لترجمة الكتب التي صدرت حديثاً.
واللافت في المعرض هو أنه يعمل على اكتشاف المواهب الجديدة في كافة مجالات الإبداع، مثلما يساعد على تنمية المواهب الجديدة عن طريق الاحتكاك المباشر مع رموز ثقافية عالمية، فالمعرض عبر ندواته المختلفة يتيح فرصاً جيدة للحوار بين الأجيال، بالإضافة إلى ورش أدبية متعددة تقام على هامشه. إن معرض الشارقة للكتاب، ينتمي إلى الصناعات الثقافية الثقيلة في عالمنا العربي، فهو مثال رائع ونموذج فريد في تطور الثقافة العربية.
كما أنه أصبح جسراً للتواصل الثقافي ما بين الشرق والغرب، فهو مثال يحتذى في المحتوى الثقافي والتنظيم».
رؤية
ويقول الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق: معرض الشارقة الدولي للكتاب أثبت عبر دوراته السابقة أنه يعمل وفق رؤية عالمية، فهو درة المعارض الدولية، وهو من أكثر المعارض التي تقام فيها ندوات، فكرية ونقدية وتقنية أيضاً، كما تشارك فيه دول من كافة قارات العالم من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأستراليا والأمريكتين. كما أنه يقدم دائماً الأفكار التنموية ذات البعد الثقافي والحضاري، ويحرص القائمون عليه دائماً على تقديم الخدمة الثقافية إلى مستحقيها. وهذا التنظيم الرائع يجعلنا نقدم التحية لدولة الإمارات ولقادتها وحكامها أصحاب الفكر المستقبلي والرائد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zesd494

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"