عادي
«بوليتيكو» تكشف عن نقاشات ساخنة بشأن إجباره على الاستقالة

هل ينجو مايك والتز بعد تسريب خطة ضرب الحوثيين؟

14:28 مساء
قراءة 4 دقائق
1

«الخليج»: متابعات
كشفت صحيفة«بوليتيكو» الأمريكية، عن وجود نقاشات حادة داخل البيت الأبيض، حول احتمال إجبار مستشار الأمن القومي مايك والتز على الاستقالة، بعدما تسبب في خرق أمني فاضح، نتج عنه تسريب خطة عسكرية سرية للغاية لاستهداف «الحوثيين في اليمن» من خلال تطبيق للدردشة الجماعية.
وبحسب الصحيفة، حذّر مسؤولو البيت الأبيض من أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ القرار في نهاية المطاف خلال اليوم أو اليومين المقبلين، بينما يُتابع تغطية هذه الحادثة المُحرجة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة ترامب، الاثنين أنهم منخرطون في نقاشات متعددة مع موظفين آخرين في الإدارة حول كيفية التعامل مع والتز، الذي أدرج عن غير قصد، رئيس تحرير مجلة «أتلانتيك»، جيفري غولدبرغ، في محادثة خاصة لمناقشة ضربة عسكرية على الحوثيين.
وتحدث المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته عن المداولات الداخلية قائلاً: «نصفهم يقول إنه لن ينجو أبداً، أو لا ينبغي أن ينجو». وطرح مساعدان رفيعا المستوى في البيت الأبيض فكرة استقالة والتز لمنع ترامب من الوقوع في «موقف حرج».

-تهور وحماقة
وقال المسؤول: «كان من التهور عدم التحقق من هوية المشاركين في النقاش. وكان من التهور إجراء تلك المحادثة عبر سيجنال. لا يمكن أن يكون هناك تهور مثل ما فعل مستشار للأمن القومي».
ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب من البيت الأبيض أكثر صراحةً: «يتفق الجميع في البيت الأبيض على أن الأمر ينطوي على حماقة».
وانفجرت الفضيحة حين نشر رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» جيفري غولدبرغ مقالاً كشف فيه أنّ والتز ضمه عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة عبر تطبيق سيغنال المشفر، تباحث خلالها كبار المسؤولين الأمريكيين في تفاصيل خطة لشنّ غارات جوية ضدّ الحوثيين.
ومن بين المشاركين في الدردشة، 18 من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بينهم، وزير الدفاع بيت هيجسيث، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، وآخرون.
كان من الممكن أن يكون التسريب ضارّاً للغاية، لو نشر غولدبرغ تفاصيل الخطة مسبقاً، لكنّه لم يفعل ذلك حتى بعد بدء الغارات في 15 مارس/ آذارالجاري.
وفي مقاله قال غولدبرغ، إنّ «قادة الأمن القومي ضمّوني إلى محادثة جماعية حول الضربات العسكرية المقبلة في اليمن. لم أكن أعتقد أنّ ذلك قد يكون حقيقياً، ثم بدأت القنابل بالتساقط».
- معلومات عن الأهداف والأسلحة 
وأضاف غولدبرغ، أنّ وزير الدفاع بيت هيغسيث أرسل على مجموعة المراسلة معلومات عن الضربات بما في ذلك «الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات».
وتابع:«وفقاً لرسالة هيغسيث الطويلة، سيتم الشعور بأولى الانفجارات في اليمن بعد ساعتين، الساعة 1:45 مساء بالتوقيت الشرقي»، وهو سرعان ما تأكّد على أرض الواقع في اليمن.
وقال فانس في المحادثة، وفقاً لتقرير«ذا أتلانتيك»:«لست متأكداً من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع رسالته بشأن أوروبا في الوقت الحالي. هناك خطر إضافي يتمثل في أن نشهد ارتفاعاً متوسطاً إلى حاد في أسعار النفط. أنا على استعداد لدعم إجماع الفريق والاحتفاظ بهذه المخاوف لنفسي». 
وتعليقاً على موقف فانس قال والتز وهيغسيث، إنّ واشنطن وحدها قادرة على تنفيذ المهمة.
ووفقاً للمقال فقد كتب نائب الرئيس مخاطباً وزير الدفاع «إذا كنت تعتقد أنّ الأمر ضروري، فلنفعله. أنا أكره أن أساعد الأوروبيين مرة أخرى»، ليجيب هيغسيث:«أوافقك الرأي تماماً. أكره سلوك الأوروبيين الاستغلالي. إنه أمرٌ مثير للشفقة»، قبل أن يبرّر ضرورة شنّ الهجوم بوجوب «إعادة فتح الممرّات البحرية».
وأكّد البيت الأبيض صحّة ما أورده رئيس تحرير المجلة المرموقة التي يكنّ لها ترامب الكثير من العداء بسبب انتقاداتها لسياساته.
وقال شخص ثالث مطلع على تداعيات الأمر، إن ترامب تحدث مع والتز بشأن الأمر، وإن البيت الأبيض، في الوقت الحالي، يقف إلى جانبه.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان: «لا يزال الرئيس ترامب يتمتع بأقصى درجات الثقة بفريقه للأمن القومي، بمن فيهم مستشار الأمن القومي مايك والتز».
- استقالة محتملة
وقال مسؤول رابع في البيت الأبيض، إنهم على دراية بالضغوط الداخلية على والتز، للاعتراف بخطئه، ما قد يعني استقالته المحتملة. لكن المسؤول قال إن مصير والتز يعتمد إلى حد كبير على رأي ترامب الشخصي حيال الأمر، وأشار إلى تورط مسؤولين آخرين في الإدارة في محادثة سيجنال أيضاً.
وقال اثنان من المسؤولين، إنه في حين أن ترامب قد يُلقي باللوم على والتز لاحتمال تعريضه الأمن القومي الأمريكي للخطر، فإنه قد يشعر بالإحباط من فانس لتجاوزه حدود السياسة الخارجية للإدارة في المحادثة، أو يستهدف هيجسيث باعتباره الشخص الذي يُزعم أنه شارك تفاصيل حساسة مع المجموعة.
واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي المحادثة «دليلاً على التنسيق العميق والمدروس بين كبار المسؤولين».لكنّ المعارضة لم تشاطره هذا الرأي.
- ديمقراطيون يطالبون بالتحقيق
سارعت المعارضة الديمقراطية إلى الانقضاض على الإدارة الجمهورية بسبب هذه التسريبات الخطرة.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر«إنه واحد من أكثر تسريبات الاستخبارات العسكرية إثارة للذهول»، داعياً إلى إجراء «تحقيق كامل»
وكتب بيت بوتيدجيدج، الوزير السابق والشخصية البارزة في الحزب الديمقراطي، على منصّة «إكس»: «أنّه من منظور أمني تشغيلي، يُعدّ هذا أكبر فشل ممكن». وأضاف: «هؤلاء الأشخاص ليسوا قادرين على حفظ أمن أمريكا».
بدورها، كتبت على «إكس» هيلاري كلينتون، التي هاجمها الجمهوريون بلا هوادة بسبب استخدامها حساباً بريدياً خاصاً لإرسال رسائل رسمية عندما كانت وزيرة للخارجية: «قولوا لي إنّها مزحة!».وأرفقت كلينتون تعليقها برابط لمقال «ذا أتلانتيك» وأصبح هذا التعليق من الأكثر تداولاً بهذا الشأن.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"