شهدت «إيرباص» و«بوينج» مبيعات قوية لأعوام، في ظل زيادة الإقبال على السفر الجوي، وتنامي الطلب على الطائرات الجديدة الأقل استهلاكاً للوقود، وهو ما زاد دفاتر طلبيات شراء الطائرات إلى مستوى قياسي بلغ 13 ألفاً و500 طائرة في نهاية 2015 أو ما يقرب من إنتاج عشر سنوات بالمعدلات الحالية. ويحذر بعض المحللين من أن تؤدي مخاطر اقتصادية مثل تباطؤ النمو في الصين، وتصويت البريطانيين لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، إلى تقليص الطلبيات أو إلغائها، وبصفة خاصة تلك المتعلقة بالطائرات الكبيرة ذات الممرين، لكن صانعي الطائرات مازالوا متفائلين.
لكن «إيرباص» سجلت أول فوز كبير لها في معرض «فارنبره» للطيران الذي افتتح أمس الأول في جنوب غرب لندن، برغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسبب بها قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، حيث كشفت الشركة، التي تتنافس تقليدياً مع «بوينج» الأمريكية، عن حصولها على طلب مؤكد بقيمة 4,4 مليار دولار (3,9 مليار يورو) من شركة «فيرجن أتلانتك» للطيران لشراء 12 من طائراتها العريضة البدن «إيرباص إيه 350-100».
ووافقت «إيرباص» على تسليم «فيرجن أتلانتك» ثماني طائرات ابتداء من 2019، وأربع طائرات من شركة التأجير التابعة لإيرباص «إي إل سي». فيما كشفت «بوينج» عن أن شركة «جيامين» الصينية المملوكة للحكومة أبدت اهتماماً بشراء 30 من طائراتها ذات الممر الواحد والمحركين من طراز 737 ماكس 200 بقيمة 3,39 مليار دولار.
وتوقعت «إيرباص» أن يصل حجم الإنفاق على خدمات ما بعد البيع في صناعة الطائرات أكثر من 3 تريليونات دولار، وذلك في تقرير الشركة الأول من نوعه حول توقعات خدمات الطيران العالمية «جي إف سي»، وقالت الشركة في التقرير إنه مع النمو المتزايد في الطلب على صناعة الطيران حول العالم، فإننا نتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق لخدمات ما بعد البيع قرابة 3 تريليونات دولار، وستبلغ القيمة الإجمالية لعمليات إعادة الهيكلة والصيانة والتصليح نحو 1.8 تريليون دولار بحلول العام 2035، حيث من المتوقع أن يرتفع الإنفاق على هذه العمليات على أساس سنوي من 53 مليار دولار إلى 132 مليار دولار سنوياً، بنسبة نمو تصل إلى 4.6%.
وأوضحت الشركة أن نشاط خدمات ما بعد السوق ترتبط بشكل كامل بنمو أساطيل شركات الطيران حول العالم، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الطائرات التجارية التي يتجاوز فيها عدد المقاعد ال100 والبالغ 19500 طائرة بنهاية العام 2015، ليصبح أكثر من 40 ألف طائرة بعد عقدين من الزمن، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ازدياد الطلب على الطيارين والتقنيين، حيث يبلغ عدد الطيارين الآن نحو 200 ألف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى 450 ألفاً بحلول عام 2035، إضافة إلى الحاجة إلى تغيير أطقم الطائرات من مساعدين ومضيفين وفنيين ليصل إلى نحو 540 ألفاً.
وأكد تقرير الشركة أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستكون الأكثر طلباً على الفنيين والطيارين الإضافيين، إضافة إلى خدمات ما بعد البيع من عمليات صيانة وإعادة هيكلة وغيرها، بينما ستشكل كل من أوروبا وأمريكا الشمالية ثلث طلبات السوق. وقال لورينت مارتينيز، نائب رئيس وحدة خدمات الأعمال في «إيرباص»: «إن العملاء حول العالم يمتلكون مسبقاً أفضل أنواع الطائرات فيما يتعلق بالحداثة والأداء الاقتصادي ومستويات راحة المسافرين، إلا أننا سنقوم بتقديم أفضل أنواع الإضافات وأجود الخدمات لطائراتنا، بحيث نقدم الإضافة المطلوبة». وأضاف أن مهمة وحدة خدمات الأعمال الخاصة بالشركة تكمن في معالجة احتياجات ما بعد البيع مثل الصيانة والتصليح وإعادة الهيكلة والتدريب وعمليات الطيران، بحيث نقدم دعماً إضافياً للعملاء من شركات الطيران.
ويجري معرض «فارنبره» كل عامين ويستمر أسبوعاً. ويقام هذا العام وسط اضطرابات في الأسواق المالية العالمية بسبب قرار بريطانيا الصادم بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي شارك في افتتاح المعرض، بالطلب الذي حصلت عليه «إيرباص»، مشيراً إلى أن أجنحة طائرات إيرباص تصنع في بريطانيا، كما تصنع شركة «رولز رويس» البريطانية محركات تلك الطائرات. كما اعتبر هذا الإعلان تصويتاً بالثقة على عمليات «إيرباص» في بريطانيا التي قررت الخروج من الاتحاد الأوروبي. (رويترز)
خطط لزيادة إنتاج «A320»
قال مدير مبيعات «إيرباص» إن خطط الشركة الأوروبية لزيادة إنتاج عائلة طائراتها الأعلى مبيعاً A320 أحادية الممر مازالت منطقية ولها ما يبررها، وذلك وسط مخاوف بقطاع الطيران من تباطؤ الاقتصاد العالمي. وتنوي «إيرباص» زيادة إنتاج طائرات A320 إلى 60 طائرة شهرياً، من قرابة 42 طائرة حالياً. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت «إيرباص» ستعلن عن طلبيات جديدة لطرازها (A320neo) في اليوم الثاني لمعرض «فارنبره» الجوي بجنوب إنجلترا.. قال جون ليهي: «نأمل ذلك». وأضاف أنه يشعر بخيبة الأمل بسبب الوقت الذي يستغرقه نيل التراخيص الأمريكية الضرورية لبيع طائرات «إيرباص» إلى إيران.
وقبل المعرض، أصدرت عدد من شركات الطيران تحذيرات بشأن أرباحها بسبب تأثيرات التصويت على «بريكست».
طائرات جديدة وركاب أكثر
توقعت «بوينج» أن يسجل عدد الركاب زيادة بمعدل 4,8% خلال السنوات العشرين المقبلة، فيما توقعت «إيرباص» أن تبلغ هذه الزيادة 4,5%. ويعاني قطاع الطيران العالمي تأخراً قياسياً في تسليم الطلبات وهو ما أسهم، إضافة إلى ضعف الطلب من شركات الطيران، إلى انخفاض بنسبة 30% في شراء الطائرات العام الماضي. وستكون طائرة «إف-35 لايتننغ» القتالية محط الأنظار في معرض «فارنبره» لهذا العام، وهي طائرة تخترق جدار الصوت، قادرة على الإقلاع من مدرجات قصيرة والهبوط عمودياً.
وكان من المقرر أن تعرض طائرات إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، في معرض «فارنبره» قبل عامين، إلا أنه تم وقفها عن التحليق بعد حدوث حريق في محرك إحداها. وتتوقع «بوينج» أن تحتاج شركات الطيران 39 ألفاً و620 طائرة جديدة بقيمة 5.9 تريليون دولار على مدى العشرين عاماً القادمة، بزيادة 4.1 بالمئة على تقديراتها في العام الماضي.
