أكدت متخصصة مصرية في الأغذية دور بعضها المهم في علاج «الفيبروميالجيا»، وهو مصطلح طبي يقصد به «الألم العضلي الليفي»، وهو اضطراب مزمن، وألم مستمر في العضلات، ومناطق متعددة من الجسم، كالمفاصل والعظام، إلى جانب الإحساس الدائم بالتعب واضطرابات النوم والأرق، ومشكلات في التركيز، وضعف الذاكرة.
وتقول د.إسراء موسى، الباحث بقسم الأغذية الخاصة والتغذية، بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لوزارة الزراعة المصرية، أن بعض الأطباء يظنون أن بالأمراض والضغط النفسي الشديد قد تحفز أعراض «الفيبروميالجيا»، إلى جانب الاستعداد الوراثي، ومن ثم الإصابة به، وأن هذا الاضطراب يؤثر بدوره في طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم، مما يزيد من الإحساس به في جميع أنحاء الجسم.

وتؤكد أن الغذاء له دور مهم في تخفيف أعراض «الفيبروميالجيا»، وهو ما يتطلب اتباع استراتيجيات غذائية متوازنة، مثل الأنظمة التي تحتوي على المواد المضادة للالتهابات، والمتوفر بها العناصر الغذائية الأساسية ومضادات الأكسدة مثل: الخضراوات والفواكه، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، والبروتينات قليلة الدهن، خاصة النباتية، ومستويات كافية منفيتامين «د»، و«أوميجا 3»؛ لأنها مهمة لوظائف العضلات.
وأشارت إلى أن فيتامين «د» مهم للعضلات، وارتباط قوي بين نقص هذا الفيتامين، وزيادة آلام العضلات؛ لذا يجب متابعة نسبه في الجسم، والحرص على تناول الأطعمة الغنية به بكميات كافية في الوجبات الغذائية أو تناول مكملات لتخفيف آلام الجهاز العضلي الهيكلي.
وشددت د. إسراء موسى، على أهمية تناول أطعمة غنية بأحماض «أوميجا 3»، وهو متوفر في الأسماك الدهنية، مثل: السردين، والسلمون، والماكريل؛ لأن لها خصائص مضادة للالتهابات، وتساعد في تقليل ألم العضلات وتحسين التعافي.

ونصحت بإضافة الكركم للطعام؛ لأن مادة «الكركمين» تخفف آلام العضلات والالتهابات، وتلف العضلات الناتج عن التمارين الرياضية، كما يمكن تناول مكملات عند الضرورة.
ويمكن تناول الزنجبيل الطازج أو المطحون في الوجبات الغذائية يومياً؛ لما له من خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف آلام العضلات.
ونصحت أيضاً بالابتعاد عن الأطعمة التي قد تزيد من أعراض «الفيبروميالجيا»، مشيرة إلى أن تأثير الغذاء يختلف من شخص لآخر؛ لذا يفضل متابعة الأعراض عند تناول أو تجنب أطعمة معينة لتحديد ما يناسب كل فرد. وطالبت بالابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة والمضافات الغذائية، والمحليات الصناعية؛ لأنها قد تحتوي على مواد تزيد من حدة الأعراض، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على مادة «الجلوتين»، وهي موجودة في القمح، والشعير، والتقليل من السكريات، والمشروبات الغازية.
ويفضل، وفق د. إسراء موسى، تجنب منتجات الحليب للمرضى الذين لديهم حساسية تجاهها، فقد يؤدي تناولها إلى زيادة الأعراض مثل الانتفاخ والألم. وفي كل الأحوال يفضل استشارة أخصائي تغذية؛ لوضع خطة غذائية مناسبة تساعد على إدارة أعراض «الفيبروميالجيا»، ومراقبة التأثيرات، ومن ثم تعديل النظام الغذائي إن لزم الأمر.
وودعت د. إسراء موسى إلى تناول بعض الأدوية عند الضرورة تحت إشراف الطبيب المختص، ومن ذلك مسكنات الألم، ومضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية المضادة للصرع، التي تساعد في تقليل الألم وتحسين النوم.
وأكدت همية المداومة على ممارسة التمارين الرياضية، حتى وإن كانت بسيطة في المنزل؛ لتقوية العضلات، وتحسين اللياقة البدنية، وكذلك ممارسة الاسترخاء بتمارين «اليوجا»، وتحسين عادات النوم.