دعا رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني الاثنين من باريس إلى تعزيز العلاقات مع «الحلفاء الموثوق بهم» في أوروبا، مجدداً دعمه، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأوكرانيا، في حين تتعرّض بلاده لتهديدات غير مسبوقة من الولايات المتحدة.

تعزيز التعاون
وأكد خلال مؤتمر صحفي في الإليزيه إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بات تعزيز كندا علاقاتها مع حلفاء يمكن الاعتماد عليهم مثل فرنسا، أمراً يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى» ومن المقرر أن يتوجه كارني بعد ذلك إلى لندن وعادة ما يخصص رؤساء وزراء كندا زيارتهم الخارجية الأولى للجارة الجنوبية، لكن البلاد التي تعد 41 مليون نسمة تواجه أزمة غير مسبوقة منذ أن شن ترامب حرباً تجارية ضدها وهدد بجعلها «الولاية الأمريكية الـ51».
وأكد كارني «علينا تعزيز التعاون» بين فرنسا وكندا «لضمان أمننا وأمن حلفائنا والعالم أجمع» وأضاف: «يتعين علينا تعزيز علاقاتنا الدبلوماسية لنواجه معا هذا العالم الذي أصبح غير مستقر وخطراً بشكل متزايد» بالإضافة إلى خلق «فرص جديدة لرواد الأعمال» واعتبر ماكرون أن التجارة الدولية «العادلة» هي «بالتأكيد أكثر فاعلية من الرسوم (الجمركية) التي تؤدي إلى التضخم وتضر بسلاسل الإنتاج وتكامل اقتصاداتنا».

رفيق جيد
وأكد الزعيمان رغبتهما المشتركة بمواصلة دعم أوكرانيا والأمن الأوروبي في وقت تهدد الولايات المتحدة بالتخلي عن القارة العجوز والتفاوض مع روسيا بزعامة فلاديمير بوتين مباشرة من أجل وقف إطلاق نار وقال رئيس الوزراء الكندي «ندافع كلنا عن السيادة والأمن الذي أظهره دعمنا الثابت لأوكرانيا».
وأضاف: إن «كندا ستكون دائماً موجودة لضمان أمن أوروبا»، مؤكداً على «التصميم» المشترك في سبيل إقامة علاقات «إيجابية بأكبر قدر ممكن» مع الولايات المتحدة وعشية محادثة هاتفية جديدة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، أكد ماكرون أن فرنسا وكندا تريدان «سلاماً متيناً ودائماً، مرفقاً بضمانات قوية تحمي أوكرانيا من أي عدوان روسي جديد وتضمن أمن أوروبا بأكملها» وفي هذا السياق، أعلنت كندا التي ترأس مجموعة السبع هذا العام، أنها وجهت دعوة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمشاركة في القمة المقبلة التي ستعقد في حزيران/يونيو في غرب كندا وأكد ماكرون أن رئيس الوزراء الكندي «رجل يحب بلاده» و«يعتقد أن المرء يستطيع خدمة مصالح بلاده كونه رفيقاً جيداً على الساحة الدولية»، في هجوم غير مباشر على الرئيس الأمريكي.

تنويع العلاقات التجارية
وكارني الذي كان أول أجنبي يتم تعيينه حاكماً لبنك إنكلترا في 2013، سيجري محادثات مع نظيره البريطاني كير ستارمر، المنخرط للغاية على غرار ماكرون، بدعم كييف. وسيناقش مع ستارمر «تعزيز الأمن عبر الأطلسي ونمو قطاع الذكاء الاصطناعي والعلاقات التجارية الثنائية الوثيقة»، وفق البيان الصادر عن مكتبه وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثالثة بين أكبر شركاء كندا التجاريين في مجال السلع والخدمات، فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 61 مليار دولار كندي (40 مليار يورو) كما سيلتقي الملك تشارلز الثالث، وهو أيضاً رئيس الدولة في كندا، أعلن كارني (60 عاماً) وهو حديث العهد بالسياسة، في أول خطاب رسمي له أن «تنويع علاقاتنا التجارية» سيكون أولوية، مؤكداً أن كندا «لن تكون بأي شكل من الأشكال جزءاً من الولايات المتحدة» وأثار فرض ترامب للرسوم الجمركية صدمة في البلاد التي ترسل 75% من صادراتها إلى الولايات المتحدة وتهدد حرب الرسوم الجمركية مع الجارة الجنوبية القوية بالتسبب بأضرار جسيمة للاقتصاد الكندي وفي طريق عودته، سيتوقف كارني الثلاثاء في إيكالويت بمنطقة نونافوت الكندية القريبة من غرينلاند «للتأكيد على سيادة كندا وأمنها في القطب الشمالي»، كما ورد في بيانه وكان دونالد ترامب قد أعرب مراراً أيضاً عن رغبته في ضم غرينلاند.
