الشارقة: جاكاتي الشيخ
تواصلت مساء أمس الثلاثاء، في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، حيث أقيمت أمسية شارك فيها كل من الشعراء: حمد بن هاشل الزعابي ونوف آل مندوس من الإمارات، وحمود خلف حمود القحطاني من السعودية، وخالد خزيم السهلي من الكويت، وحذيفة الهذالين من فلسطين، وقدّمتها شوق الدوسري.
حضر الأمسية عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وجمهور من الشعراء والإعلاميين وعشاق الشعر النبطي.
* إحساس
بدأت القراءات بحمد بن هاشل الزعابي، الذي يتميز بجودة إلقائه، وتشتهر كثير من قصائده في شتى الأغراض والمواضيع، وشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية، وتغنى بقصائده العديد من المطربين، وقد قدّم في الأمسية عدة نصوص تنوعت بين المديح والوجدانيات، يقول في أحدها بعنوان «أغلى بشر»:
الليل سهرته بعناك
والصبح من بعدك حزين
الحال هذا ما خفاك
الله يعين العاشقين
إن كان ما تعرف غلاك
أغلى بشر طول السنين
في دنيتي ما حد سواك
غصب عَ كل الحاسدين.
ويقول في أخرى:
عطّروني من دهن عوده
ذيبن افريحت اثيابَه
يوم مر واينافس احدوده
ما دريت القلب شو صابَه
أنا قلبي شاعل ابزوده
وبنسى اللّي بعد جابَه
من بنات الحور مفنوده
يا فنى وطْيه على اترابَه
ثم تلاه خلف حمود القحطاني، أحبّ الشعر في طفولته وكتبه في شبابه، وتتناول قصائده موضوعات مختلفة، وقد شارك في كثير من المحافل الأدبية والمناسبات الشعرية والثقافية، كما أنه أحد فرسان الموسم التاسع من برنامج شاعر المليون، الذي بلغ فيه مراحل متقدمة، وقدّم في الأمسية عدة نصوص تميّزت برهافة الإحساس، وجمال العبارة، يقول في أحدها بعنوان «جريح الوقت»:
يا ليتني من بعض الاشيا مستريح
أو ليتني ما شعلت ضوّ اللي طفى
أقولها ولا حشا ماني شحيح
أقولها للصاحب اللي ما صفا
أنا تراني عشت في وقتي جريح
والجرح صحّى القلب يوم انه غفى
واشْلون أطيح؟ أصلا أنا ما اعرف أطيح!
لو كان أغلى الناس من حولي جفا.
ويقول في نص آخر:
تقدّم العمر واحساس الأماني بليد
وتأخر الوقت والفرصة تحب العجل
ما كنت أفكر ولا مرة نظرت البعيد
ما كنت أبالي وتهت وصار قلبي وجل
خَذِيت يمكن من البطرة وعفت الأكيد
تركت نفسي وعب اتبع خطايا سجل
* استلهام
خالد خزيم السهلي من جيل الشباب، بدأ مسيرته الشعرية في سن مبكرة، حيث بادر بنشر قصائده عبر المنتديات الأدبية على شبكة الإنترنت، لكنها أخذت منحى أكثر نضجاً وتبلوراً بدءاً من العام 2006، ليتحول للنشر عبر المنصات، والمطبوعات المعنية بالشعر والأدب، وشارك في عدد من الفعاليات الشعرية، وهو أحد أوائل الفائزين بجائزة برنامج (البيت) في مسابقة الشطر، وله عدد من المقالات المنشورة في الشعر والأدب الشعبي، وامتازت قصائده في الأمسية بالاستلهام من الثقافة والبيئة الخليجية في تصوير شعري موغل في التحديث، يقول في إحداها بعنوان «الخيال الافتراضي»:
كنت مثل الغيث لا صب الأراضي
واسفهل العشب من سيله ورَوّض
يا حلو فيك الخيال الافتراضي
فيه أرَوّض كل شيٍّ ما ترَوَّض
لوّنت سود الليالي من بياضي
أبني الأحلام والواقع يقوّض
الرجال اللي تجي من دون ماضي
سيفها ما هو على الكايد مخوّض
أما حذيفة الهذالين، فهو متخصص في حقل اللغة العربية وآدابها، وأحد المتنافسين على لقب شاعر المليون في دورته الحادية عشرة، وقد قدّم نصوصاً تبرز ما تمتاز به تجربته من تطور، حيث يذهب مذهب التجديد في تراكيبه وصوره الفنية، يقول في قصيدته «عقب المفارق»:
وش عاد يا بدر الدجى ما عاد لي قلب صبور
ليه الجفا عقب الدفا.. ليه الليالي ما تنير؟
إشتقت لك والنفس لك فيها ظما والقلب بور
عقب المفارق كنَ صدري يحتوي نار السعير
يا سيدة كل التعالي.. يا أميره بالغرور
يا كفة الرجحان في ميزاني العادل كثير
«عشتار» يللي هاجرت صدري وهاجرني السرور
عودي إلي ولملمي قلبي تراه أمسى كسير.
* مشاعر أنثوية
واختتمت القراءات الإماراتية نوف آل مندوس، التي عرفت في الساحة الشعرية الإماراتية بنصوصها البديعة، المعبرة عن ما يختلج في قلب المرأة الخليجية من مشاعر، وما تمتلكه من قدرة على صياغتها في قوالب أدبية متنوعة، وقدّمت في الأمسية عدة قصائد، تقول في إحداها حول الأب:
هو واحد ومن بد الرجال ارجالْ
وهو واحد يميز ابنظرة اعيونَهْ
سرى حبّه على قلبي سرى الشلالْ
وقلبي عاشق امحياه من بونَهْ
امُوت افنظرت اعيونه إذا النقالْ
حفظ ربي ورَدْ أقولَه عونَهْ
يبويَ انتَ الوحيد اللي لُ قلبي مال
بوي افداك كل دنياي مرهونَه
وتقول في قصيدة أخرى:
شوف مصابي خارج المألوف
ولا تاخذني الحياهْ بانصاف
قوم واقراني افحرف القاف
واكتب اللي فاخاطرك للنّوف
لا حدَن يقرا ولا من شاف
أبعدتني عن سماك اظروف
وافترقنا دون أي اخلاف
انتكس وجه القمر باخسوف
يا ثقل حمله على الاكتاف
وفي نهاية الأمسية قدّم عبدالله العويس شهادات تقديرية للمشاركين، تكريماً لهم على عطائهم الشعري، وتميّزهم في إبداع القصيدة النبطية.