نظم «بيت الشعر» في الشارقة، أمسية شارك فيها: حسن القرني، من السعودية، ولينا الفيصل، من سوريا، وبحر الدين عبد الله من السودان وقدمها محمد إدريس وحضرها الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير البيت.
افتتحت القراءات بالشاعر حسن القرني، الذي قرأ نصوصاً عكست تحوّلات الشعر في الروح، وتساؤلات التأويل الروحي للإبداع، فيقول:
أبى الشّعرُ أن يَرثيْكِ يا أرضَنا التي
تعالَتْ سَماواتٍ وفي القلبِ حلّتِ
بَناتي قليلاتٌ وأنْتِ كثيرةٌ
فلا تُكْثري لَوْمي إذا ما أقلّتِ
وأخْشى عليَّ اللهَ ألا أُعيرَها
سوى زفَراتٍ علّلتني وعَلّتِ
وأخْشى عَلَيْها كلّما صَفّقوا لها
وما عَرَفوا ماذا أساحَتْ وهَلّتِ
أما الشاعرة لينا الفيصل، فقد كان حضورها مميزاً بنصوص تطرق أبواب معنى الشعر وماهيته، وجنحت فيها نحو تأملات الشاعر واستكشاف روحه، ومما جاء في نصّها:
لا ضَوءَ، أوقدَ قلبَه قَمَرا
لا ماءَ، جفّفَ دَمْعَه لِيَرى
عَيْناه تَسْتَبِقان أسئلة
لو تَرجَم العَيْنين والنَّظَرا
في التّيه يَعْبُرُ شاعِرٌ نَزِقٌ
والفِكرُ لولا التّيهُ ماعَبَرا
شبَّ الكلامُ على شَفا نغمٍ
واستوطنَ الأفكارَ والصورَا
ثم ألقت نصاً آخر، امتزجت فيه مشاعر الحب والأنوثة والعتاب الشفيف المحمل بالشجن والسؤال بلغة رقيقة شاعرية، فتقول:
مَعي لُغَتي ومَعنايَ النبيلُ
وأنتَ الوقتُ تَمْضي والأفولُ
لماذا الآنَ والدُّنيا سؤالٌ
يَضيعُ الحبُّ يَمْلأني الفُضولُ؟
وأنْت مُحاولاً تَضْييق أفْقي
جَعَلْتَ الرّيحَ في صَدْري تَجولُ
وعَمْداً كنتَ تَشْطُبُ كلَّ حَرْفٍ
فماذا يَملك المَعْنى القتيلُ
واختتم الشاعر بحر الدين عبد الله القراءات، بمجموعة من النصوص ذات الدلالات العميقة وتناولت مواضيع مختلفة تحمل معاني السموّ الروحي والإنساني، فقدم قصيدة في المدح النبوي بعنوان «فلتخضر صحراؤهم» جاء فيها:
سأَحْمِلُ مِنْ تُفَّاحِهِم جَنَّةً معي
وأدخُلُ بالبابِ الذي حيثُ لا أعِي
بأيِّ ضبابٍ في ارْتِجاعاتِ صَوتِهِمْ
أقول لنَجْماتٍ هناك أنِ اسْطَعِي
بأيِّ ضبابٍ والعصورُ تراكمتْ
بكلِّ مدارٍ من سنا اللهِ مُتْرَعِ
فخُذْني على قَدْرِ الهشاشةِ رَيْثَما
أراكَ بعينِ الخارجين إلى الوَعِيْ
وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.