السلام لا يزال حلماً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

حدث كبير في بلاد قد تبدو بعيدة عنك، بإمكانه أن يثير فيك قلقاً يدفعك إلى إعادة حساباتك وتعديل أجندتك وجدول إجازاتك خصوصاً إذا تضمنت سفراً خارج البلد الذي تعيش فيه، فما بالك بما يشعر به من هيأ نفسه لإرسال ابنه أو ابنته لاستكمال دراسته في دولة بعيدة؟
ما يحصل اليوم وما نشاهده على الشاشات من تقلبات في السياسة واشتعال حروب والصواريخ العابرة من إلى والعالم يتفرج.. كل ذلك لم يُحدث فقط ارتباكاً في جدول رحلات الطيران في مطارات العالم، وإلغاء رحلات وتعليق السفر إلى دول معينة، بل أحدث بلبلة أيضاً في بيوت يستعد أبناؤها للسفر من أجل استكمال دراستهم ودخول الجامعات للعام الدراسي المقبل.. قلق يشعر به أولياء الأمور وألف سؤال يشغل البال.
ماذا لو اتسع إطار الحرب وتعطلت حركة الطيران، كيف للبال أن يهدأ والغربة تباعد بيننا وبين أبنائنا؟ كيف للنوم أن يزورنا والقلب مخطوف والعقل يفكر ويحلل و«يفبرك» سيناريوهات يفترض فيها ما قد يحدث؟ هل الأفضل إلغاء السفر وليبق الابن في أحضان والديه ووسط أخوته والعائلة طالما أنعم الله عليهم بالعيش في بلد آمن، ولا بأس إن غيّروا في مساره العلمي وأحدثوا تعديلات على أحلامه ووضعوا حداً لطموحاته الكبيرة؟ لا القلق ممنوع ولا التسليم بالأمر والإبقاء على السفر والخطة المرسومة مسبقاً لمستقبل الأبناء مرفوض، فليس هناك قاموس واحد لحالات الطوارئ وللمفاجآت التي تحصل في الحياة ولا يكون لنا يد فيها ولا نستطيع التحكم بمسارها.
لذلك تجد هؤلاء الآباء يعيشون في حيرة ويجدون أنفسهم أمام تحديات لا بد من اتخاذ القرار الصائب فيها، والصواب هنا لا يمكن تعميمه، فلكل إنسان ظروفه ولكل إنسان طريقته في التعامل مع الأحداث، فلا الخائف على أبنائه من الابتعاد عنه وفي أعماقه تردد من احتمال تسببه في تعطيل مسارهم وتضييع فرص النجاح وتحقيق إنجازات علمية مهمة تترك أثراً إيجابياً في مستقبلهم وحياتهم، يمكننا لومه، ولا المسلّم بالأقدار يمكننا معاتبته لو تطورت الأحداث واتسعت رقعة الحرب وصار الوصول إلى الأبناء مستحيلاً.
يبدو أن السلام في العالم مازال حلماً، وما زالت الشعوب رهينة قرارات الساسة، ومازال القادة الساعون إلى تحقيق السلام والاستقرار في العالم قلّة، ومازال لدينا أمل في تغليب العقل والحكمة على البطش والعناد والاستقواء والتراشق بالكلام وبالقذائف والصواريخ والتلاعب بأرواح البشر ومصائرهم.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"