«كتاب في جريدة»

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تعرف شيئاً، ولو مُختَصراً، عن الشعر أو القصة القصيرة في اليمن؟
قد يبدو السؤال مباغتاً وبلا مناسبة، ولكنه ليس سؤالاً أو تساؤلاً عبثياً لا قيمة ثقافية أو تاريخية له، بل للسؤال مناسبة، وهي العودة الحنينية إلى أعداد من ملحق «كتاب في جريدة» الذي كان يصدر عند رأس كل شهر مع مجموعة من الصحف العربية كانت تبنّت مشروع ذلك الملحق الشهير قبل 20 عاماً، ووقف خلف المشروع رجل عربي يستحق أن تحتفي الذاكرة الثقافية العربية به هو الشيخ محمد بن عيسى الجابر، مؤسس ورئيس مؤسسة «إم بي أي فاونديشين».
كان «كتاب في جريدة» يصدر على شكل «تابلويد»، بإخراج فني رائع موحّد في كل الصحف العربية التي شاركت في نشره، وكان، حدثاً ثقافياً عربياً، أما ميزته الفنية الاستثنائية، فكانت في باقة الرسومات التشكيلية المصاحبة للنصوص المنشورة في كل عدد من «كتاب في جريدة» الذي تبنّى إعادة نشر كتب أدبية صدرت قديماً في الستينات أو الخمسينات من القرن الماضي.
كان «كتاب في جريدة» يصدر شهرياً مع 21 صحيفة عربية من بينها «الخليج»، وكان للكتاب هيئة استشارية مؤلفة من 17 كاتبة وكاتباً من أبرز الأسماء الثقيلة في ثقافتنا العربية، ولكن لم تدُمْ هذه الفرحة العربية طويلاً، إذ تعثر المشروع كما يبدو، وبالتالي، توقف ومات مثلما تموت دائماً أشياء جميلة في حياتنا العربية الثقافية وغير الثقافية.
لم يبقَ من «كتاب في جريدة» إلّا أرشيفه الورقي، أما من احتفظ بكل تلك الأعداد من (الكتاب -الملحق) وهي عنده اليوم ضمن ممتلكاته الأرشيفية فهو محظوظ، بل يمتلك كنزاً ثقافياً حقيقياً يجمع بين النصّ الأدبي، واللوحة التشكيلية.
مناسبة أرشيفية، إذاً، لكي نعرف شيئاً اليوم عن القصة القصيرة في اليمن، إذا كان بين يديك العدد 86 من «كتاب في جريدة» في أكتوبر 2005، الذي ضمّ مجموعة قصصية للكاتب محمد أحمد عبدالولي، ومع النصوص لوحات تشكيلية للرسام المصري مدحت شفيق.
يفيدنا الشاعر اليمني الراحل د. عبدالعزيز المقالح الذي قدّم لذلك العدد، بأن ظهور القصة القصيرة في اليمن تأخر إلى أواخر الخمسينات من القرن العشرين، أما النصوص القصصية التي تقرأها في ذلك العدد وهي مجموعة «الأرض يا سلمى» لمحمد أحمد عبدالولي، فقد صدرت في عام 1965.
هل يعود «كتاب في جريدة» إلى الحياة بعد كل هذا التصحّر الثقافي العربي؟ وهل يعود زمن رجال رائعين مثل الشيخ محمد بن عيسى الجابر؟.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"