عادي
طاقات إيجابية

بر الوالدين.. نجاح وفلاح

23:24 مساء
قراءة 3 دقائق

لا ريب أن بر الوالدين من أهم الفرائض ومن أعظم الواجبات والله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في مواضع كثيرة من كتابه العظيم، مثل قوله سبحانه: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً» (الإسراء:24) ومثل قوله سبحانه: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» (النساء:36) ومثل قوله جل وعلا: «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» (لقمان: 14).
يقول د.إسماعيل الدفتار الأستاذ بكلية أصول الدين بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، رحمه الله: بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلام أن من أكبر الكبائر عقوق الوالدين، فبرهما من أهم الواجبات ومن أعظم الفرائض، وعقوقهما من أقبح الكبائر والسيئات، فالمعاملة السيئة للوالدين، قد تُغلق أبواب التوفيق والنجاح والرزق، لأن طاعة الوالدين من طاعة الله، فإذا كان الأب والأم يحتاجان المال فيجب مساعدتهما والدِفاع عنهما، ودفع الضر عنهما أو أي مكروه قد يصيبهما وحتى إن لم تكن تستطيع فعل شيء فالدعاء لهما يدخل في باب الطاعة أيضاً.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قال: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، فما أعظمها من طاعة تعود على المسلم بالطاقات الإيجابية في الدنيا والآخرة.
إن طاعة الوالدين واجبة في كل الأمور إلا ما قد يكون فيه معصية لله، فهذا الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما أسلم حاولت والدته رده عن ذلك وإرجاعه إلى دين أجداده، حتى إنها رفضت الطعام والشراب وشارفت على الهلاك ولكن في المقابل لم يرضَ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص الرجوع عن الإسلام وظل يبر بأمه ويُطيعها كما أمره الله تعالى.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».
بر الوالدين له آثاره الإيجابية على حياة الإنسان في الدنيا قبل أن ينال جزيل الأجر والثواب في الآخرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: «من سره أن يمد له في عمره ويزداد له في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه» ويقول في حديث آخر: «من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره».
أيضاً من الآثار الإيجابية لبر الوالدين في الدنيا أن يحظى الإنسان البار بوالديه بهذه النعمة في حياته، فكما تدين تدان، فكل من يبر والده سيكون جزاؤه بالمثل، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم»، كما أن بر الوالدين يكفر الذنوب ويزيل آثار المعاصي.
ولا ينقطع باب البر بالوالدين حتى عند وفاتهما، فيمكن للإنسان أن يستمر بالدعاء لهما والتصدق عنهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا مِن ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، رواه مسلم.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"