عادي

«دمار هائل».. هذا ما أحدثته القنابل الأمريكية بـ«فوردو» الإيرانية

18:14 مساء
قراءة 5 دقائق
«دمار هائل».. هذا ما أحدثته القنابل الأمريكية بـ«فوردو» الإيرانية
«دمار هائل».. هذا ما أحدثته القنابل الأمريكية بـ«فوردو» الإيرانية
«دمار هائل».. هذا ما أحدثته القنابل الأمريكية بـ«فوردو» الإيرانية
A closer satellite view shows holes and craters on a ridge at Fordow underground complex, after the U.S. struck the underground nuclear facility, near Qom, Iran June 22, 2025. MAXAR TECHNOLOGIES/Handout via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. DO NOT OBSCURE LOGO.

متابعات - «الخليج»
حقَّقت إسرائيل مرادها بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانبها، في الصراع الدائر مع إيران، حيث رأت تل أبيب أن واشنطن فقط من يمكنها تدمير البرنامج النووي الإيراني، من خلال قنابلها الخارقة للتحصينات وقاذفاتها الاستراتيجية التي لا تملكها إسرائيل.
أهم المواقع النووية الإيرانية، هي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، إذ إنها تقع في الأعماق ووحدها أمريكا من تستطيع تدميرها وبالفعل تم استهدافها بعدة قنابل الأحد الماضي وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية أثار القصف الأمريكي عليها، لكن الأضرار التي لحقت بها قيد التحقيق ولم يتم الجزم بها حتى اللحظة، إلا أن معظم التقارير تشير إلى دمار هائل لحق بها.

الجيش الإسرائيلي يستكمل المهمة


أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه نفذ ضربات جوية لـ«قطع طرق الوصول» إلى موقع فوردو.
وقال الجيش في بيان: «إن قواته نفَّذت ضربات بهدف قطع طرق الوصول إلى موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم» وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن فجر الأحد أن جيشه نفذ «هجوماً ناجحاً جداً» على فوردو وموقعين نووين آخرين.

حجم الأضرار


قال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين: إن القصف الأمريكي ربما ألحق أضراراً «جسيمة» بأجزاء من منشأة فوردو، المقامة أسفل جبل، غير أنه ليس بوسع أحد حتى الآن تحديد مدى هذه الأضرار.
وأسقطت الولايات المتحدة أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها على منشآت نووية إيرانية وذلك في أول استخداماتها لتلك الذخائر الخارقة للتحصينات في القتال سعياً للقضاء على مواقع تشمل منشأة فوردو.
وقال جروسي في بيان خلال اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة: «لا أحد في الوقت الحالي، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وضع يسمح له بتقييم الأضرار تحت الأرض في فوردو بشكل كامل».
ولم تتمكن الوكالة من إجراء أي عمليات تفتيش في إيران منذ أن بدأت إسرائيل ضرباتها العسكرية على المنشآت النووية هناك في 13 يونيو/ حزيران.

400 كيلوجرام من اليورانيوم


وأضاف جروسي: «من المتوقع حدوث أضرار جسيمة بالنظر إلى الحمولة المتفجرة المستخدمة وطبيعة أجهزة الطرد المركزي شديدة الحساسية للاهتزاز». وبخلاف مستوى الأضرار التي قد تكون لحقت بقاعات التخصيب تحت الأرض في فوردو، فإن أحد أكبر الأسئلة المطروحة هو وضع مخزونها من اليورانيوم المخصب، خاصة مخزونها الذي يتجاوز 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة وهي نسبة غير بعيدة عن نسبة التسعين في المئة تقريباً التي تعد درجة تصنيع الأسلحة.
وإذا زاد نشاط التخصيب، فإن معايير الوكالة تشير إلى أن ذلك يكفي لإنتاج تسعة أسلحة نووية، غير أن إيران تشدد على أن أغراضها سلمية وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنابل ذرية.
لكن جروسي قال: إن إيران أبلغت الوكالة في 13 يونيو/ حزيران بأنها ستتخذ «إجراءات خاصة» لحماية موادها ومعداتها النووية الخاضعة لما يعرف بآلية الحماية للوكالة وهو الإشراف المنصوص عليه في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال جروسي: «أوضحت في ردي في اليوم نفسه إلى ضرورة إخطار الوكالة بأي نقل للمواد النووية من منشأة خاضعة لآلية الحماية إلى موقع آخر في إيران».
وأضاف: «أي تدابير خاصة تتخذها إيران لحماية موادها ومعداتها النووية، يمكن اتخاذها في إطار التزامات إيران بآلية الحماية وهذا ممكن».

البنتاغون: تقييم الأضرار يحتاج لوقت


وصرّح البنتاغون، الأحد، بأن تقييم آثار الهجوم بالكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أنه يبدو أن جميع المواقع لحقت بها «أضرار بالغة للغاية».
وتقول إسرائيل: إنها كانت على «تنسيق كامل» مع الولايات المتحدة في التخطيط للضربات، أكد المسؤولون الإيرانيون استهداف المنشآت، لكنهم نفوا تعرضها لأضرار كبيرة.
وصرّح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأن عملية «مطرقة منتصف الليل» شارك فيها 125 طائرة عسكرية أمريكية، بما في ذلك سبع قاذفات شبح من طراز بي-2.
وقالت الولايات المتحدة: إن ثلاث منشآت نووية استُهدفت وهي فوردو ونطنز وأصفهان.
وخلال إحاطة في البنتاغون، صرّح كين بأن قاذفات انطلقت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة واتجه بعضها غرباً نحو المحيط الهادئ «بغرض الخداع»، بينما توغلت فرقة الضربات الرئيسية، المكونة من سبع قاذفات بي-2 في إيران.

14 قنبلة


وأضاف: أنه قبل دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني مباشرة، أُطلق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك كروز من غواصة أمريكية على أهداف في موقع أصفهان.
وقال كين: إنه مع دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني، استخدمت الولايات المتحدة «عدة أساليب خداع، بما في ذلك طُعم»، إذ عملت الطائرات المقاتلة على إخلاء المجال الجوي أمامها، للتحقق من عدم وجود طائرات معادية أو صواريخ أرض-جو، ثم أسقطت القاذفة بي-2 الرئيسية قنبلتين من طراز GBU-57 الخارقة للتحصينات على الموقع النووي في فوردو وأعلن كين إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منطقتين مستهدفتين.
وقال كين: إن الأهداف الثلاثة للبنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت للقصف، بين الساعة 18:40 إلى الساعة 19:05، بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ثم غادرت القاذفات المجال الجوي الإيراني وبدأت عودتها إلى الولايات المتحدة.
وقال كين: «لم تُحلّق المقاتلات الإيرانية ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترَنا».
وفي الإحاطة نفسها، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث: إن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني وأضاف أن المهمة «لم تكن تهدف أبداً إلى تغيير النظام».
وأعرب وزير الدفاع عن تقديره «لحلفائنا في إسرائيل» للدعم الذي قدموه، مضيفاً أن العمليات استغرقت شهوراً وأسابيع من التخطيط.
ويوجد موقع فوردو النووي في منطقة جبلية نائية ويضم منشأة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية، هذا الموقع جنوب طهران ويُعتقد أنه أعمق تحت الأرض من نفق القناة الواصل بين بريطانيا وفرنسا.
ونظراً لعمق منشأة فوردو تحت الأرض، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنبلة «خارقة للتحصينات» كبيرة بما يكفي لاختراق الموقع ويبلغ وزنها نحو 13,000 كيلوغرام، ويمكنها اختراق نحو 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً من الأرض قبل أن تنفجر وفقاً للخبراء.
وبسبب عمق أنفاق فوردو، فإن نجاح قنبلة خارقة للتحصينات غير مضمون، لكنها القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من ذلك.
وأكد كاين أن القاذفات السبع من طراز «بي-2 سبيريت» استخدمت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (MOP)، ضمن «75 سلاحاً موجهاً بدقة» في الضربات التي نُفذت ضد إيران.

دمار شديد للغاية


صرّح الجنرال كين بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لتقييم مدى الضرر الناجم عن الهجوم الأمريكي بشكل كامل، لكنه قال: «إن التقييم الأولي لأضرار المعركة يشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار ودمار شديدان للغاية».
وتُظهر صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية في 22 يونيو/ حزيران ست حفر جديدة في موقع فوردو النووي، يُرجح أنها كانت نقاط دخول الذخائر الأمريكية، بالإضافة إلى غبار رمادي وحطام متناثر على سفح الجبل.
وتظهر صورة الأقمار الصناعية ثقوباً وحفراً على سلسلة من التلال في منشأة فوردو النووية في إيران في 22 يونيو/ حزيران.

لا زيادة في مستويات الإشعاع


ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قصف المواقع النووية الثلاثة بأنه «انتهاك سافر» للقانون الدولي وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع بعد الهجوم.
وصرّح نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، بأن إيران أخلت هذه المواقع النووية الثلاثة «منذ فترة» وفي ظهور له على التلفزيون الرسمي، قال: «إن إيران لم تتلقَّ ضربةً كبيرةً لأن المواد كانت قد أُزيلت بالفعل».

الرد الإيراني


ورداً على القصف، أطلقت إيران وابلاً جديداً من الصواريخ، أصاب أجزاءً من تل أبيب وحيفا وأفاد مسؤولون بإصابة ما لا يقل عن 86 شخصاً وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد: «إن الولايات المتحدة يجب أن تتلقى رداً على عدوانها».
وأضاف في بيان: «لطالما أكدنا استعدادنا للانخراط والتفاوض في إطار القانون الدولي ولكن بدلاً من قبول المنطق، طالب الطرف الآخر باستسلام الأمة الإيرانية».
ولا تزال إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية بعد تصنيعها وإخفائها لسنوات. حيث يمكنها شن هجمات على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية وقواعدها، باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار وزوارق طوربيد سريعة.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"