الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من المترجمين الدور الحيوي للجوائز المخصصة للترجمة في تعزيز التفاهم المتبادل ونقل الأدب العربي إلى جمهور أوسع، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الترجمة وجوائزها – ندوة جائزة ترجمان» عُقدت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، واستعرضوا خلالها عدة محاور أساسية شملت تأثير الجوائز في تكريم جهود المترجمين، ودورها في زيادة عدد الكتب المترجمة، وتحديات الترجمة الأدبية من وإلى العربية.
استضافت الجلسة كلّاً من الدكتورة إيزابيلا كامرا دافليتو، مترجمة أكاديمية إيطاليّة؛ والدكتور لويس ميغيل كنيادا، مترجم أدبي من العربية إلى الإسبانية؛ والبروفيسور صبحي البستاني، أكاديمي وناقد لبناني فرنسي؛ والدكتور محمد حقي، مترجم كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم إلى التركية والحائز على جائزة ترجمان لعام 2024، إضافة إلى سعديت أوزين مالكة مجموعة «ألفا» للنشر، التي أصدرت ترجمة كتاب «طوق الحمامة».
تواصل ثقافي
وأشارت الدكتورة إيزابيلا كامرا دافليتو، إلى أن الترجمة أصبحت أساساً لتعزيز الحوار بين الثقافات بفضل الجوائز المخصصة لها، مثل جائزة ترجمان، التي تدعم المترجمين مباشرة، وأسهمت في زيادة عدد الكتب المترجمة من العربية إلى لغات أخرى الأمر الذي عزز انتشار الأدب العربي وعرّف الطلاب الغربيين بأدب متميز قد يجهله بعضهم. وقالت: «جائزة ترجمان غيرت مسار العديد من دور النشر الصغيرة، وساعدت على تعزيز جهود دور النشر الكبيرة ودعم سعيها نحو خطط النشر المستقبلية».
وتناول الدكتور لويس ميغيل كنيادا، ثلاث وظائف رئيسة لجوائز الترجمة، تتمثل في تكريم المترجمين على أعمالهم المميزة، وتعزيز التقدير المجتمعي لمهنة الترجمة، وتحفيز المترجمين على الاستمرار من خلال المكافآت المالية. وأكد ضرورة متابعة نتائج هذه الجوائز وعرض الكتب الفائزة في معارض الكتاب، لافتاً إلى أن هناك ما يزيد على 30 جائزة في العالم العربي تدعم نشر الفكر والأدب العربي في الغرب.
وأوضح البروفيسور صبحي البستاني، أن الترجمة تتطلب منظومة متكاملة تشمل دور النشر العربية والأجنبية، والمترجم، والقارئ. وبيّن أن غياب الاهتمام الكافي من قبل بعض دور النشر العربية بتخصيص أقسام للترجمة يعوق عملية نشر الأدب العربي، مؤكداً أهمية جوائز، مثل جائزة ترجمان في تحقيق الأثر الإيجابي المطلوب في تعزيز فهم الأدب العربي لدى القراء الغربيين، وتجاوز هذه التحديات.
وعبرت سعديت أوزين عن شكرها للقائمين على جائزة ترجمان، مشيرة إلى أن الجائزة تعد منصة محفزة تمكن دور النشر من إزالة الحواجز الثقافية بين الشرق والغرب. وأعربت عن أملها في أن تسهم الجائزة في تطوير الأدب المعاصر وأدب الطفل بشكل خاص.
تاريخ عريق
بدوره أعرب الدكتور محمد حقي، الفائز بجائزة ترجمان لترجمته كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم إلى التركية، عن سعادته بالفوز، متحدثاً عن التاريخ العريق للترجمة منذ العصر العباسي ودور المترجمين في نقل المعرفة والأدب بين الشعوب، داعياً إلى تعزيز دور الجوائز في تحفيز المترجمين وضمان استدامة أعمالهم.
وسلط المتحدثون الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الترجمة، خصوصاً فيما يتعلق بإبراز دور المترجمين وتقديرهم، وتوفير حوافز مالية تدعمهم على مواصلة عملهم في ظل الأجور الزهيدة التي يتقاضونها. كما نوقشت ضرورة تكامل جهود دور النشر العربية والأجنبية لضمان نجاح الأعمال المترجمة وتحقيق الانتشار المطلوب، مع التركيز على أهمية نقل الأدب العربي للغرب باعتبارها أدباً غنياً يحمل قيماً ثقافية وإنسانية عميقة.