نُصُب المقاومة

01:22 صباحا
قراءة دقيقتين

(ليتني كنت معهم).. استوقفتني هذه العبارة وهي تشير إلى سور مدينة خورفكان من خلال مجسم يوضح نموذج معالم المدينة قديماً في عام 1507م، من هنا تبدأ الحكاية وتفتح السجلات لنطلع على أناس خلدهم التاريخ لتقف على شطآن الخليج بتأن لتروي لنا قصة مدينة خورفكان.
وبصوت شجي تملؤه عزة النفس وفخر بماض بناه الأجداد، تروي لنا عائشة النقبي مسؤولة متحف نصب المقاومة حكاية هذا النصب الشامخ بكل عزة وفخر رمزاً لأبناء المدينة الباسلة يحمل بين طياته ماضي البطولات متربعاً على إحدى القمم الجبلية معتمراً الخوذة الحديدية.
تتقدمنا بخطى ثابتة وهي تتهيأ لتفتح لنا كتاب المدينة الجميلة الذي حفظته عن ظهر قلب لتغزل خيوط الزمن تنسج لنا حقبة من تاريخ وطنها لتصوغها في أجمل صورها، ونحن نتابع حديثها بكل شغف مصغين لها وهي تحكي عن مدينتها في زمن لم تعشه عبث الغريب بجمالها فانتفض الحس لتعبر عما بداخلها تشير بيدها إلى معالم المدينة هنا وهناك.. هنا قاومنا وهنا استشهد وهناك سالت دماؤهم لتروي أرض مدينتي لتبقى شامخة.
تاريخ هذه الملحمة الذي كاد أن يطمسه الزمن والذي حدث منذ أكثر من 500 سنة. الغريب أن هذا الحدث المهم في تاريخ المدينة لم يذكر لنا بصورة علمية أو ينقل لنا من الأجيال السابقة سوى بعض الأحاديث غير الموثقة التي تُحكى بصورة خيالية تكاد لا تصدق.
لينهض بتاريخ هذه المدينة رجل أضاء لنا نوراً سلطه على حقيقة تلك الواقعة وثقها بكتاب ثم أتبعها بفيلم وثائقي لتأكيد الطريقة والأسلوب الذي قاومت من خلاله مدينة خورفكان الغزو البرتغالي، تلك الواقعة انتزعها كأسد جسور من مخالب الماضي ليروي لنا بطولة وشجاعة أبناء بلده في قهر العدو والذود عن أرضهم، كم كنا سعداء بهذا العمل الخالد، لأنه حفظ تاريخ وبطولة أجدادنا. لقد حمل لواء هذا العمل البطولي شخصية أسرت القلوب بحبها له وعلى ما قدمه ويقدمه لأبناء بلده، يعجز القلم عن سرد مكارمه ولو زينت مداخل المدينة بلوحات الشكر والعرفان شكراً لوالدنا سلطان، هذه العبارة لن تكفي ولو سجلت بماء الذهب.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي افتتح نصب المقاومة يوم 13 إبريل 2019، أوجد الحقيقة الغائبة وسردها في كتاب سطر أمجاد مدينة خورفكان، ولم يكتف سموه بتقديم الحدث بصورة جعلت منه حقيقة لا جدال فيها بل قدم لنا الدليل على الحدث مدعوماً بحقائق وأرقام متبوعاً وموثقاً بخرائط ووثائق تدعم الحدث.
وهذا دليل على صدق المادة المقدمة رغم أننا لا نحتاج إلى هذه الوثائق، فنحن على يقين بصدق ما يطرحه ولكن هذا الدليل يقدم للناس الغرباء والذين يرغبون أن يطلعوا على تاريخ المدينة وللأجيال القادمة.
دعونا نذهب إلى تلك المتاحف لنتعرف على تاريخنا والجوانب الأخرى التي تنير لنا وتفتح عقولنا بماض نحن نحتاج إلى أن يكون قدوة لنا.. شكراً لمن أعني له الشكر.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"